بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بماذا اوصيت اولادك؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-06-2009, 03:46 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
بماذا اوصيت اولادك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة وصايا الآباء للأبناء 3/7/1430هـ
د:صالح بن عبد العزيز التويجري
ان الحمدلله ....
إلى الأولاد عامة.يا معشر الأولاد! يا فلذات الأكباد! يا من أصبحتم أو ستصبحون آباء وأمهات.
منذ سنين خلت كنت ابناً مثلكم، وكان لي أم وأب يحنوان علي وكنت سعيدًا بهما فلما فقدت أبي فقدت شطرًا من السعادة وجزءاً كبيراً من النعيم، وجرح قلبي موته، وهب الله لي بنين وبنات فلم ألمس فيهم لذة الأبوين ، فشتان بين تجارتين.
وأنتم أيها الأبناء من كان له أبوان فليهنأ بهما، وليحرص عليهما، وليسع جهده في إرضائهما لأنه أوتي سعادة الدنيا وابواب سعادةالآخرة. ومن فقد أحدهما فقد خسر نصفها، فليحرص على نصفها الآخر قبل أن يزول. ومن فجعه الدهر بهما ، فلا ينساهما من صلاته ودعواته. ومن أصبح منكم أباً يدرك هذا، ومن لم يصبح فعما قريب يعرف.-
ايها الآباء هل تعلمون أن كلماتكم منارات على طريق أبنائكم فهل تفكر طويلا بكلمة تقولها لابنك او وصية تسطرها له برسالة جوال او مكتوبة باطار جميل ,, هل عصرت له الحياة بكلمات , اعلم انك لا تفتأ تلقي دروسا ومحاضرات في كل لقاء وقد يسأم الأبناء التكرار فهل تنوع الأسلوب وقد سبقنا الأنبياء والصالحون والحكماء في رسم منهج وصايا الأبناء هاكم يعقوب عليه السلام (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي الى قوله يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الاوانتم مسلمون )وعن لقمان قص الله تعالى قوله
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * الى قوله * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ( )
ولما احتضر ذو الأصبع دعا ابنه أسيد فقال:
يا بني، إن أباك قد فني وهو حي، وعاش حتى سئم العيش؛ وإني موصيك *فاحفظ عني: ألِن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك، وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يُسَوَّدوك، وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم، ، واسمح بمالك، واحم حريمك، وأعزز جارك، وأكرم ضيفك، وصن وجهك عن مسألة احد، فبذلك يتم سؤددك، *اوصت أمانة بنت الحارث ابنتها لما حملت الى بيت زوجها فقالت:
(. الوصية تذكرة للعاقل، ومنبه للغافل. أي بنية؛ إنه لو استغنت المرأة بغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها لكنتِ أغنى الناس عن الزوج، ولكن للرجال خُلق النساء، كما لهن خلق الرجال. أي بنية، إنك قد فارقت الحِواء الذي منه خرجت، والوكر الذي منه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك ملكًا، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي عني خلالاً عشرا، فأما الأولى والثانية: فالمعاشرة له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة فإن في القناعة راحة القلب وحسن السمع والطاعة رأفة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا طيب الريح. واعلمي، أن الماء أطيب الطيب المفقود، وأن الكحل أحسن الحسن الموجود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النومة مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والرعاية على حشمه وعياله، فإن الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير، ورعاية الحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمرًا، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.)
*أوصت بعض نساء العرب ابنها وقد أراد السفر
:أي بُني: اجلس أمنحك وصيتي وبالله التوفيق، فإن الوصية أجدى عليك من كثير عقلك. أي بُني إياك والنميمة، فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين، وإياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضًا وخليقٌ ألا يثبت الغرض على كثرة السهام.
وإياك والجود بدينك، والبخل بمالك. وإذا هززت فأهزز كريمًا يلن لهزتك، ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها.
وما استحسنت من غيرك، فاعمل به، وما استقبحت من غيرك فاجتنبه فإن المرء لا يرى عيب نفسه.
والغدر أقبح ما تعامل به الناس . ومن جمع الحلم والسخاء، فقد أجاد الحلة ريطتها وسربالها
*: لما حضرت عبدالله بن شداد الوفاة دعا ابنا له فقال: يا بني، إني أرى داعي الموت لا يقلع، وأرى من مضى لا يرجع، ومن بقي فإليه ينزع وإني موصيك بوصية فاحفظها:
عليك بتقوى الله العظيم، وليكن أولى الأمور بك شكر الله، وحسن النية في السر والعلانية؛ فإن الشكور يزداد والتقوى خير زاد.
أي بني: لا تزهدن في معروف، فإن الدهر ذو صروف، والأيام ذات نوائب على الشاهد والغائب، فكم من راغب كان مرغوبًا إليه، وطالب أصبح مطلوبًا ما لديه. وأعلم أن الزمان ذو ألوان. ومن يصحب الزمان يرى الهوان. وكن كما قال أبو الأسود الدؤلي:
وعُدَّ من الرحمن فضلا ونعمة
عليك إذا ما جاء للعرف طالب
وإن امرءًا لا يرتجى الخير عنده
يكن هينا ثقيلا على من يصاحب
فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالبا
فإنك لا تدري متى أنت راغب
رأيت التوا هذا الزمان بأهله
وبينهم فيه تكون النوائب
أي بني: كن جوادا بالمال في موضع الحق، بخيلا بالأسرار عن جميع الخلق فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر، وأن أحمد بخل الحر الضن بمكتوم السر
** أي بني: إن سمعت كلمة من حاسد، فكن كأنك لست بشاهد، فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها. وكان يقال: الأريب العاقل هو الفطن المتغافل . وكن كما قال حاتم الطائي:
وما من شيمتي شتم ابن عمي وما أنا مخلف من يرتجيني
أي بني: لا تؤاخي امرءًا حتى تعاشره، وتتفقد موارده ومصادره، فإذا استطعت العشرة، ورضيت الخبرة ، فواجه على إقالة العثرة، والمواساة في العسرة وكن كما قال المقنع الكندي
: إذا أحببت فلا تُفْرطْ، وإذا أبغضت فلا تُشطِطْ، وكن حليماً كما قال هدبة بن الخشرم العذري:
وكن معقلا للحلم واصفح عن الخنا * فإنك راءٍ ما حييت وسامع
وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا *فإنك لا تدري متي أنت نازع
وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا *فإنك لا تدري متي أنت راجع
* وكتب أبو الفضل بديع الزمان الهمزاني إلى ابن أخته أنت ولدي ما دمت: والعلم شأنك، والمدرسة مكانك، والمحبرة حليفك، والدفتر أليفك. فإن قصرت ولا إخالك، فغيري خالك والسلام.
*عباد الله هناك من قست عليه التجارب فشاه في وجهه وجه الحياة فقد تقسو وصاياه في حق المجتمع* فلا يفسد خاطرك من جعل يذم الزمان وأهله، ويقول: ما بقي في الدنيا كريم ولا فاضل، ولا مكان يرتاح فيه، فإن الذين تراهم على هذه الصفة أكثر ما يكونون ممن صحبهم الحرمان، وتعرضوا للهوان، وأبرموا على الناس بالسؤال فمقتوهم. وعجزوا عن طلب الأمور من وجوهها. فاستراحوا إلى الوقوع في الناس. وأقاموا الأعذار لأنفسهم بقطع أسبابهم، * الخطاب بن المُعلَّى المخزومي القرشي: وعظ ابنه فقال: (يا بُنيَ، عليك بتقوى الله وطاعته، وتجنب محارمه فإنها لا تخفى على الله خافية، وإني قد وسمت لك وسمًا، ووضعت لك رسمًا ، وإياك وهذر الكلام، وكثرة الضحك والمزاح، ومهازلة الإخوان، فإن ذلك يذهب البهاء، ويوقع في الشحناء، ، ).
وقلل الكلام، وأفش السلام ، ولا تسحب ذيلك، ولا تلو عنقك ولا تنظر في عطفك، ولا تكثرالالتفات، ولا تتخذ السوق مجلسا، ولا الحوانيت متحدثا، ولا تكثر المراء، ولا تنازع السفهاء، ، واصغ إلى الكلام الحسن ممن حدَّثك، ، وغض عن الفكاهات من المضاحك والحكايات، ولا تَصَنَّع تصنع المرأة، ولا تَتبَذّل وإياك والأحاديث العابرة المشنعة التي تنكرها القلوب، وتقفُّ لها الجلود واعلم أن الجشع يدعوا إلى الطبع، والرغبة تدق الرقبة، ورب أكلة تمنع أكلات، والتعفف مال جسيم وخلق كريم، ومعرفة الرجل قدره، تُشَرَّفُ ذكره، ومن تَعَدَّى القَدْرَ، هوى في بعيد القَعْر. والصدق زين، والكذب شين،
وإياك وإخوان السوء. فإنهم يخونون من رافقهم، ويحزنون من صادقهم، وقُرْبُهم أعدى من الجرب، ورَفْضُهم استكمال الأدب، واستخفار المستجير لؤم. والعجلة شؤم، وسوء التدبير وهن.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)