حجيلان بن حمد آل ابوعليان العنقري التميمي ، ينتمي إلى عشيرة آل بوعليان من العناقر من بني سعد بن زيد مناة من قبيلة بني تميم . و ينسب الكثير هؤلاء العناقر بالقول الأغلب إلى بني منقر . و يعرفون بني منقر منذ أيام الجاهلية بأنهم من بطون تميم الكبيرة التي تقوم بنفسها في مساكنها و بعض غزاوتها ، و تشهد على ذلك بعض أيام العرب التي كانت لبني منقر على بعض القبائل ، و اشتهر من بني منقر الصحابي قيس بن عاصم المنقري التميمي الذي وصفه الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه : (( سيد أهل الوبر)) الذي كان من رؤوس بني تميم في الجاهلية و الإسلام . و آل ابوعليان وآل مـعـمّـر و آل خـنيـفـر [عناقر ثرمداء] من افخاذ العناقر ، و هناك من يعتقد بأنهم أبناء عمومة قريبين و أخوة . و قد انتقل آل ابوعليان في تاريخ قديم من ثرمداء على أكثر من مرحلة -رواه البعض أنه على اثر نزاع بينهم و بين أبناء عمومتهم ، رحلوا منها و استقروا في بريدة و بها عرفت عشيرة "آل ابوعليان" بقية من قدم من هؤلاء إلى بريدة و ذراريهم، و من خرج منها لاحقاً ، و لكن هناك أفرع من آل ابوعليان يلتقون معهم في الأجداد يبدوا انهم لم ينزلوا بريدة -عند خروجهم من ثرمداء- أو انهم غادروها مبكراً و هم في بقية مناطق نجد في الوشم و سدير.
لا يذكر تاريخ القصيم إلا و يذكر الأمير حجيلان بن حمد آل ابوعليان –رحمه الله و غفرله- . و ذلك لعمق تأثيره به و لا يذكر تاريخ بريدة إلا و ينسب كل الفضل في نشوئها كإمارة كبيرة قوية ذات اقتصاد و حركة للأمير حجيلان بن حمد و ليس في ذلك أي مبالغة . فالناظر –المنصف- للتاريخ يستشفّ الدور الكبير لهذا الأمير في تقوية إمارته و العمل على تطويرها و تحسين حال السكان بالإضافة إلى ما عرف عن سيرته من عدل و إنصاف و حبّ للدين و عملٍ للخير . هذا و كان له دور كبير آخر مع الدعوة السلفية المباركة التي ابتدأها الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي و دعى لها و قام معه معاهداًَ لها الإمام محمد بن سعود جدّ الأسرة السعودية المالكة . فكان أن قام معها و ناصرها –حجيلان بن حمد- خير قيام و سجل تاريخا حربيا كبيراً في سبيل إخضاع المناطق تلو المناطق تحت سلطة الدولة السعودية إخلاصا منه للدعوة الدينية السلفية ، و تشهد له تلك الغزوات التي ابتدأت من محيط بريدة و حتى أطراف العراق و الشام و ما كان له من فضل في إدخال المناطق الشمالية من المملكة كمنطقة حائل (جبل شمر) تحت الحكم السعودي و بهذا يقول المصريون في وثائقهم عند إنهائهم الدولة السعودية الأولى موضحين دوره الكبير مع أئمة آل سعود في القيام بهذه الدعوة المباركة و موقعه منهم . و استمر في هذا مخلصاً من قبل عام 1196هـ و حتى سقوط الدولة السعودية الأولى بعد معركة الدرعية أمام قوات إبراهيم باشا عام 1233هـ ، و أُخِذ في العام الذي يليه على كِبَر سنّه إلى المدينة المنورة مع إبراهيم باشا ليأتيه الأجل في مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم منهياً تاريخا عظيما.
|