[قاهر الروس]

.
.

" عَ ــزْفٌ عَلى جُ ـنونِ الحُزن "
يَا صَاحبيْ ، هَذا قَلبيْ وَتِلكَ حُروفَه

الأيَّامُ كَريهَةٌ بالمُفَاجِئَة ، والأحزَانُ في حَيَاتيْ قِصَّةٌ جَميلَة
الحيَاةُ مَا زالتْ تَشُقُّ لِمَنْ يَسيرُ عَليهَا طُرقٌ مَتَفَرِّقَة !!
مُخبَّئٌ عَنَّا نِهَايَتُهَا ، ضَبَابٌ يحجِبُ عَنَّا رُؤيَةَ حَيَاتِنَا
رُغمَ أنَّنَا ضُعَفَاءٌ إلا أنَّنَا مَسَاكينٌ لا يَنقَطِعُ فينَا الأمَلْ !!
تَجِدُ كَثيرَاً مِنَّا مَنْ يَتَعثَّرَ ، فَيرِجعُ وَيبني فوقَ عَثرَتِهِ
وَيبقى الأمَلُ أكثَرُ ممَّا نَتَصَوَّر وَ نَحْلُم !!
كَمْ أكرَهُ هَذا الأمل ، وانتِظار الغَدْ
وأيُّ هَدَفٍ يُبنى للحَيَاة وَ دُنيَانا لا تَستَحِقُّ أنْ نَبني عليهَا أيُّ هَدَف !!
نُصَالِحُنَا وَتغدُرُ بِنَا
نُضَحِّكُهَا وَتُبكِّينَا
نُسعِدُهَا وَتُحزننَا
لَيتَ الحُروفُ تَفي بِشَيءٍ ممَا في القلوب
لكَنِ لا لَنَا سِوَى خَيطَاً نَتَشَبَّثُ بِهِ وَقَلمَاً نُنْهِكُهُ .!!
أُريدُ الحُروفَ أنْ تَتَوَادَعَ قَبلَ تَوادِعُ القُلوب
أخشَى أنَّ الوقتَ يَمضي ولا وَقود !!
أعَانَ اللهُ على سَفَراً طَالَ بِنَا
وَ أحبَاباً هُنَاك يَنتَظِرونَنَا ..!!

** ** **

قَالَ لِي أحَدُهم أنتَ مَريضْ ؟!!
و واللهِ لاعِلةَّ بي ولا سَقم
قَلتُ : صَحيحٌ مُعافى يَؤمِّلُ بِألَم !!
قَال لا تُخَالِطُ ولا تُصَاحِبُ صَاِمتٌ كَالصَّنَمْ !!
كَرِهتُ الجَوابَ عليِهِ مَعْ أنَّه كَانَ قريبَاً مني وابَتعَد
أو بالأصَحْ جَعلتُهُ يبتَعِد ..!!
ليتَهُم يَغيبوا ، لأني لا أَتحَمَّلُ أحَدًاً يَمشي مَعي وَ بيَ يتَعَلقْ .
هذهـ نَفسي ..!
ما مَنَعتني أنْ أسيرَ وَحدي
وأذَهبَ و أغدوا بِنَفسي ..!!
أحيَاناً يَتمنَّى المَرءُ لو كَانَ يَتيمَاً
لكي لا يَحمِلَ مَا يُؤمِّلُهُ بِه أهلهُ وأحْبَابُه ..!!
نعم يُريدونَ مِنكَ لأنَّهم تَعِبوا مِنْ أجلِك
وأنتَ لا تُريدُ سِوى أنْ تُهَاجِرُ بِنفَسِك ..!!

عُمرُ ابن آدَمَ لَمْ يُخلَقَ علامَةِ تَعَجُّبٍ
لَكِنَّ الدُّنيَا صَنَعت فيهم العَجَب ..!!
جَسَدْ ، تَائِهٌ ، هَرِمٌ ، حَتى وَإنْ غَرِقْ ..!!
لَنْ تُبَاليْ بِهِ ، ولنْ تَحمِلَ هَمَّهُ وَتَحتَرِق

رُبَّمَا دَمعَةٌ تُسلي الهمَّ وَتُدَاعِبُه
أو حُلمٌ يَبني الألمَ وَيُشَيِّدُهـُ
آآآهـِ كَمْ أُحبُّ هَذا الحُزنَ وَأعْشَقُه .!!
نَافِذَتي عَلى جَنَّةٍ خَضَرَاءَ مَاطِرَة
أرى أرواحَاًٌ في العِشقِ والحُبِّ ثَامِلَةٌ
رُغمَ أنِّي بِجَنَّة ، إلا أنَّ الجَنَّةَ نَارٌَ وَبرَاكينٌ ثَائِرَة
أرى ذَاكَ بِآلَةٍ مُوسيقيَّةٍ وَسيجَارَة
وَتِلكَ طِفلَةٌ على دَرَّاجَة
وذَاكَ شَابٌّ يَحلمُ وَيَعشَقُ دُنيَاهـُ وأيَّامَه
وَتِلكَ مِن بينِ الأشجَارِ وَردَةٌ فَاتِنَة
وأجسَادٌ كَأنَّهَا أغصَانٌ مُتمَايلَة ..!!
لا يَهمنيْ ذَلك .. لأني أعيشُ على قلبي لا عَلى نَاظِري
فَكمْ من كَفيفٍ يَرى نُورَاً وَبصيرَاً بين الظَّلامِ تَائِه ..!!
نَعمْ .. قَدْ تَسمَعُ مني يَومَاً ولا شُعوريَّاً ضَحِكَاتٌ مُرتَفِعة
أو ابتِسَامَةٌ شَقَّتْ وَجهيْ وزَلزَلته
أو هَمسَةُ حُبٍّ خَرَجت مني ضَائِعَة
لَكِنْ ، تنَهيدَةٌ تُحرِقُ الحَدَائِقَ والجِنَانَ وَتبَقى الأرضُ يَابِسَة .!!

سألني أحَدُهم قَائِلاً :
لِمَا لا تُحِبٌّ لِتنَثرِ بدَل الحُزنِ جَنونَاً ؟!!
قُلتُ حُزني شَريفٌ وَحُبُّكم نِفَاقَاً وَعُمرَاً طَائِشَاً ..!!
أعلمُ أني أنهكته ، لكني أنهَيتُهَا بابتسامة
لا أرمي سِوى مَنْ رمَاني فمن اعتدى عليكم فَاعتَدوا عَليهِ !!
تسألني أصوتُكَ جَميل ؟!!
سُؤالُ استِطلاعٍ كَأنَّ من أمَامها سَارِحٌ في غَبَاء ، أو عَقْلاً سَيُجَامِلُ مِنْ شِدَّةِ الحَيَاء !!
قُلتُ : صَوتُيْ وَأصواتُ القُبحِ مُتَمَاثِلَة ، لَكِنَّ أنينَ قلبيْ أنقى وأصفى وأجملَ مِنْ كُلِّ صوتٍ وَنغمةٍ وآلة .!!

أحيَانا لا أستَطيعُ كِتَابَةَ موضوعٍ إلا مِنْ خلالِ مُحَادَثةٍ
كُلُّ شَيءٍ أخطِئُ بِهِ بالحَيَاةِ يأتيني إنذَار
هَذا ما جَعلني لا أُحَسِّبُ للدُّنَيا ثَمَنٌ وَقيمَة
فَقد أيْقَنْتُ أنَّهَا تتَبعني في كُلِّ زَلَّةٍ وَعَثرَة !!
لَستُ شَديدَاً َعنيفَاً لَكِنَّهُ ثَمَن طِيبَة قَلبيْ أتعَبتني وأشقتني
لَكنَّهَا إنْ شَاءَ اللهُ تَيسيرَاً للآخِرَة ..!!
قَدْ نَسَعى أحيَاناً مُتَسَارعينَ
نحَملُ أمتِعَتِنَا لِنَلحَقَ بِأحدٍ مَا ..
وَنَتَحمَّل المَتَاعِبَ والصِّعَاب ..
بَلْ وَنَتوهـُ في الدُّنيَا وَنجوعُ مِنْ أجلِهِ
وَبَعدَ مَشَقَّةٍ وَتَعبٍ وعِندَ نُقطَةِ الوُصولِ
نَجِدُ أنَّ القَدَرَ قَدْ سَبَقنَا إليهِ بِأحَدٌ غَيرَنَا
وَقَدْ يَذْهَبُ الغَاليْ مِنْ أيدينَا دونَ رِضَاً مِنْه
أحَدٌ قَدْ سَرَقَهُ مِنَّا ، وَقدْ لا يَكونُ أولى مِنَّا ..!!

هِيَ الحَيَاة ..
للأسَفْ لَمْ تَكُنْ الورودُ تَهُمنيْ
لأنيْ أرَاهَا والأشواك طَبَقةًَ وَاحِدَة
الفَرقُ بَينهَا أنَّ الأولَى ألوانَهَا وَاحِدَةُ والأخرَى مُتَعَدِّدَة ..!!
كُلٌّ لَهُ عَقْلٌ وَنَظرَةٌ مُختَلِفًَة
مِنَّا مَنْ يَتَجَرَّعُ مِنْ الدَّنيَا مرَارة
وَآخرَونَ يَسبحونَ في سَعاَدة
جَمِيلَةٌ أنْ تَكونُ الوجوهـُ شَاحِبَة
والأصواتُ مَتَحشرجَة ..
وَإنْ ظَهرَتْ على الوجوهـِ البرَاءَة
رُبَّمَا في الصَّمتُ همسَةُ أنفَاسٍ صَادِقَة ..!!
فِيْ حَيَاتيْ مَا يُدَنِّسُ طُهرَ السَّعَادَة
وَيُحرِقُ القَلبَ وَيُفَجِّرُ بُركَانَه
وَيَأخُذُ مِنْ الجَسدَِ القُوَّةَ والصَّلاَبَة
وَيُذيبُ العُمرَ ، وَيَغْتَصِبُ شَبَابَه ..!!
هَيَّا أيُّهَا الحُبَّ إليكَ قَلبيْ
اكْشِفْ عَليهِ وَداويْ جِرَاحَهْ !!
وَطَبْبْ جَسَدَاً أنَّ وَيَئِنٌّ ممَّا بِهِ !!
سَعَادَتيْ بِحُزنٍ يَسكُنُ العَينَ
وَدمَعَاً يَهِلُّ بِعِزَّةٍ وَكَرَامَة !!
سَعَادَتيْ بِهَمٍّ ، يُسلي الحُزنَ
وَيَدَاعبُه ..!
أيُّهَا الحُزنُ ، طَهِّرْ فُؤاديْ
مِنْ حُبِّ يَزْعُمُ أنَّه حُلوٌ مَذَاقُه !!
الحُزنُ على وَجَهيْ ابْتِسَامَة
وَفي حَيَاتيْ وَردَةٌ ألوَانهَا سَاحِرة !!
مَنْ ذَمَّ الحُزنَ يَومَاً فَإنيْ أعيشُ بأحضَانِهِ !!
وَفيٌّ ، صَادِقٌ ، لا يَعْتَرِفُ بِالنِّفَاقِ وَلمْ يَقرَعْ يَومَاً أبوَابَه .!!
أيَّهُا الحُزنُ إليكَ مِنيْ عَلى جَبينِكَ أغلى قُبلَة
وَلِرُوحِكَ رُوحٌ طَاهِرَةٌ وَنَفْسٌ طَيِّبَة .!!
وَفيٌّ في حَيَاتيْ ، صَديقٌ لا يَعرْفُ دَربَ الخيَانَة .!!
أُحبُّك ، وَسأبقَى أُحبُّكَ .

رَزَقَكُم اللهُ حَيَاةً تَرفُلُ بِالهَناءِ والسَّعادَة
أستَودِعُكم اللهُ الذي لا تَضيِعُ وَدَائِعُه

مَنْ كَانَ قَاهِرَاً سَيكونُ يَومَاً مَا بَاسِلا
* لا أسْمَحُ أنْ تَتَخََّطى حُروفيْ هَذهِـ الصَّفحة ..!

[ لَيسَ شَرْطَاً أنْ تُعَبِّرَ الحُروف عَنْ كَاتِبِهَا ، رُبمَّا تَحكيْ عَنْ قُلوبٍ هُنَا ]

أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ

.
.