[ابن صـالح]

أنا لست متشائماً لأقول إن نسبة الراسبين أعلى من نسبة الناجحين ، بل على العكس فإنني أرى أن نسبة الناجحين تفوق نسبة الراسبين بمسافة كبيرة ، وليس ثمة مقارنة بينهما ، ذلك أن منتدانا يضم كمّاً كبيراً من الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات ، والذين يتميزون بما يطرحونه من مواضيع ومشاركات .. وإنني من خلال نوعية الاهتمام الذي يحمله هذا الموضوع المطروح أوالمشاركة أستطيع التمييز أنْ كان صاحب هذا الطرح عضواً ناجحاً أم عضواً راسباً :ـ
فمن كانت أطروحاته حافلةً بهموم أمته ، متألماً لآلامها ، متطلعاً لآمالها ، ساعياً في التخفيف عنها فهو عضو ناجح .
ومن كان داعياً إلى الفضيلة ، أو واقفاً بصف دعاتها ، داعماً لهم فهو عضو ناجح .
ومن حارب الرذيلة ، وسعى في القضاء عليها أو التخفيف منها فهو عضو ناجح .
ومن سعى في حاجة الناس وتخفيف معاناتهم فهو عضو ناجح .
ومن دعم أو أيد أو شجع الجمعيات الخيرية ، سواء كانت تعليمية أو تربوية أوإصلاحية او إغاثية فهو عضو ناجح .
ومن سعى في رفعة مجتمعه أو أمته ، وتوفير سبل الطمأنينة والراحة لهم فهو عضو ناجح .
ومن حرص وسعى لأمن مجتمعه وأمته أمناً حسياً أو أمناً فكرياً فهو عضو ناجح .
هؤلاء هم الناجحون ، وتتفاوت مستويات نجاحهم بتفاوت عطائهم وبذلهم .
أمّا الراسبون فأولئك الساعون لتغريب المجتمع ، وطمس هويته ، وسلخه من مبادئه وأخلاقه وقيمه ، أولئك الذين يريدون إشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين ، أولئك الذين سلوا ألسنتهم وأقلامهم ضد الصالحين والمصلحين ، ضد المناشط الدعوية ، ضد الجمعيات الخيرية ، ضد دعاة الفضيلة ، ضد أعداء الرذيلة .
هذه ـ في نظري ـ هي معايير النجاح والرسوب ، وهي مواصفات العضو الناجح أو العضو الراسب .. ولعل للأخوة الفضلاء إضافات أو استدراكات .
شكري وتقديري واحترامي للفضلاء .