[بعيدا عن التشدد]

عندما يقابل ابي الذي تربي بجيل ماقبل الثمانينات احد زملائه القداما وبعد السلام عليه يبدأ كل منهم بالسؤال عن الاخوات وبنات العم والخاله والخ وبالاسم. ليس ذلك فحسب بل يذكرون (بضم اليا) بعضهم بقصص كانت تدور بينهم وبين قريباتهم وكانهم كانوا عائله واحده وهم فقط جيران.

ناهيك عن الاقارب فأبي مثلا يحكي عن بنات عمه وعماته وخاله وخالاته وكأنهم اخواته التي لم تلدهن امه. نعم هذا الامر كان يحدث في بريده ومن اعيانها ولكم ان تسألوا.

هذا الامر دعاني افكر كثيرا بمدى العلاقه الحميمه والاسريه التي يعيشها جيل ماقبل (الثمانين) وحسن الظن عندهم. وبالتالي عندما نرى كبير السن كيف يتعامل مع الاجنبيه نراه يتعامل بكل ذوق واحترام بعكس معظم شباب هذا الوقت.

اما نحن جيل (الثمانينيات) فالوضع متغير تماما. فأنا مثلا دفنت بنات عمي وعماتي وخالي وخالاتي منذ ان بلغت الخامسه عشر ولم ارى او اتحدث الى اي منهن. والامر ليس علي وحدي فأغلبنا من هالحال واردى.

طريقه تربيه (الثمانينات) جعلتنا نغلب سوء الظن بالاخر, وبالتالي عدم الثقه باقرب الناس والنتيجه مجتمع ظاهره الصلاح وباطنه الفساد في اغلب الاحيان.

الموضوع متشعب كثيرا وهناك امور اخرى اريد ان اذكرها ولكن ساكتفي بهذه النقطه لهذا اليوم على امل ان نتناقش ونستفيد ونخرج بنتيجه تفيدنا.


بارك الله فيكم وبانتظار ارائكم

(المعذره عن الاخطاء الاملائيه)