الطعام التالف تالف ، والتالف مع التالف
أذكر منذ الصغر كنا نأخذ الطعام ونرميه بعيداً في محل خاوي بالصحراء، وكنا نعاني من رائحة الطعام التالف والذي أصبح عدماً بعد أن كان مذاقاً شهيا، كنا حريصون على ألا يختلط الطعام التالف مع المخلفات الأخرى كالأتربة والأكياس والخردوات وغيرها من أشياء تلفت ومصيرها إلى التحلل في الأرض لتكون من مكوناته، نشأنا على ذلك فانسقنا تلقائياً .
وبما أن الطعام أصبح تالفاً لم يعد له القداسة التي أحيطت به قبل أن يتلف وانعدمت الغاية لوجوده فإنه من المناسب ألا نفرق بينه وبين التوالف الأخرى لذلك علينا أن نحشر الطعام التالف مع التوالف الأخرى في ( زبالة ) واحدة، ومن يظن أن ذلكَ قدحاً بالنعمة فهو واهم لأن النعمة تلفت ونزعت عنها نُعميتها فأصبحت شيئاً خاوياً إذ النعمة تتحقق في عوائدها وليس في ذاتها فبعد انعدام عوائدها نزعت نُعميتها .
آخر من قام بالتعديل Ali Ezzat Begovich; بتاريخ 09-07-2009 الساعة 02:04 AM.
|