[Ali Ezzat Begovich]

كنا مجموعة شباب نجلس في المضمار المقابل لأسواق العثيم مول أعمارنا في العشرينات والثلاثينات فينا المتزوج وخلافه، ذات مرة كنا كما هي العادة جلوسٌ في ذلكَ المكان ، وإذا بشابٍ لم يجاوز العشرين سنة قد اتجه صوبنا التفت الجميع إليه حيانا بتحية الإسلام وبادلناه إياها ، كانَ شاباً قد نبت الشعر في عوارضه يظهر عليه الحماس المتقد مشحونٌ حتى النهاية وبيديه مجموعة أشرطة ، جلس معنا وأخذ يسلم ويضحك ويطلق بعض النكات !! << يمون ( أسلوب طغى على بعض المطاوعة في العقد الأخير لإزالة الغبش الذي طغى على الناس أنهم مكفهرين شاحبي الوجوه متربصين للآخرين تنطق وجوههم ماتخفيه قلوبهم، وليثبتوا أن حياتهم مليئة بالمرح والضحك والوناسة والفلة ) .

راح صاحبنا المطوع يسترسل بنكاته الاصطناعية ظاناً أن ذلك الأسلوب سيحببنا بما يدعو به وهو أسلوب المطاوعة الكوميديين ومن رموزه الجبيلان والمشيقح وغيرهم في الساحة كثيرون ، ولقد طغى هذا الإسلوب لجذب الشباب الذين يسمونهم بالمنحرفين أو الفساق ليدخلوا في دائرة مايسمى ( بالملتزمين ) ، استنكر البعض تصرفه الذي لاينبغي أن يأتي به سيما وهو شاب لايتجاوز العشرين بينما هم في الثلاثينات البعض منا جامله وسايره بابتسامة صفراء ، في أثناء تلك الكوميديات التي يطلقها مرت سيارة قريبة منا وإذا به يضغط على الكابح ليصدر صوتاً ( يفحط ) قال صاحبنا الكوميدي! ( إيقاله عربجي ) << الله على الغيبة، ولم يعي أخينا الذي جاءنا بأسلوب ليدعونا انه وقع في المحظور وفي كبيرة من الكبائر وهي الغيبة، وزع علينا أشرطته الوعظية بعد ماظن انه استولى على قلوبنا وحببنا إلى المطاوعة وأزال عنا التصور بكوميدياته التي تأتي بالهم والنوم .

انطلاقا من هذه القصة فإن الأسلوب الكوميدي هو أسلوب استغفالي للمدعو لأن دعوة الله يجب أن تكون مجردة من أساليب اللف والدوران ، فالمباشرة بالدعوة هي أشد أثراً من غيرها والجدل بالعقل هو أكثر عمقاً من غيره ، أما أسلوب الكوميديا فهو أسلوب من يفتقرون إلى العلم وإلى المحاجة كما أنه أسلوب استغفالي ينطلي على بعض المراهقين وينقادون ، ولستُ ضد انقيادهم إنما ضد من يستعمل الحيل وكأننا بحرب أو مصيدة لجلبهم .