|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
14-07-2009, 01:49 AM | #1 |
.
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309
|
[كَلمة الشيخ عبدالعزيز الطريفي في وفاة الشيخ ابن جبرين ] . . (في جامع الراجحي ببريدة)
. بسم الله الرحمن الرحيم / قلتُ : وقد خففت كلمة الشيخ عبدالعزيز الطريفي علينا وطأة المصيبة وهول الحادثة وشؤم الخبر ! بكلام ٍ عذب رقراق , ممزوج بين الآيات والأحاديث والآثار التي تتكلم عن قبض العلماء , وأن الأمة ولود خيرٍ وأنها ثابتة , ولعلي أنقلُ كَلامَ الشَيخَ بِتصَرفٍ لاَيخُِلُ بِالمعَنىَ . وقد حمد الله وأثنى عليه ونعى وعز الجميع بوفاة العالم الجليل . . ومن ثم قال : إن قبض العلماء يكون على نوعين / 1/ إما بالموت . _وهذا أمر قدريٌ محض _ وليس لنا إلا الرضى بقضاء الله وقدره . قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) وقد فسَرَ ذلك ابن عباس بأن المقصود بالآية هو موت العلماء 2/ تهميشهم . والحط من قدرهم واتهامهم في أنفسهم . وإن كان هذين النوعين نذير شؤم إلا أن الحق يظل منصوراً ولايخفت نوره , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". # موت العلماء دليل على نقصِ الدينِ , وإذا نِقِصِ الدِينُ حَلتِ البِدعُ فالعلماء أمنة هذه الأمة ! ومقياس ذلك أن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لايوجد أي خلاف بين المسلمين , وبعد أن توفي رسولنا دب خلاف بسيط في كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم , ودفنه وهذا في خلافة أبي بكر , ثم زاد الخلاف قليلاً في عهد عـمر ! ومن ثم لم تقوى شوكة الخلاف إلا بعد وفاة الخلفاء الراشدين والصحابة فوجود الصحابة وعلمهم كان حافظاً من كل خلاف وشتات وبعد وفاتهم ظهرت البدع والخلافات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بردة رضي الله عنه قال: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون )) وأصحابي أمنة أي هم صمام أمان للأمة ومايوعدون ؟ أي من ظهور الفتن والبدع وانتشارالخلاف وفي انتشار الخلاف بين الأمة أمور كثيرة منها : 1/ نقص الأمان 2/ تسلط أعداء الأمة علينا ومهما كان في الأمة من قوة عَتادس وقَتَادٍ ومَتَانَةٍ عَسَكَرِيةٍ و اقتصادية إلا أنها تكون ضعيفة بقلة العلماء فكثرة الخلافات تزعزع أمنها ولاتجعلها تحت كلمة واحدة . فقلةُ العلماء تزيد من انتشار المنكرات فعن قتادة قال : قال ابن مسعود : « كيف بكم إذ ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سنة فإن غيرت يوما قلت : هذا المنكر . قالوا : ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال : ذاك إذا قلت أمناؤكم وكثر أمراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثر قراؤكم وتفقه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة » فقلة الأمناء في هذه الأمة دلالة على الشر ! ونراه الأن يزداد . وفي هذا الزمان قد عزّ فيه الأمناء وكثرة الأمراء فمن أثار الغزو تقسيم المسلمين إلى دويلات فهذا ينشأ الخلاف وكثرالقراء , أي المقصود كثرة قراء الحروف والمفتين بغير علم فهم يقرأون ولكن دون فهم وعمل وقلة الفقهاء وهذا منشأ للجهل , وحين يعمل بعمل الأخرة للدنيا فتلك هي المصيبة والكارثة . # و إن الأرضَ إذا قل فيها العلماء فهي صغيرة وإن كانت مساحتها كبيرة , وكلما كثر فيها العلماء فهي كبيرة وإن كانت صغيرة . فهي كبيرة في عين أصحابها . وموت العالم هي ثلمة في الدين ورزية أي رزية وعلامة عدم رضى على هذه الأمة ,فعلى الأمة أن تواجه تيارات الباطل , وتصمد أمام أرباب الهواء , وكان الشيخعبدالله بن جبرين _رحمه الله_ على مدى ستِ عقود محارباً للمنكر آمراً بالمعروف وداعي إلى الله ,وصامد أمام كل مبتدع , ومواجهاً للروافض , وتصدى لهم وبين أحوالهم , ومتصدياً لفرقة الأحباش والصوفية , فكان يناله من أهل الباطل مايناله . . فحتى وهو على فراش الموت لم يسلم من نيلهم ! # وكان فقيها ً لا أعلم أحداً يدانيه في الفقه في زماننا هذا .فكم من متفقهٍ كان الشيخ له كالضياء , وكم من طالب علم سار على نهجه , ولكن قضى الله أمراً كان مفعولا وعلى المرء أن يقتدي بمثل هؤلاء قال تعالى [ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ] وقد كان الإسلام في السابق محارباً من قبل أهل الشرك والزندقة , لكنه الأن يحارب من قبل أهل الزندقة باسم الإسلام . وتُنشَر البدع باسم السنة وهناك من الدول الخليجية من جعل الزنا فيها شرعة حين يرضى الطرفين فلو زنا رجل بإمرأة برضاها لم يقم عليهم الحد ولو أُتِى بشواهد أربعة وهذا من الحرب على الإسلام . # وإن سيادة البدع وانتشار المحرمات في الأمة ليس بهين وآثر ذلك بأن الأجيال القادمة تسود فيهم تلكم المحرمات وعند نصحهم يقولون ( إناوجدنا أباءنا على ذلك ) فلابد أن يخرج علماء يذودون عن حمى الدين ويحيون ماندرس منه .. ومن صفات العالم الحق / 1/ بعده عن الشهرة ( لا كما نرى الأن من تصدر بعض من ينتسب إلى العلم فيرفعه ماله أو من حوله حتى يفتي بغير علم ) 2/فالعالم الحق يرفعه علم لاشهرته ولا ألقابه 3/ والعالم الحق لايلتف إلى الأوسمة والألقاب ,. 4/ تميزه في جانب العبادة وقد علمت عن بعض من ينتسب إلى العلم أنه لايشهد الجماعة في المسجد . وقد جالست أحد المغاربة ويقول لي ( ماحصلت عليه من جانب العلم لم يزدني في العبادة على ماعلمني أبي ) وبتصدر علماء السوء منقصةٌ في الدين وانتشار فتاويهم في المشرق والمغرب يتطلب علماء ربانين لايخافون في الله لومة لائم . وقد روى الخطيب البغدادي أن من المنقبة أن يحشر العلماء مع الأنبياء , وهذا لايحصل إلا بالصدع بالحق لذا # فأعظم مايواجه صاحب الحق ومن معه الدليل هو ردة فعل الناس , فترى كثيراً من العلماء يتهيب الصدع بالحق خوفاً من قول الناس وسبهم فادعى بعضهم جمع الكلمة وتأليف القلوب كل ذلك مواكبتاً لهواهم والله أعلم بالصغائر . ومالذي صد عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسلام إلا خشية مقول الناس وسبهم , فقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم وبذل نفسه تجاه ذلك . . لذا فهو يقول . والله لن يصلوا إليك بجمعهم . . . . .. . . . . حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة . . . . . . . . . وابشر بذلك وقر منك عيونا ودعوتني وزعمت إنك ناصحي . . . . . . . . . . ولقد صدقت وكنت ثم سببا وفرضت دينا لا محالة إنه . . . . . . . . . . .من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبة . . . . . . . . . . . .لوجدتني سمحا بذاك مبينا يعني خوفاً من العار والمسبة . # وينبغي أن يعطى العلم قدره؛ ويعظم في القلوب ولو بذلت من أجله الأعراض , ومن أمارات أخر الزمان أن الإسلام يدرس وكما في حديث حذيفة بن اليمان عن الرسول صلى الله عليه وسلم : قال :يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طائفة من الناس الشيخ والكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقوله)ا " ومعنى ذلك هو _ ذهاب العلم _, وأن دروس العلم إشارة إلى أنه لايُدرس بكليته بل يبقى بذلك الأصل وهو الإيمان والتوحيد وقد يدرس الإسلام في بلد دون بلد والأمن لايزال موجود في الأمة مادام الإيمان موجود فيها . # ينبغي على طلاب العم أن يشدو من أزرهم في التفقه في دين الله وإدامة النظر في كتاب الله زوجل وفي سنته روايةً ودراية(*) وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي .ولعل بموت الشيخ ابن جبرين أن يحي قلوباً وبلادا . ماذا واجبنا أمام الشيخ عبدالله بن جبرين _رحمه الله _ . 1/ قراءة كتبه ونشرها والتفقه منها فالكتاب كما يقال هو الولد الخالد للإنسان والقم اللسان الثاني للمرء . 2/ أن تبين مناقبه ومآثره . وسرائر أعماله للناس حتى يعلموا أن السلف مازال موجود وأن الأمة ولود ومرحومة والأصل في العلماء أن مصلحون . 3/ رد المثالب التي ثُلبَ فيها هذا العالم الجليل ,من أهل الباطل وبيان زيغ هؤلاء فإن المؤمن ساترٌ ونابذٌ لما يُرمى به أخوه كيف وذلك من أعلامها . 4/ أن يعلم أن الأمة الإسلامية تحمل علماء وفقهاء لكنهم يحتاجون إلى إعانة ودعاء وأن يعملوا بمايعلموا فإذا علم المرء ولم يعمل كان فيه شبهٌ من بني إسرائيل , والأمة مرحومة وفي حفظ الله ِ لاتحرف نصوصها لفظاً كبني اسرائيل . . إنما التحريف يكون فهماً وهو قليل ولله الحمد ويسخر الله علماء يبينون تلك التحاريف ويردونها إلى الصواب .ولايلتفتون إلى أهواء الناس ورغباتهم .وإن المقام لايتسع والحديث عن هذا الأمر قد يطول . فحسبنا بماذكرنا . صَلى الله وسَلَمَ عَلَى نَِبينَا محُمَدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أجمعينَ. أخوكم / عبدالرحمن . .
__________________
آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 14-07-2009 الساعة 01:54 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|