17-07-2009, 04:46 AM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: حيث القلوب الرحيمة
المشاركات: 3,252
|
~ | أرواح تزف إلى السماء | ~
.
.
نعم .. فلقد خسف نور هذا الكون بخسوف نور من نذر نفسه لدين الله وتعليمه ..
بالأمس ودعنا أحد من نذر نفسه لخدمة الدين بخدمة شبابه وعطاءه ..
وماهي إلا أيام قلائل ونودع نهر من أنهار الزهد والعلم والعطاء ..
نودعه على ثرى دموع تناشد رحمة الله أن يفوز بها الفقيد الراحل ..
ويكتمل الجرح بتوديع أحد أركان العلم الذي قضى عمره بنشره وتعلميه ..
ولم تكن الجموع الحاضرة للتشييع إلا خير شاهد على مكانته في قلوب العالم ..
فهل سنسمي هذا العام بــ (( عـــ الـــ ح ــزن ــــام .. ؟؟! ))
إنني عندما أذكر كلمة خسف نور الله , فلا يتبادر للبعض الإعتراض , إنما هو قصد لقبض روح من يبث دين الله وشرعه .. ليس إلا ..
أيها الأحبة : -
في خضم الأيام الماضية عشنا مرارة الفقد برحيل أخينا أبي أنس الحميدان , ومن ثم رحيل الشيخ العالم : محمد بن فهد الرشودي , وننتهي برحيل سماحة الوالد العلامة فضيلة الشيخ الدكتور : عبد الله بن جبرين ..
وعندما يحدث مثل ما حدث , فيجب علينا تدبر قوله صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا ينزع العلم إنتزاعا من صدور الرجال , ولكن ينزعه بقبض العلماء ... )) الحديث ..
وعندما تتجلى هذه الصور , تتجلى معها صور العزة لهؤلاء العلماء والعاملين بما حباهم الله - جل وعلا - من مشيعين لا يعلمون ذات المشيُّع , بل إنه ذكر حسن ملأ أرجاء الأرض فنشر الله لهم القبول في الأرض - كما نحسبهم كذلك والله حسيبهم , ولا نزكي على الله أحد - ..
وداعا .. وداعا .. وداعا .. !!
نعم أحبتي ..
لقد ودعت الأمة رجالا بألآف ..
رجال نذروا أنفسهم لله ..
وعاشوا لله ..
فماتوا على خدمة دين الله ..
إن العين لتدمع , وإن القلب ليحزن , وإنا على فراقكم يا أحبتنا لمحزونون , و لانقول إلا ما يرضي ربنا , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
رحلتم .. وكلنا والله راحل ..
رحلتم .. وحبكم في القلب نازل ..
تعجز الكلمات عن تسطير حروفها , دهشة بما قدمتم ..
فلقد ثبتم في زمان تراجع في الكثير عن مبادئه ..
أبو أنس الحميدان .. !!
لقد كانت نداءاتك بمصاحبة الشباب خير شاهد في حبك في نفع هذه الفئة وإنقاذها من وحل المعصية إلى شاطئ التوبة .. !!
كم كنت تعيش لتحقيق ذلك الحلم , فلله أنت حبيبي .. !!
شيخنا محمد الفهد الرشودي .. !!
رحمك ربي .. فقد كنت تعيش في زمن تعد فيه من الغرباء ..
لله أنت .. !!
كم خرّجت لنا من عالم ينشر دين الله .. فبشراك بشراك .. !!
أأبكيك شيخ الزهد والعلم والتقى ** وقد حقّ أن أبكي فؤادا يصدّع
أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت *** يحار الفتى في أمره كيف يصنع
أما أنت يا عالما حلّق في سماء العلم يا ابن جبرين .. !!
لله در شعر وجهك ..
فقد شاب شبابا في الطلب ..
وشبّ شيبا في النشر ..
كم تعاجز الكثير على رغم شبابه من طلب دروب العلم فضلا عن نشرها ..
أما الكبار أمثالك - رحمك الله - فلم يتوانى ولم يتراجع بل في كل يوم مولود تولد معه العزيمة ..
رحل ابن جبرين الذي ** كتب المفاخر والعبر ..
رحل ابن جبرين الذي ** باع الحياة وما استقر ..
رحل ابن جبرين الذي ** ردع المفاسد والضرر ..
يارب فاجـــمــعـــنا به ** في جنة تسبي النظر ..
الله أكبر . .!!
صدق من قال فيكم :
لعمرك مالرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير ..
ولكن الرزية فقد شيخ ** يموت بموته خلق كثير ..
وأصدق من ذلك قول الحق تبارك وتعالى (( كل نفس ذائقة الموت ))
إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموت الحالم العدل المولى بحكم الأرض منقصة ونقمة
وموت فتىً كثير الجود محل فإن بقاءه خصب ونعمـــــــة
وموت العابد القّوام ليـــــلاً يناجي ربه في كل ظلمـــــــة
وموت الفارس الضرغام هدم فكم شهدت له بالنصر عزمـة
فحسبك خمسة يبكى عليـهم وباقي الناس تخفيف ورحمـة
وباقي الخلق هم همج رعاعوا وفي إيجادهم لله حكمـــــــــــة
أحبتي : -
عذرا عذرا عذرا ..
فهذه أسطر عبثت بها أيدٍ لا تستطيع الكتابة عن الجبال , لكنها محبة في المساهمة في إظهار قدر هذه الشخصيات أمام التحديات المتداعية لإبطالها ..
وكتبه محبكم : المعتز بدينه 5:9 ص يوم الجمعة 25/7/1430هـ
__________________
اقتباس من توقيع أبو رازان
آخر من قام بالتعديل المعتز بدينه; بتاريخ 17-07-2009 الساعة 05:42 AM.
|
|
|