[شُرُوق المَسَاء]

الحمد لله القائل (( ولو كنت فضاً غليظ القول لانفضوا من حولك )) والصلاة والسلام على محمد القائل (( ماكان اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه )) أما بعد ..

سأروي ماحدث معي على عجل .. فالوقت لا يسعفني .. أردت فقط أن أكتب ما رأيته وآلمني ..

كنت وأنا وزميل لي نجوب شوارع مدينتنا الغالية .. بعد أن أكلنا وجبة عشاءنا (( المفضلة )) ..

وقفنا عند إحدى إشارات المرور .. فإذا بصاحب السيارة التي بيميننا تماما يشعل سيجارة .. عندها آلمني قلبي .. وأردت أن أناصحه بالتي هي أحسن .. مع مقدمات جميلة .. كأن أقول .. (( يارجل وجهك حسن وجميل .. كيف تفسده بهذا السم القاتل .. أسمح لي هذا لا يليق بشخص مثلك .. )) .. ومن هذا القبيل ..

وعندها .. أردت أن آخذ المشورة من صاحبي .. فقلت له (( هاه وش رايك .. أطب عليه )) قال صاحبي (( لا يامنسم معه أمه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ))

قلت أنا ((( وشووووووووووووووووووووو .. ألا لعنة الله على القوم الظالمين .. )) وصدقوني خرج لي قرنان في رأسي .. وكذلك ذيل في مؤخرتي وبرأس الذيل سهم !! ..

صاحب السيارة التي أشعل السيجارة سمعني وأنا أقول (( وشوووو )) فهرع .. وتقدم قليلا .. (( فصاحب المعصية بطبيعة الحال ذليل )) ..
قلت أنا وعيناي تكاد تخرجان .. (( تعال يااا .. طوووووووووووط .. )) ..

أسمحوا لي .. فقد فقدت أعصابي .. فلا أريد لأمثال هذا الوغد .. أن يشرب السيجارة أمام أياً كان .. سواء أمه أو زوجته أو أخته أو حتى خادمتهم .. أو حتى لو كانت عاهرة أتى بها من أقرب بار .. على افتراض أننا في الغرب .. .. فلا يروق لي أن أنظر وأصمت ..

والذي زاد الهم هماً .. هو أنه قد أغلق جميع النوافذ باستثناء نافذته الحقيرة .. فقد فتحها إلى المنتصف .. والعجيب أن ذلك المخلوق .. لا يخرج الدخان القذر من جوفه الأقذر خارج السيارة .. وإنما باتجاه المرأة التي معه ..

والمرأة التي معه .. يظهر عليها الحشمة في عباءتها .. وهذا ما جعلني استيقن أنها غير راضية بهذا تماما ..

المهم .. كلمته بصوت يسمعه البعيد .. فضلاً عن أن يسمعه هذا الإنسان .. فلم يرد .. فازداد غضبي ..

فقلت بصوت سمعه الموتى قبل أن يسمعه الأحياء .. قلت (( أنت يامتخلف .. ماتستحي على وجهك تدخن ومعك أهلك .. )) فلم يحرك ساكنا .. وبدا لي أنه ينظر إلى الوقت المتبقى لتضيء الإشارة باللون الأخضر .. فرددت ذلك .. وأيضا لم يبالي ..

حتى فتحت الإشارة .. فلما فتحت .. وإذ بصاحبي يريد سلوك الطريق الأيسر .. وصاحبنا الأعوج .. يريد أن يسلك الطريق الأمامي .. فقلت لصاحبي .. أسرع حتى يسمع ما أريد أن أقوله .. قبل أن نفترق .. فلما أسرعنا كررت ماقلته سابقا .. وإذا به يخرج يده من النافذة و .... طوووووووووووووووووووووووووووووووووووووط ..

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. خرج لي قرنان آخران .. وإذا بنا قد سلكنا الطريق الآخر .. قلت لصاحبي .. أيها الأحمق إلحق به .. لكن صاحبي بدا لي أعقل مني بكثير .. والحمد لله أنه لم يتبعه .. فستكون العواقب وخيمه لا شك ..

أما أنا .. فأستحق كل هذا .. وذلك لانفعالي الإجباري .. فلم استطع أن أرى مراهقاً يؤذي أهله بدون أن أفعل شيئا .. وليتي لم أفعل .. فلم أخرج بنتيجة أبدا ..

فصدق الله .. وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم .. فالفضاضة لا تأتي بخير ..

ومن هنا أقول .. لنجعل الرفق بيننا دائما .. فستكون النتائج أفضل .. أنا متأكد من هذا ..

أصلح الله شبابنا .. وجعلهم بارين بأهليهم أشد البر .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ملاحظة : من لم يعجبه أُسلوبي في الطرح .. أنصحه بعدم الرد وشكرا ..
ملاحظة رقم (( تو )) : أنا لا أمثل الإلتزام وأهله .. فلا يأتيني من يشنع على الملتزمين .