|
|
|
25-07-2009, 11:50 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: ألرياض
المشاركات: 23
|
لماذا تظلمون اليمن ؟؟!!
عتابٌ على صيغةِ سؤال وجَّههُ لي أحدُ الأشقاء الخليجيين قادتني الصدفةُ للِقاءِ به قبل فترةٍ وجيزة، عندما جاء لزيارة اليمن بمعيِّة قريبٍ له إلى جانب آخرين ، وعندما قادنا النقاشُ إلى تناولِ أحداثِ الاختطاف الأخيرة والمظاهرات ، كان أحدُهم يتحدّثُ بمرارةٍ كبيرةٍ عن الصورة المؤلمة التي يرسمُها الإعلامُ عن اليمن ، وأول ما قاله لي باعتباري أعمل في الحقل الإعلامي ومراسلاً لوسائلِ إعلامٍ خارجية: لماذا أنتم يا إعلاميون تظلمون بلدكم ، فلولا إلحاح قريبي لما زُرتُ صنعاءَ خشية أن يصيبني مكروهٌ مما نسمعُ ونشاهدُ عبر الشاشات المرئية ، وأضاف : إن أقاربَهُ في بلدهِ حذَّروهُ من السفر إلى صنعاء لولا قريبهم المضيف الذي يرتبطُ بعلاقات أسرية واسعة ويعرفُ اليمنَ أكثرَ من بعض سكانه وهو من أقنعه بالمجيء . ليست هذه المرة الأولى التي أجدُ فيها أشقاءَ وتحديداً من دول الخليج يتحدثون عن دور الإعلام في تصوير اليمن وكأنها ساحةُ حرب ويوجِّهون اللوم للإعلام بشكل عام وللمراسلين - وأنا واحدٌ منهم - بشكلٍ خاص ، باعتبارهم لا ينقلون إلا ما يثيرُ الخوفَ والرعبَ وتصوير ما يجري في أجزاء ضيقة وفي ثلاث أو أربع مديريات من إجمالي ثلاثمائة وثلاث وثلاثين مديرية في اليمن بأنه يشمل الوطن بأسره . ومع أن المسألةَ الإعلاميةَ شائكةٌ وتحتاجُ إلى مقالاتٍ متعددةٍ ، لأنَّ كلَّ جزئيةٍ منها تستدعي تناولها من جميع جوانبها ، إضافة إلى ارتباط ذلك بالتوجه الإعلامي العالمي ، لكن العتبَ الكبيرَ هو على وسائل إعلامنا التي لا تتناولُ كلَّ حدثٍ بصورةٍ من التحليل الواقعي لعكس ما يجري على حقيقته ، خاصة ونحن نعيش واقعاً تعددياً مفتوحاً ، فمثلاً عندما يتظاهر مائة أو مائتان أو ألفٌ أو ألفان فهل يعني ذلك أنهم يُمثَّـلون أكثر من اثنين وعشرين مليون نسمة ؟؟ وعندما تجري حادثة اختطاف هنا أو هناك ، هل يعني ذلك انعكاسَ هذه الحادثة على أكثر من خمسمائة وثمانين ألف كيلو متر مربع ؟؟ وأنا هنا لا أقلل من شأن أي حادثة ، فسقوطُ قطرةِ دمٍ من أي مواطن تدمي القلوب وتجرحُ الخواطر ، وكلُ مشكلة تحتاجُ إلى معالجةٍ سريعةٍ عن طريق البحث عن أسبابها ودوافعها ومن يقف وراءها والحلول الموضوعية لها .. لابُدَّ أن نُدركَ أن الإعلامَ قد أصبحَ السلاح الأول في كل ساحات الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية ، باعتباره في متناول الجميع ، وندرك أيضاً نحن ــ معشر الصحفيين ــ أننا مسؤولون أمام الله والوطن والأجيال الحالية والقادمة في تنقيةِ الأجواءِ من كل الشوائب التي تعتريها وفي تسخيرِ أقلامنا فيما يخدم المجتمع لا ما يضُرّه ، سواء في زرع قيم المحبة والتآخي والوحدة والتعليم ، أو في مكافحةِ الفسادِ والمُفسدين وتعريتهم وإصلاح جميع المؤسسات. نحن مسؤولون عندما نُحوِّلٌ خلافاتنا السياسية إلى خصامٍ بل وعداءاتٍ تنعكسُ سلباً على السكينة العامة وتُعكِّرُ من صفو السلم الاجتماعي ، وتُفكِّـكُ من نسيجِنا الواحد المُوّحد على مرِّ التاريخ ،، ومسؤولون كذلك عندما نؤطِّرُ قضايانا في الإطاراتِ الضيقة حزبيةً كانت أو مناطقية أو مذهبية أو جهوية . لذلك فيجب أن نفكِّرَ ملياً بعقليةِ الصلاح لا التفريق ، البناءِ لا التخريب ، ، بعقلية التقريبِ لا التباعد ، الإخاءِ لا الأنانية ،، وما علينا إلاّ أن نستثمرَ ديمقراطيتنا وصحافتنا الرسمية والحزبية والأهلية فيما ينيرُ العقولَ ويصلحُ الدربَ ويُوعّي المجتمعَ ويحاربُ الفسادَ المالي والإداري والأخلاقي ، إن كان هدفنا هو بناءُ بلدنا الذي لا يُبنى إلا بسواعدنا ولا يُخرَّبُ إلا بتواطؤِ جُزءٍ منَّا .. المصدر http://www.althawranews.net/savenews...sourceid=paper
__________________
البيلسان للسياحة www.albaylsan.com/vb..أول منتدى متخصص للسياحة في اليمن
|
الإشارات المرجعية |
|
|