|
|
|
05-08-2009, 10:51 PM | #1 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Oct 2008
البلد: في أرض الله الواسعة ..
المشاركات: 399
|
مجتمعنا بعين راصد ...بقلمي
مجتمعنا بعين راصد ؟!
الأربعاء, 29 يوليو 2009 فيصل سعيد العروي - المدينة المنورة عندما تنغمس كثيرًا في قراءة سيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وصحبه الكرام، وسيرة حياة العظماء، ستجد أن حياتهم مبنية على العدل والإنصاف والحكمة، عندما تريد أن تقارن بينهم وبين مجتمع هذا اليوم، ستجد أنه لا مجال للمقارنة إطلاقًا، وأن هناك فرقًا كبيرًا بين سيرة حياتهم وسيرة حياة ممن هم على قيد الحياة الآن، فقبل مائة قرن مضت نجد الفرد منهم واعيًا عليمًا حكيمًا في تواضعه مع الناس، ومع نصحهم، أما الآن فضحك، وطأطأة رؤوس، وسخرية، فالقدماء كانت لديهم العزيمة، والإصرار، والتقيد بالمواعيد، والثبات عند الحقيقة، إنه من المؤسف جدًا أن نتحدث عن مجمل قضيانا اليوم، فإذا لم تكن شخصًا كاملاً مكملاً في نظر البعض، فلن تجد ما يرضيك، وما يسرك، فمجتمعنا يحتاج إلى تهيئة للعقل الباطن من جديد، كيف ؟! قارن بين مجتمعنا والمجتمع الغربي، ولكن على حد سواء، مجتمعهم تجده يقدر الكبير، ويوقر الصغير، ويعطف على المحتاج، يساعد الكبير والصغير، لا يضحك كثيرًا بل يفكر كثيرًا فيما ينفعه، ويستغل أوقاته! يقفون مع كل مَن احتاج إلى مساعدة، تجدهم دائبين على قراءة الكتب، في المطارات، والسيارات، والقطارات، والرحلات، ممتنين لذاتهم، مقدرين لظروفهم، أمّا نحن فنتباهى بأن سلاحنا الدين الإسلامي، ولا نطبقه، بل لا نعرف كيفية التعامل معه، فالدين نصحنا بأن نتقيد بالأخلاق العالية، واحترام الآخرين، وتقديرهم، ولكن نحن نضحك كثيرًا ولا نفكر، نأكل ولا نشبع، نفكر في وجبة غداء تكون غنية بالبروتينات مثلاً، كم نحن بحاجة إلى توطين للنفس، هل نتباكى على أجسام بالية، أم نسير للأمر الواقع ما اقترفنا من ذنب يذكر، اليوم لا يعود، وثمرة الوقت لا يحصدها إلاَّ مَن صبر وأدرك بأن الفائت لا يعود، فالمجتمع الذي تعيش به له دور كبير في تثقيفك، وتعليمك، لماذا لا نصلح ما أفسده الدهر، لماذا لا نحاول أن نجلب المنخل لتصفية ما نستطيع أن نصلح ما أفسده الدهر بنهج تعاملنا مع واقع الحياة؟! فهنيئًا لمن وضع مرصدًا لحكمته، حقًّا و “لله في خلقه شؤون”، فالشمس في اليوم لا تشرق إلاَّ مرة واحدة، هذا على سبيل المثال، فليس الجميع هنا يحتاج إلى «استعادة ضبط المصنع» كما يزعم البعض، وأخيرًا: لا يصح لنا أن نتباكى على زماننا وحالنا بقدر ما نستطيع أن نحاول أن نعيش في الواقع الحقيقي لنا، بل إن مثل هذه الأحكام ربما نطلقها على أنفسنا تارة، وعلى الآخرين تارة أُخـرى.. فهذا تجسيد للواقع، وتسخير له، ففلسفة الحياة مستمرة، فيجب أن لا يقع علينا سهم الغرور، فما أسـرع الأيام، وما أسرع لحظات العمر، فمثل الصفحة يكتب فيها ما يفيد، ولكن لا تنتمي لمطوية كتاب، سوف تراودها الرياح لتنقلها إلى مكان سحيق، لا يستفاد منها! فإذا التحمت الصفحة المكتوبة بمعلومات قيمة، لمطوية كتاب... سيقرؤها الجميع، ويستفيد منها كثير من الناس... وهذه هي غايتنا. http://www.al-madina.com/node/164754 المصدر // جريدة المدينة |
الإشارات المرجعية |
|
|