[الشامخ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :


في هذا الاتساع الكبير الذي نشهده في هذه الفترة من كثافة سكانية ومن فتح مدارس وجامعات جديدة ومن تطور وتقدم حضاري كبير وإلى غير ذلك بكثير .

تأملت في هذه المدارس من مدراء ومدرسين وطلاب وقد أطلت التأمل في مدرسي ومعلمي ومربي أبنائنا وناشئتنا وفلذات أكبادنا وخاصة الذين تخرجوا وتم تعينهم في السنوات القليلة الماضية .فأعرف الكثير والكثير منهم الذين تخرجوا وتم تعينهم سواءً في هذه السنة أو في السنة
الماضية , وجال في خاطري أسئلة تريد جواباً شافياً كافياً .

فأراهم قبل تخرجهم بقليل إما في الشقق وإما بالاستراحات وإما بمكان تجمع الشباب المشبوه وإلى غير ذلك بكثير . والآن هم الذين يدرًسون ويعلمون أبنائنا وأعطيناهم الثقة الكاملة في تدريسهم وتوجيهم وتربيتهم فيكف يحصل هذا وكيف يعطوا كل هذه الثقة ؟!.

فكثير من الطلاب يقتدوا بأساتذتهم ويقتفوا بأثرهم فكيف يقتدى بهؤلاء وكيف نعطيهم كل هذه الثقة في تدريسهم لأبنائنا . لأنهم حقيقة ليسوا أهلاً للتعليم وليسوا أهلاً للثقة والتربية فبالأمس القريب وربما الآن يقضون ليلهم في الاستراحات وفي الشقق ومن قناة إلى قناة ويقضون أوقاتهم من شارع إلى شارع فكيف يقتدى بهؤلاء وكيف يكون هؤلاء هم من يربون أبنائنا وهم من يقتدي بهم أبنائنا فإذا كان ذلك فبئست القدوة وبئست التربية القادمة لأبنائنا وأجيالنا .

فقد وقع الفأس على الرأس ..
فما العمل وما الحيلة ؟.

حيث أنني كنت جالساً في إحدى المجالس الشبابية وقال أحد الشباب الذي يدرًس في إحدى المدارس الأهلية أن لديه طالب ( مزيون ) ولاحظ أن الطالب في المرحلة الابتدائية وأنه يحبه ويجلسه في حجره ويسلم عليه .

وقال لي أحد الشباب الثقاة أنه يعرف شخصاً يدرس في إحدى المدارس للمرحلة المتوسطة وأنهم كانوا مجتمعين بعض المدرسين في فسحة الشاي وقال أحد الأساتذة ( يا سعدي الحين عندي الفصل الفلاني لأن فيه الطالب الفلاني الزين ) وبهذا اللفظ يقولها المعلم وللأسف ..

وقال لي أحد أقاربي أن أحد المدرسين في نفس مدرسته التي يدرس فيها أنه قبض عليه في المختبر وهو يراود أحد الطلبة داخل المختبر ولولا أن الطالب قام بالصراخ لما علمنا عنه بحجة أن المدرس يريد من الطالب مساعدته داخل المختبر ..

وغيرها الكثير والكثير من القصص المؤلمة المفزعة حقيقة التي تنم عن عنجهية في تربيتنا . فكيف يكون هؤلاء هم القدوة في مجتمعنا .

هل نحذر أبنائنا بشكل عام عن مدرسيهم ؟.
ولكن هؤلاء معلميهم بمنزلة والديهم فكيف يكون ذلك .

كثيراً ما يفزعني هذا الشي ويؤرقني حتى أنه يذهب عني النوم إذا تذكرت هذه المشكلة . لأنها ليست بالسهلة ولا باليسيرة .

طرحت هذه المشكلة لعلنا نتناقش سوياً عن الحل وعن الخلاص من هذه البلية التي تسود مجتمعنا في الآونة الأخيرة .

فيا أصحاب العقول الرزينة المنيرة لا تبخلوا علينا برأي أو بمشورة وأكون لكم من الشاكرين .

وكلامي هذا لا يعني أننا نعمم على كل المعلمين لا وربي ففيهم من يضحي جل وقته بسبب السعي لإصلاح بعض الطلبة عنده وفيهم من يحمل هم الدعوة وفيهم القدوة وإذا قلنا القدوة فهي القدوة الصحيحة بين أبناءه الطلاب وفيهم وفيهم ......الخ . ولكن كلامي لفئة نريد أن نصلحها أو نقتلعها إذا كانت لا تريد صلاحاً لنفسها ولا لغيرها .

معاً لنقاش هادف هادئ نسعى وراءه لتحقيق النتائج المرجوة من هذا الموضوع إن شاء الله . والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على الدرب خطاكم .


تحياتي وأشواقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا ل ش ا م خ