[سعيد بن مسعدة]

أعجبني طرح أخينا أبو نادر عن فخ الصديق اللئيم فلجأت إلى المشاركة عبر هذه الكلمات البسيطة .
أولاً : ربما يعجب البعض من هذا العنوان إذ كيف تجتمع العداوة مع الصداقة والصديق كما هو معروف هو مصدر الحب والرحمة والأنس والسعادة ، ولكن في هذا الزمن تغيرت الأمور وتحولت القيم والمبادئ فلما كثرت اللقاءات بين الناس وازدادت المعارف أصبح الشخص الواحد له ما يقارب الثلاثين شخصاً وربما سماهم أصدقاء ، وربما يكون الشخص لا يعنيه أمر صديقه ولا يهمه البحث عن الصفات الجيدة فيمن يجالس ، كنا ونحن صغار نتحدث وخصوصاً في مادة التعبير عن صفات الصديق الصالح ونكتب أحياناً تحت عنوان( من تجالس )وكنا نعدد بعضاًً من الصفات بأن يكون الشخص الذي أجالسه صالحاً يدلني على الخير ويرشدني إلى الملحوظات وأن يتغاضى عن الزلات وأن يذكرني بخير حال غيبتي وأن يبذل المساعدة لي ويسأل عن حاجاتي ، فعلاً هذه أشياء كنا نكتبها ولو بحثنا عنها الآن في هذا الزمن لما وجدناها إلا في نزر يسير من بعض البشر الذين مازالوا متعلقين بصفات الصداقة الحقيقية .
من الأمثلة التي تدل على سوء نوايا البعض ممن يسمون أنفسهم بأصدقاء ، حينما تتغيب عن طلعة في( الجراد )وتعتذر يبادرك بأنك قد تكبرت أو أنك ستخرج مع إناس آخرين فتقسم له بالأيمان المغلظة بأنك منشغل مع الأهل فلايقبل عذرك ، ومن الأمثلة أيضاً تمرض وتبقى في بيتك أسبوعاً وفي اليوم الثامن يأتيك رسالة مفادها ( سنطلع اليوم نحسبك بالعشاء وإلا لا رد بسرعة) هكذا تأتي الرسالة تفوح خشونة وغلظة خالية من السلام والتحايا العطرة ، ومن الأمثلة أنك أحياناً تريد الرجوع إلى بيتك مبكراً لغرض ما فإذا انصرفت من عندهم قال أحدهم ( كذاب ما عنده شغل ) مباشرة ظنون سيئة .
هذه أشياء متكررة وموجودة ولا أريد أحد أن يرد ويقول الطيور على أشكالها تقع .. لأن هذه الأمور متكررة وكلمت الكثير عن هذا الموضوع، واعترفوا بوجودها في علاقتنا ..
إذن فمالحل ؟
الحل الأمثل أن نعزز مبدأ الحب بيننا في إخوتنا الإسلامية ، فالبعض يظن بأن الحب أمر لا يكون إلا في العلاقات الشاذة والمحرمة ، بينما الحب جميل جدا إذا كان خالصاً لله سبحانه فيجب أن نجري كلمات الحب على ألسنتنا مع الناس الذين تنطبق عليهم آيات الصداقة وكذلك نعزز علاقتنا معهم بإهداء الهدايا والرسائل الأخوية ..
أخيرا:
ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق

وفي نهاية المطاف ، ربما يقول البعض بأن لدي أصدقاء أوفياء وأن كلامك فيه تجريح لعلاقتنا ، أقول من وجد صديقاً حقيقياً فليتمسك به فإنه عملة نادرة والمثل يقول( هل تملك أصدقاء إذن أنت غني !!)
شكراً لكم ..