بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وقفة مع حديث قدسي

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-08-2009, 11:54 PM   #1
الشافعي
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 230
وقفة مع حديث قدسي

وقفة مع حديث قدسي



عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ « يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا....) رواه مسلم.

في هذا الحديث القدسي الجليل نزه الله تبارك وتعالى الظلم عن نفسه المقدسة، وهو القادر سبحانه وتعالى على أن يفعل ما يريد، فكل شيء تحت ملكه، وكل شيء تحت قهره، فلا يسأل عن شيء، فالخلق خلقه والأمر أمره، ومع هذا الملك التام من كل وجه نزه نفسه سبحانه أن يظلم أحداً مثقال ذرة أو أقل منها.

قال الحافظ ابن رجب عند شرحه لهذا الحديث العظيم: وقوله : (( وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تظالموا )) يعني : أنَّه تعالى حَرَّم الظلم على عباده ، ونهاهم أنْ يتظالموا فيما بينهم، فحرامٌ على كلِّ عبدٍ أنْ يظلِمَ غيره ، مع أنَّ الظُّلم في نفسه محرَّم مطلقاً ، وهو نوعان :

أحدهما : ظلمُ النفسِ، وأعظمه الشِّرْكُ، كما قال تعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }، فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق ، فعبده وتألَّهه ، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها ، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون ، كما قال الله - عز وجل - : { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائرَ وصغائرَ .

والثاني: ظلمُ العبدِ لغيره، وهو المذكورُ في هذا الحديث، وقد قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع : (( إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ، كحرمةِ يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا )). وروي عنه أنَّه خطب بذلك في يوم عرفة ، وفي يوم النَّحر ، وفي اليوم الثاني من أيَّام التشريق ، وفي رواية : ثُمَّ قال : (( اسمعوا منِّي تعيشوا ، ألا لا تَظلموا ، ألا لا تَظلموا ، ألا لا تَظلموا ، إنَّه لا يحلُّ مالُ امرئٍ مسلمٍ إلاَّ عن طيبِ نفسٍ منه )).

وفي "الصحيحين" عن ابنِ عمر، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: (( الظلمُ ظُلُماتٌ يوم القيامة )) .

فكيف بعد هذا يجرؤ أحد في قلبه إيمان بالله أن يستسهل ظلم العباد، فيسفك دماءهم ويهتك أعراضهم؛ متناسيا هذا الوعيد الشديد لفاعل ذلك؛ ألا فليتق الله وينزع عما هو فيه.
الشافعي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)