بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أمي لن تكون بجواري في رمضان هذا العام بسبب !!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-08-2009, 02:13 AM   #1
أبوغسان
عـضـو
 
صورة أبوغسان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: ~ بين رُكــام أحــلامــي ~
المشاركات: 1,269
أمي لن تكون بجواري في رمضان هذا العام بسبب !!!

كيف اعيش بدون ذاك الوجه الحنون !
بل كيف استقبل هذا الشهر وأنا لم انعم باستقباله مع قلبي المشفق !بل كيف استلذ بمأكل ومشرب في أول افطار رمضاني ولست بجوار والدتي !
لقد اعتادت هي واعتدت أنا واخواني واخواتي ان نستقبل هذا الشهر نتبارك في اول لياليه وبمائدة والدتي الرمضانية تجمعنا في أول ايام هذا الشهر المبارك !
لكن ماذا ستكون حالي في استقبال شهر وقد فارقت ذاك الوجه الطاهر التي لازال ولن تزال قسماته أمامي كل مارحتُ أو جيتُ !
لازلت اتذكر حينما اقبل جبينها ويديها الطاهره ورائحة العود الكمبودي يفوح عبقه حتى يعم من حو لها !
امي أنتي لم تكون أماً فقط !
بل إن قلبك النابض الكبير عم القريب والبعيد !
احبت الناس وتدعو لهم حتى من حبها للغير تقرأ الاوراد الشرعية على جميع المسلمين !
لازلت اذكر أن زميل عمل لي قد مرض وسكن غرفة العناية لعدة ايام فأخبرتها الخبر فاصبحت تدعو له ليل نهار حتى انها تتصل بي لتسأل عن احوال صاحبي وتتابع حالته اكثر مني !
مااشفق ذاك القلب وما ارحمه !
بل مااكبره !
ورغم تعبها ومرضها إلا انها تسأل عن الصغير والكبيرلا زلت اذكر متابعتها لابني ( غسان ) بأول اسبوع من دراسته في الصف اول ابتدائي فكانت تتصل بي وتتطمن وتوصيني بابني !
ومن اهتمامها بي ورحمتها - رغم كبري - اني عددتُ لها مايقارب العشر اتصالات تتطمن علي وانا في الطريق متجها الى الرياض !
وفي سفراتي الخارجية الطويله التي ربما تصل لتسع ساعات متواصلة في الطائرة اضطر لحجز رحلتي على طائرة لا تواصل مسيرها بل تقف في منتصف الرحله كي استطيع بالاتصال على والدتي وتطمينها اني وصلت رغم اني في منتصف رحلتي لكني اعلم انها لن تستلذ بمأكل ومشرب ونوم حتى تسمع صوتي وأني قد وصلت لوجهتي !
رحمك الله ياأمي رحمة واسعة 000
قلبها الكبير تعب من هموم حَمَلها وثقُل بها فأصيبت رحمها الله بضعف شديد في عضلة ذاك القلب الطاهر وقبل هذا عانت من مرضي السكري والضغط اللذان في اوج ذروتها في صعود مستمر وعال !
رغم هذا كانت صوامه قوامة تقوم منتصف الليل لتصلي صلاة خاشعه فهي لا تمل ولا تتكاسل في صلاة الليل على الرغم تعبها وفحيح صوتها في الصلاة !
بعدها اصيبت بجلطة عانت منها الكثير لكن لسانها حامد وقلبها الضعيف صابر !
في رمضان الماضي تعبت جراء توالي الامراض وتعاقبها على ذاك الجسم الطاهرسألت شيخا بجواز افطارها في رمضان والقيام بالكفارة لتعبها بدليل أن- وليس على المريض حرج - فأفتى بجواز افطارها فأخبرتها فرفضت وقالت سأصوم رمضان ولن يصيبني الا ماكتب الله لي فصامت رمضان فألمح ذاك التعب والعطش الشديدين عليها قبيل موعد الافطار فواصلت صيام رمضان !
وقبلها الأيام البيض ! والأثنين والخميس فلا تكاد تفطر وهي في مرضها !
اي قلب هذا !
عليك رحمات الله وسكناته !
اما قيام رمضان فلم تترك تراويحه ولا قيامه في المسجد .بل انها تتصل بي قرابة الساعة الواحدة صباحا لتذكرني باستعدادها لصلاة القيام فألح عليها ان تصلي في البيت وانا اصلي بها فترفض بل تقول نفسي تشتاق الى الصلاة مع المسلمين وسماع حديث القيامفآتي اليها وقد استحمت ولبست اجمل ثيابها واصطحبها الى مسجد الونيان فأوقف سيارتي بجوار المسجد فأمسك يدها لضعف بصرها الشديد فأسمع فحيح صدرها وتدافع نفسها ( بفتح الفاء ) فأقف لتستريح وتمضي بخطوات قدميها البطيئة من اثار الجلطة التى اثرت على جنبها تم تصل للمسجد فتصلي صلاة القيام جميعها وتخرج ولسانها لايتوقف يلهج بدعاء واستغفار 0
والدتي الغالية :
كثيراً ماكنتُ اشغلُ ابني غسان حينما يسألني وين ماما وين جدتي طالت غيبتها !
لكنني اجيب عليه بقلب مكلوم بفقدك وأشغله بعلبته الصغيرة لعله ينسى شوقه وحنينه إليك !
لا اكذبك الخبر ياوالدتي حينما أقول أن أبني غسان قد اشترى لك علبه دهن عود كي يهديها إليك
في يوم العيد القادم وقد اخفاها في غرفته ينتظر العيد ليقدمها ليدك الطاهره !
في يوم العيد ماذا سأجيبه وهو يبحث عنك !
وأنتي في القبر !
بل تحت الثرى !
وبين اللحد !
كنت اتمرغ في روضات الجنان وأنا اراها واستمع لحديثها بل اسعدُ حينما اقدم واجب قليل في حقها فأسمعها تدعو لي بقلب صادق ودموعها على خديها .
رحمك الله ياأمي لاانسى ماحييت حينما حملتني قدماي وهما ترتجفان في ضحى يوم الخميس كي أراك ممددة على النعش في مغسلة الموتى ووجهك الوضاء يشِعُ نوراً فاسدلت قبله مبللة بدموعي الحارة المنهمرة على جبينك الناصع ...
رحمك الله .
رحمك الله 0
رحمك الله .

نظراتي الاخيرة لجسدك الملفوف الممدد والناس تزاحمت للصلاة عليك وبعدها اسلموك لأخي وجماعة ممن حضروا كي يضعوك في القبر وتزاحم الناس لينهالوا عليك التراب فوق قبرك لكن يداي احجمت ان تضع ولاقبضة رمل فوق جسدك الطاهر !
لستت معترضاً على قضاء الله وقدره فأنا مؤمن صابر وسأظل بإذن الله وفضل منه 0
أمي 000
برحيلك لم تعد للأشياء نكهتها وألوانها بل
تغيرت فأصبح الاكل كالماء لاطعم لها ولا رائحة واصبحت الوان الحياة باهته لا زهاء فيها !
بل انني تمنيت أني مت قبلك وكنت نسيا منسيا !
أو جاورت في القبر !
لست متشائما ولن أكون !
بل أن فقد قلب يعني لي الكثير والكثير قد غير جميع قواميس حياتي ونظراتي .
أمـــــي :
إن كان من عزاء لقلبي فانك قد رحلتي عن شقاء هذه الدنيا ونكدها وأمراضها وبؤسها
فرحلتي بقلب طاهر نقي ناصع وقدمتي إلى رب رحيم 000
رحلتي وكنتي كالشجرلا يموت إلا واقفا
على قبرك الطاهر وابل الرحمات من رب رحيم ...

ابنك : أبوغسان
في فجر يوم الأحد 16/8/2009م


همسة : يامن أمهاتكم على قيد الحياة كونوا خدمٌ عند اقدامهن
فوالله إنها من اكبر ابواب السعادة والأنس في هذه الدنيا !


آخر من قام بالتعديل أبوغسان; بتاريخ 16-08-2009 الساعة 03:01 AM.
أبوغسان غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)