[الزرياب الإبريز]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . .

حيا الله كل من ولج هذه الصفحة . .

أيها الأخوة : عندما أقبلت سبحات نوره الوضّاءة , وفاح أريج عطره يسرق الألباب بجماله , فرحت واستبشرتبفضل الله العظيم , وبرحمته التي وسعت كل شيء , فهيأت نفسي لإستقباله , وأعددت العدة للقائه .
ولكن . .
تذكرت أننا نرتكب فيه بعض الأخطاء ونحن لا ندري فحاك في نفسي أمر أردت أن أنتفع به وأن أنفع به إخواني من أعضاء المنتدى وهو أن نصحح بعض أخطائنا في رمضان وجعلت ذلك على شكل حلقات أدرج كل يوم حلقة واحدة وأتطرق فيها إلى ما أجده مظنة لوقوع الناس فيه .
وأعلم علم يقين أن هذا الموضوع لا يجب أن يتكلم فيه إلا أولو العلم والفقه , لا أن ينبري الجهلة أمثالي إلى الكلام فيه , ولكني ولله الحمد ذهبت إلى أوعيت العلماء واغترفت منها ما نحتاجه في هذا الموضوع وأتيت بها إليكم قي أطباق من نور , فكلوا منه هنيئا مريئا .

( 1 )

روحانية رمضان

أيها الأحباب . .
إن لرمضان نكهة لذيذة عند من تذوقوا حلاوة القرب من الله واستأنسوا بمناجاته وأحنو ظهورهم تعظيما له جل وعلا وصرفوا وجوههم عن كل ملذات الحياة ومشاغل الدنيا فلما خلوا بربهم عرفوه حق المعرفة .
إنهم الذين ( يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف لهه العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا *إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا * والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) سورة الفرقان 63 – 74
إذا أردت أن تنظر إلى المؤمن فابحث عمن يتصف بهذه الصفات , فإن وجدته فاعلم أنك ظفرت برجل مؤمن !
هذه هي الصفات التي خص الله المؤمنين بها فنعم الواصف سبحانه ونعم الموصوف . .
أتعلمون ماذا أعد الله لهؤلاء في الآخرة ؟
لقد أخبر الله بأنهم ( يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما )
قال الإمام السعدي في تفسير هذه الآية
: " أي : المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يُشْتَهَى وتلذه الأعين وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا كما قال تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ولهذا قال هنا ( ويلقون فيها تحية وسلاما ) من ربهم ومن ملائكته الكرام ومن بعضهم على بعض ويسلمون من جميع المنغصات والمنكدات " تيسير الكريم الرحمن , ط الرشد , ص 588

لله درهم . . ما أطهر قلوبهم , وما أزكى نفوسهم , وما أرفع مقاصدهم , وما أسمى هممهم , وما أجلّ مطالبهم .
يا لسعادتهم بفضل الله عليهم ورحمته ولطفه بهم الذي أوصلهم إلى هذه المنازل العالية , اللهم اجعلنا منهم .


[poem="font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالكرام فلاح [/poem]

بوركتم . .

الزرياب الإبريز
24 / شعبان / 1430 هـ