|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: عابر سبيل
المشاركات: 194
|
الخطبة التي قتلت صاحبها !
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة التي قتلت صاحبها دعونا نترك كل الأسئلة التقليدية التي تطرح عادة في مثل هذه الأحداث الكبيرة ونحاول أن نجلس مع الشيخ عبداللطيف موسى أبي النور المقدسي رحمه الله لنسأله : ما الذي دفعه إلى الإعلان عن المولود الجديد الذي أسماه الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس ؟ وهو أكثر من يعلم أن الوضع في غزة لا يشجع على شيء من ذلك ؟ يشبه كثير من الناس ما حدث في مسجد ابن تيمية في رفح بأحداث المسجد الأحمر قبل أكثر من عامين في باكستان ولعل وجه التشابه بالنسبة لي أنها أحداث مفصلية لها ما بعدها ! ولكن الفرق الوحيد هو أن غازي رشيد وتلاميذه طالبوا بتطبيق الشريعة ثم تحصنوا بالمسجد ولم يدر في خلد واحد منهم أنهم سيقتلون وتحرق جثثهم بالأسيد قبل أن تدفن ، أما أبو النور وطلابه فقد ذهبوا لمسجد ابن تيمية وطالبوا بتطبيق الشريعة وهم يعلمون بأنهم سيقتلون لامحالة ، ولوضوح هذا المصير في ذهن الشيخ فقد ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن عن قيام الإمارة الإسلامية مع علمه التام بعدم واقعية الفكرة ! وهنا نعيد السؤال عليه مرة أخرى : ما الذي دفعك إلى ذلك ؟ لقد كان معروفا عن الشيخ إهتمامه بالعلم الشرعي ونشره وبعده عن الكلام في حماس للمصلحة الراجحة التي إرتآها في ذلك ، وهذا الأمر منذ أن انفردت حماس بالحكم في القطاع وليس وليد الساعة ، إذن فليس الشيخ أبو النور من النوع الساذج المتسرع الذي دفعه حماسه لأن يقتل نفسه ومن معه كما يروج البعض ، وإنما ظهور مصلحة أرجح من مصلحة السكوت كان هو الدافع وراء ذلك ! فما هي تلك المصلحة ؟ لقد أدرك الشيخ رحمه الله أن الوضع العام للجماعات السلفية الجهادية مشتت في ظل فشل جهود التوحد ، وبالمقابل توجد أعداد متزايدة من الشباب الحمساوي الذين ضجروا من تقلبات و تخبط وانحلال حماس ! وهذه الفئات لا تجد لها حاضنة قوية من الجماعات التي تتبع القاعدة فكريا ، فهذه الفئات وجدت في فكر القاعدة ضالتها المنشودة لإنضباط الفكر بالكتاب والسنة وصفاء المنهج وصدق رموزها الذين يديرون كفة الصراع العالمي ضد الحملة الصليبية الجديدة ، ومع أنها وجدت ضالتها في فكر القاعدة إلا أنها لم تجد من يترجم هذا الفكر على الواقع لصعوبات عدة من أهمها ضيق المساحة الجغرافية والتي لا تسمح بوجود رأسين في وقت واحد ! وحماس تفقه ذلك جيدا ولذلك هي لا تتهاون فيما يتعلق بالسلفية الجهادية وإن كانت تتهرب من هذه التسمية وتلجأ إلى مصطلحات التكفيريين والمنحرفين فكريا ! ولذا فإن حماس قد أصدرت حكما عمليا بالإعدام على كل ما هو سلفي في قطاع غزة ولو كان مسجدا صغيرا في بقعة صغيرة من القطاع ! وما ذلك إلا للخطر الذي يمثله هذا الفكر على كيان الحركة ، ففكر الزندقة والمواطنة بالمصلحة الذي تمثله فتح لا يمثل بديل للشباب المسلم في القطاع ولكن فكر القاعدة الذي اكتسح الشرق والغرب هو الخطر الحقيقي الذي تفجرت منه أكثر من 6 جماعات جهادية في القطاع في أقل من ثلاثة أعوام ! بل إنه الخطر الحقيقي على حركة الإخوان المسلمين في كل مكان واسألوا سياف ورباني عن فكر القاعدة يجيبونكم واسألوا شريف أحمد يجيبكم واسألوا الهاشمي في العراق يجيبكم واسألوا نحناح في الجزائر يجيبكم ! لقد اتخذت حماس قرارها يدا بيد مع عمرسليمان للقضاء على المد الجهادي الحقيقي الذي لا يعترف بالمهادنة والسلام الدائم مع اليهود ، ولم يكن هناك بدا من المواجهة ولم يكن هناك جدوى من السكوت لأن المستهدف الآن هم حملة العقيدة وليسوا فقط حملة السلاح ! ولقد أثبتت الأحداث المتسارعة في مطاردة المهاجرين واستهداف بعض المطلوبين وأسر وتعذيب البعض الآخر هذا التوجه الدموي ضد هذا التيار ! فما عسى الشيخ أبو النور أن يفعل في ظل هذه الصورة ؟ هل يرضى بتسليم المسجد الذي سكت عن قول الحق في حماس من أجل أن يبث العقيدة الصحيحة من خلاله ؟ هل يكتفي بالعصيان المدني لقرار حماس ليزج به في السجن ويذوق أصناف العذاب ؟ هل يقرر خوض معركة لوحده ضد الصائل الذي يريد غصب مسجده فيقتل ويعتبر شهيدا وينتهي الأمر ؟ [color=black]أم أن الشيخ أراد قلب الطاولة على أحد ما ؟؟ لقد أخذت النصائح والنقاشات والردود الشرعية الخاصة بالحكم الشرعي لحكومة حماس المعطلة والمبدلة لشرع الله حيزا كبيرا من اهتمام المسلمين وعلمائهم من بين معتذر لها ومكفر ومتوقف ، فجاء موقف الشيخ أبو النور بإعلان الإمارة والذي فاجأ به الجميع حتى المقربين منه ليضع حكومة حماس على المحك الشرعي الواضح بين الإيمان والكفر ، فإن رضيت بالشرع دخل الشيخ ومن معه في خدمتها وإن أبت فهي في فسحة من أمرها ما لم تعتدي على المسجد ! فالتقطت حماس الطعم وأفسدت في الأرض والله لا يصلح عمل المفسدين . إن ما فعله شيخ العقيدة هنا ما هو إلا محاولة لكشف حقيقة القوم وحقيقة عقيدتهم الفاسدة وإن كان ثمن ذلك حياته ومن معه ، فالله تعالى لم يرسل الرسل ويبعث النبيين إلا لهذه الوظيفة العظيمة ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (النحل: ٣٦) يتبع.. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|