|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-10-2003, 09:26 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
|
مـن لهؤلاء ؟؟
في الصباح الباكر ..
إستيقضت كأي يوم دراسي في غرفتي المكعبة الشكل .. في سكن الجامعة .. كنت نشيطا على غير العادة .. وما ان دخلت في حيز الزمان و المكان .. فطبيعي كأي شاب سعودي أن أرى هاتفي الجوال .. كانت هناك رسالتين .. ففتحتهما وإذ هما رسالة واحدة منقسمة إلى شطرين .. تقول الرسالة .. ( نحن شباب مسجونين في المدينة بسبب إبطالنا للشرك في البقيع نرجو أن تكلم المشائخ عبر الإنترنت ) هذه الرسالة بالنص .. لما قراتها للمرة الأولى .. لم استوعبها تماما .. ولكني حين غسلت وجهي ولبست ثوبي للحاق بالباص .. قمت بقراءتها مرة اخرى .. لم اقرئها على أنها كلمات .. بل كانت كصرخة توجهت موجاتها كلها إلى أذني .. كانت كلطمة تركزت على نقطة محددة في وجهي .. وكانت هذه النقطة هي المسؤولة عن الإحساس بالألم .. كان وقعها عظيما بل قاسيا .. بل إنه تمثل رجلا ساخرا من كل الدعايات والمهازل وكل تلك الأكاذيب التي يسميها المرء عبثا ( مبادئ ) تمشى هذا الرجل خلال شاشة الجوال هازئا وابتسامة السخرية تعلو محياه .. كان هادئا وتنطق عينيه بكل اللعنات على إدعاء المبدأ والدين والوطنية والحكم والحق والواجب .. كان هزيلا ينطق بالجوع شاحبا يوحي بالكبت كان عطشانا يتخبط باحثا عما يرويه .. تقلب في كل مكان .. كان وهو يتمسكن مليء بالسخرية من كل الكلام النظري الذي يلقى حين الشبع وامتلاء البطن .. كان وهو يستغيث طالبا الإرتواء .. يفيض غيضا على هؤلاء المستهينين بالبسطاء ويرمون النصر والأفضلية لرجال المعدات اهل البطون والكروش .. سرعان ما اختفى .. ومع اختفاءه انطلقت من عيني دمعة لإغرائه بالعودة تصرخ هذه الدمعة ان تعال واشربني .. ولكنه ذهب لانه خيال .. والخيال لا يستمر .. في كل كلمة من كلمات الرسالة كنت أتوقف واقلبها يمنة ويسرة .. كانت تحمل في معناها الظلم والإستبداد والقلق والإستجداء بالـ( قشة ) .. التي لا تجدي الغريق في بحر السجون .. ( نحن ) ... في قراءتها يرتسم في الخيال مجموعة في سجن مظلم نسبيا متحلقة حول رجل يعتبرونه المخلص وفي رسالته النجاة ... ( شباب ) العنصر الفعال في المجتمع بناة المستقبل .. هذا ما يلقى لنا في المدارس نظريا .. وهذا ما يطبق على ارض الواقع .. فعال تعني أن يفعل في حلقة ذات قطر يساوي صفر ... ويبني أن تكون ارقامه ومعاوله ولبناته حين يغمض عينه نائما ولكن الحقيقة هي أن يؤدي ما عليه وان يقنع بما يناله فهذا القدر .. فالإعتراض خروج على ولي الأمر .. والشكوى كفر بالقضاء والقدر .. ومحاولة التغيير ضرب من الثورية المحرمة شرعا .. والشرع هنا ليس ذاك النقاء المستمد من الكتاب والسنة .. بل هو نتاج عقول عفنه نظرت في كلام مقدس .. فعجزت أن تقتبس من قدسيته لتعفنها .. فعفنت تفاسيرها له .. ( مسجونين ) السجن .. هذا المارد الحقير الجبان .. هذا الظلم المتجسد وهدام المجتمعات والأمم .. هذا القبر الذي لا يحوي إلا الحياة .. هذا الذي حرم المجتمعات من عقل واع وفكر سليم تحت ظلماته وآلاته وزبانيته .. جهنم أباطرة الأرض .. فيه يودع الكل ويسأل هل أمتلا فإن قال نعم بني آخر بجانبه وإلا فهو يقول هل من مزيد .. بلا قانون ولا دستور ولا محاكمة ولا تهمة حتى ولكن تحت أكذوبة ( المفسدين في الأرض ) .. ويعلم خالق الأرض أن المفسد هو المودع وليس المودع .. ونترك لضمير القارئ ضبط الكلمتين بالشكل .. ( في المدينة ) المنورة النبوية .. المدينة التي كانت يوما ما ملاذا للمستضعفين في الأرض ومنطلقا لمؤسسي أعظم حضارات الكون .. هذه المدرينة أصبحت موئلا لشرذمة لا تعرف من السماء إلى الشمس والقمر .. فلا الله أضحى هناك ولا هي تقر به .. ( بسبب إبطالنا للشرك ) ولطالما كنت متسامحا ومؤمنا بأن الإسلام يقبل كل البشر سواء بانتماء او غيره .. ولكن آن لي أن اتقنع او ان أخلع قناعا .. واوجه كلامي لبقايا ( عرفانية ) فارس .. و ( فلسفة ) أفلوطين .. و( وصاية ) اليهود .. و ( كهنوتية ) النصارى .. وأقصد من ينتسبون كذبا وجورا لآل البيت الطاهرين منهم أولا ومن كل نجس ثانيا .. أقول لهم .. تبا لكم ولوثنيتكم ولدين أول من يخرج من دائرته واضعي قطر الدائرة وحدودها ... نعم كان فعل هؤلاء الفتية أن يذودوا عن قبر عمر وابي بكر وعثمان من بصق وتبول هؤلاء الهمج .. قد أكون متسلطا أو متعصبا ولكن .. حين يفعل أشباه بشر هذا الفعل ويحميه من يدعي الأصولية والإمعان في الوهابية .. وحين يقوم فتية أغرار بمحاولة منعهم باللسان وقد تصل الأمور إلى اليد .. يأتي الأمن لمنع من يحاول إيجاد الأمن .. إعلونها لا دينية ولا تتلبسوا بالدين من أجل أغراض وهمية ... وحين يقوم هؤلاء بما يعتبر مستمدا من دستور البلاد يكون مخالفا لامن البلاد .. تناقض وإدعاء .. وفي الأخير يطالبوننا بالولاء .. ( نرجو أن تكلم المشائخ ) .. أقول لهم ولن تصل كلمتي إليهم .. أي مشائخ ؟؟ وأي علماء ؟؟ دمعة تذرف على الخد .. فأصعب ما على المرئ أن يكون قليل الحيلة .. اعلموا أنكم لوحدكم بين اربعة جدران .. لا احد ينظر إليكم .. وكل ما يستطيعه المرء فعله أن يتذرع باضعف الإيمان .. وينام طيب البال .. هانئ النفس ... قد أكون جدفت .. أو هرطقت .. أو أني قلت بما لا أقتنع به .. ولكن فضلت أن أنشر هذا الكلام .. على حلته حين صدر من فورة الغضب .. الهاديء بعد أن غضب ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ... أبو العلاء .. |
الإشارات المرجعية |
|
|