البطالة مقبرة الأحياء ؟!
حقاً ! إنه قبر من نوع آخر , ليس بقبر جزاء ولاحساب ليوم "الحساب والجزاء " , ولكنه قبر حُُفر بواسطة المتهاونين في مسؤولياتهم تجاه شباب الوطن المعطاء إزاء عدم محاولتهم لتوفير وظائف حقيقية لشباب الوطن , والتي تناسب مع مؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية , فيكفينا عندما نسمع صرير أقلامنا تنادي وتكتب حول هذه الحقائق التي تحولت مع الزمن الى متاهات لاعلاج لها , نتيجة اللامبالاة , والتخاذل أحياناُ , أتساءل داخل نفسي وأقول ماذا حدث؟! سهول لاصدى فيها يُسمع , عوضاً عن الجبال الشامخة التي يرتد منها صوتك ليتسنى لك فهم وجهة نظر الطرف الآخر , فمقبرة العاطلين عن العمل تتجلي وتتمحور حول ضياع الشباب في متاهات الانتظار والأمل , نتيجة إغلاق مكاتب العمل أبوابها, بحجة عدم توفر وظائف في الوقت الراهن , كما أن المقبرة قد تحيط بك أحياناً وتجعلك غريقاً ضمن حاويتها المريرة في ضياع سنوات العمر, والانسياق وراء مشكلات العصر , نتيجة للفراغ الملل الذي يعاني منه معظم العاطلين عن العمل , فالشاب هنا معذور وبصرامة بهذا الحالة المؤسفة , لأنه قد يفكر يوماً في العمل الحر الذي سيكون الحجة المثلى لأصحاب القرار , والسؤال هنا ؟ كيف لشاب أن يكرس نفسه وجهده في العمل الحر ، وهو أصلاً لا تتوفر لديه المادة الكافية لمزاولة العمل الحر ، ولا الخبرة الكافية , طبعاً الخبرة متوفرة في مؤهلاته العلمية , ولكن لا أماكن شاغرة لهذه الخبرات العلمية , سوى العمل الحر الذي ينادي به البعض مراراً وتكراراً من دون أن ُتقدم لنا العوامل المساندة لمزاولة هذه المهنة , وتستمر المقبرة في الاستيلاء على فرائسها في جعلهم أصدقاء للقنوات الفضائية بأشكالها ، وتعدد أنماطها ، وأنواعها ، وتوجهاتها , الشباب هم زهرة الحياة وقوام مستقبلها وعمارتها التي تنسج خيوطها ببارقة أمل لغد ولمستقبل مشرق وواعد , بالمقابل نحن الشباب نشعر بالإهمال واللامبالاة بما يحدث من أزمات في جوانب التوظيف والعمل , جانب آخر نحن يغلب علينا التفكير من جانب واحد فقط ، ولا نسعى إلى تقليص الجوانب الأخرى من التفكير في طريقة حل المشاكل , سوى وضع حلول لاتروى عطش آمال الشباب وتطلعاتهم , كما أنه لكل داء علاج , بالمقابل لكل مشكلة حل معين يتوافق مع معطيات المشكلة نفسها , فالحلول موجودة ولكن لاصرامة واضحة , ولا محاولة جادة لوضع حل مناسب لهذه المقبرة , فعندما نطالب وزارة العمل قد نجلب لأنفسنا الصداع , وفقدان الآمل , واحتراق الوجدان بنوع من الحسرة والندم إزاء عدم توفر هذه المطالب المتكررة , فالسعودة التي أقرها ديوان العمل , ومجلس الشورى ,أصبح البعض يتوارى , ويتهرب منها , فتُجلب العمالة الوافدة للعمل والاستيلاء على معظم الفرص الوظيفية المتاحة, وما أكثر الجرائم التي يسوقها هؤلاء لنا , في المدن , والشوارع , والقرى , والهجر .... والله المستعان ,,,
بقلمي الحزين ؟!!!