[ابن عساكر]

الأمويون وإشاعة النصب



استطاع الأمويون إبعاد جمهور أهل السنه عن موالاة أهل البيت عليهم السلام بلعبة قذره كان الهدف منها إشاعة أن موالاة أهل البيت مصطلح مرادف للبدعة والعدول عن الحق وقبله ركزوا على بث إشاعة أن موالاة أهل البيت تعني مفارقة الجماعه ولزوم معاوية وحزبه ملازمة للجماعه.
منذ ذلك الوقت السحيق تخلقت وحشة كبيره بين جمهور أهل السنه تجاه رجال وقادة وأئمة آل بيت النبوه . لذلك فقد ركز أهل الحديث من أصحاب الصححاح والسنن على تحاشي مروياتهم والتقل عن أئمتهم حتى لايتهموا بالتشيع والبدعه ومن ثم رد رواياتهم ؟

تأسيسا على ذلك فقد إعتبر جل أهل الحديث من أهل السنه التشيع بمثابة قدح في الرا وي كاف لرد روايته وجعله من الرواة المجروحين ؟ خذ مثلا البخارى ستجده يتحرج في الرواية عن إمام كبير مثل جعفر الصادق أو محمد الباقر لكنه لايتحرج في الرواية عن شخص مثل أزهر عبدالله الحرازي الذي يفتخر في أنه يلعن عليا عليه السلام في اليوم مائة وأربعين مره ويفتخر كذلك بأنه كان في الخيل التي أحضرت أنس بن مالك رضي الله عنه للسفاح الحجاج بن يوسف .كما لايترددفي الرواية عن شخص مثل عمر بن سعد بن أبي وقاص قائد جيش يزيد الذي أباد الحسين بن علي وأهله في معركة كربلاء.

هذا الخط المتناقض والأنتقائي للبخاري سببه كارثة النصب التي أسسها معاويه وحمل لوائها من بعده من بني أميه . لولاخوف البخاري من اتهامه بالتشيع ورد رواياته لما تردد في الرواية عن أئمة كبار مثل زين العابدين وروى عن قاتل ريحانة رسول الله من الدنيا ولما روى عن من يوالي أعداء رسول الله مثل ازهر الحرازي .

كارثة النصب لاتزال تفعل فعلها في الفكر السني حتى اليوم فلا نزال نستوحش من ذكر أئمة أهل البيت ونستكثر الترضي عنهم ويتلبسنا الخوف والهلع عندما نسمع من يتسمى بأسمائهم خوفا من أن يكونوا من شيعتهم

المشكلة التي لم نستشعرها نحن أهل السنه حتى اليوم أن عليا عليه السلام وهوإمام أهل البيت من بعد رسول الله صلى الله وآله هو الوحيد من الصحابة الذين نص الدليل المتواتر عن الرسول صلى الله وآله على أن بغضه من النفاق ولم يرد هذا النص في حق أحد من الصحابة غيره

ولقد أثبتت الروايات التاريخيه والحديثية المتواتره على أن معاوية والمغيرة بن شعبه ومروان بن الحكم وسا ئر بني أميه ماعدا عمر بن عبدالعزيز كانو يلعنون عليا على منابرالجمعه في آخر الخطبه ولعمرى إن لم يكن اللعن والشتم بغضا فكيف يكون البغض .اللهم فبرحمتك سلمنا من النفاق