|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
( 5 )
مقومات دعوة الإصلاح ، ومهمة المصلحين لا بُدَّ للدعوة أن تكون على علمٍ ، وبصيرة قال تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108] وجاء الأثرُ عن بعض السلف: « لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به ، فقيهاً فيما ينهى عنه ، رفيقاً فيما يأمر به ، رفيقاً فيما ينهى عنه ، حليماً فيما يأمر به ، حليماً فيما ينهى عنه ». قال الشيخ عبد العزيز الراجحي : « .. فهذه الأمور الثلاثة لابد منها لكل داعٍ إلى الله وآمرٍ بالمعروف وناهٍ عن المنكر: العلم ، والرفق ، والصبر ». [عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، القول البيّن الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]. ولا بدَّ للداعي أن يدرك المصالح والمفاسد المترتبة على دعوته . قال تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: من الآية125]. وللحكمة أركانٌ ثلاثة هي : « العلم ، والحلم ، والأناة . وآفاتها وأضدادها ، ومعاول هدمها : الجهل ، والطيش ، والعجلة ، فلا حكمة لجاهل ، وطائش ، ولا عجول ٍ ». [ الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى ، لسعيد بن وهف القحطاني : 43 ]. هذه طريقة أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله ؛ «فأهل السنة والجماعة يأمرون بكل معروف، وينهون عن كل منكر فلا يبقى معروفاً إلا أمروا به، ولا منكر إلا نهوا عنه وهم في ذلك كله على الصراط المستقيم، وهو أقرب الطرق إلى حصول المقصود . وقوام هذا الصراط ثلاثة أمور: العلم، والرفق، والصبر، العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه والصبر بعده، وإن كان كل من هذه الثلاثة لابد أن يكون مستصحباً في هذه الأحوال ». [شرح العقيدة الواسطيّة من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله : 204، 205 ] فمن تنكب طريق أهلِ السنة ، وسلك غير سبيل المؤمنين ؛ فليس منهم ، ودعوته ليست على الحق ، لأن طريقة أهل السنة قامت على ما شرعه الله وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يمكن أن يستقيم أمرُ الدين إلا بهذه الطريقة . قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله تعالى : « ولا يعدل أحدٌ عن الطرق الشرعيَّة إلى الطرق البدعيَّة إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد » . [انظر: مجموع الفتاوى : 11/ 625]. ونفهم مما سبق أن الدعوة إلى الله تعالى لا بد من أن تقوم على « العلم » ؛ فإن لم تكن الدعوة كذلك فلن تكون « إصلاحاً » أبدا ! . قال ابن القيم رحمه الله تعالى : « ومن تأمَّل ما جرى على الإسلام في الفتن ، صغارها وكبارها رأى من إضاعة هذا الأصل ، وعدم الصبر على المنكر ، فطلبَ إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه ». [انظر: إعلام الموقعين : 3/4]. قال أحدُ الكتّاب : « إنه لا يمكن للأمة أن ترجع إلى دينها الحق ، وتتبوَّأ منزِلتَها الرفيعة العليَّة إلا بتمسُّكِها بما كان عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، وهذا ما الأمةُ تفقدُهُ – اليوم – جملةً وتفصيلاً .. إلا من رحم الله ، وقليلٌ ما هُم ! ولما كان الدِّين في أُسِّه مبنيّاً على العلم ، وقائماً عليه ؛ جاءَ البيان النبويُّ صريحاً في وصفِ مهمة حَمَلَةِ العلمِ – من بعده وإلى أن يأذن الله بأمره - ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : « يحمِلُ هذا العلم من كلّ خَلَفٍ عُدُولهُ ؛ ينفُونَ عنه تحريفَ الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ». فالعلمُ هنا هو الدّين ؛ كما قال الإمام التابعيُّ الجليل محمد بن سيرين : « إنَّ هذا العلم دين ؛ فانظروا عمَّن تأخذون دينكم » . فأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ العلمَ الذي جاء به يحملُه عُدولُ أمّتِه من كلّ خلفٍ ؛ حتى لا يضيع ويذهب . فمهمةُ حَمَلَةِ العلمِ ـ خُلفَاءِ الرُّسُل ـ قائمةٌ على أُسسٍ ثلاثةٍ : الأول : درءُ الغُلُوّ . الثاني : نَقضُ الباطلِ . الثالث : كشفُ الجَهلِ » اهـ. و« لقد أصبح من الضروري لكل طالب علم في هذا الزمان أن يُعد نفسه للسير في ركب العلماء الذين هم حملة الدعوة ومرشدو الناس إلى سبيل المؤمنين . وأن يربي من حوله على المنهج الصحيح الذي أساسه العلم الصالح والعمل النافع ، أو كما كان يقول شيخنا أبو عبد الرحمن رحمه الله – يعني الألباني رحمه الله - وأجزل مثوبته ( التصفية والتربية ) » [المصدر: نشرة تصدر في اليمن تابعة لأحد المساجد]. ومهمة الدعوة مهمةٌ شاقّة ؛ تحتاج إلى علم وحكمة وحلم وصبر . قال تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: من الآية125] وقال عز شأنه : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104] . وقال الواحدُ الأحد : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|