|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
30-08-2009, 12:31 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: غريب في زمن الفتن
المشاركات: 1,047
|
تأجيل الدراسة والأنفلونزا
لازال المجتمع يتجاذب أطراف أحاديث تفيد بتأجيل الدراسة إلى مابعد موسم الحج
وذلك تفاديا لانتشار طاعون العصر ( انفلونزا الخنازير ) ـ حمانا الله وإياكم منه ـ وفي الحقيقة أن لي وقفات مع هذا الموضوع : أولاها : استغرابي الشديد من فرح الطلاب بخبر التأجيل وكأنهم قد نجوا من سجن يكبل حريتهم ويضيق أفقهم ويمنعهم من مزاولة مايريدون لازلت أستغرب كره أبنائنا الشديد للدراسة ـ ولن أزكي نفسي ـ فقد سبقتهم لذلك فكنت أكره المدرسة ولا أطيقها ليس لكسل أوضعف فلله الحمد كنت من الأوائل على الصف لكنها قناعة ترسخت في ذهني ، فأحسست أني أذهب إلى المدرسة رغما عني ، وللأسف لم أجد من يعالج تلك القناعة ويحبب إلى المدرسة ، ولازلت أتجرع مرارة قناعتي فلم أستفد مما تعلمت بالشكل الصحيح ـ لذا حرصت كل الحرص بعد تخرجي وحملي لأمانة التعليم أن أؤكد لطلابي أن كل حرف يتعلمونه يجب أن يرسخ في أذهانهم وأنهم بحاجته وأنه سيتكرر عليهم في سنيهم القادمة ـ ولكني أجد الآن فرقا بين طلاب هذا الجيل وبيننا فهم لا يكرهون المدرسة مثلنا لكنهم يكرهون الدراسة !! نعم فهم يحرصون على الحضور للمدرسة لكي يستمتعوا ويلعبوا لا أن يتعلموا ويدرسوا ! لك أن تتصور أنه يوجد لدينا طلاب لا يحضرون من الأسبوع إلا نصفه وعندما يأتي الأسبوع الأخير تجدهم في مقدمة الحاضرين وبدون حقيبة دراسية وعند سؤالهم عن سبب الحضور ؟ يجيبون بكل ثقة : ( طفش في البيت !! ) يجب أن نوجد حلا نحبب فيه أبناءنا للدراسة وأرى أنه من المناسب جدا أن يكون هناك فصل تأهيلي لطلاب الصف الأول الابتدائي يغلب فيه الترفيه والتوعية بأهمية الدراسة ويرسخ في أذهانهم أن العلم مهم لهم حتى يحققوا أحلامهم ويؤمنوا مستقبلهم وشتان بين أبنائنا وبين أبناء الجالية العربية فكم أصبت بالأسى والإحباط وأنا أستمع لأحد طلابي العرب وهو في الصف السادس يطالبني بمنحهم درجات عالية ويبرر ذلك بأنه يطمح لدخول كلية الطب فحري به أن يحقق أعلى الدرجات لينال مبتغاه !! بينما أبناؤنا لم يفكروا بذلك حتى المتفوقين منهم لا يعلمون ماهو هدفهم من التعلم ! والله لازلت أذكر مدير مدرستنا الابتدائية وهو يوصيني أنه عندما أكبر وأصبح طبيبا أن أذكر للإعلام أنني تخرجت من مدرسة .... الابتدائية ! طبعا أنا كنت أتضايق عندما يقولها لي لأني لست قادرا على تحمل ذلك الطموح ولا مجرد التفكير فيه فعلا إنها مسألة تثقيف ووعي . ثانيها : وقفة استغراب أخرى من سرعة نفي وزارة التربية والتعليم لخبر التأجيل ! فبدأت أتساءل هل وزارتنا ومعها وزارة الصحة قادرتين على كبح جماح هذا الوباء لن أتفاءل خيرا لأن الواقع يفرض علي التشاؤم ، ولا أستطيع تغطية الشمس بغربال فالفصل مكتظ بأربعين طالبا وهو في الحقيقة مخصص لخمسة وعشرين ، زد على ذلك سوء التكييف والتهوية ما يعني أن مجرد إصابة واحدة كفيلة بنقل العدوى لكل المدرسة ، ومن ثم تنتقل العدوى لكل بيت وهكذا تتسع الدائرة ليصاب المجتمع بأكمله ، خصوصا مع قلة الوعي لدى الأسر ، فهانحن نرى كثيرا من الطلاب يحضرون للمدرسة وهم في حالة يرثى لها من المرض وكأن أهاليهم يريدون التخلص منهم ومن مشاكلهم ولا يجدون غير المدرسة مخرجا وملاذا !! ولا تسأل عن دورات المياه ـ أكرمكم الله ـ فمجرد المرور بجانبها يعرضك لدوار وغثيان فكيف لنا أن نجد فيها معقمات ومنظفات وصابون وغيرها من الوسائل المعينة للحد من انتشار الفيروس أما وزارة الصحة ف(أهل مكة أدرى بشعابها ) ولا أحتاج إلى كثير كلام عن مدى اهتمامها وعنايتها ولا أقول إلا ( الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) حدثني صديقي قائلا : قدمت من خارج المملكة قبل رمضان بأسبوع ، ووالله لم نجد أي استفسار عن حالنا فليس هناك فحص في المطارات ، ولا استمارات تبين حالة المسافر الصحية إن كان يشكو من أية أعراض ، وقد كنت متوعكا ومصابا بأنفلونزا ، وكان يداعبني رفاقي ونحن في المطار ننتظر العودة إلى الوطن بقولهم ( سنخبرهم أنك مصاب بالأنفلونزا ) وكنت خائفا من أن يمنعوني من السفرلأني أرى اهتمامهم واستفسارهم عن حالة المسافرين الصحية ، أما في وطني العزيز( فالدرعى ترعى ) * تحية إجلال لوزارة التربية والتعليم العمانية التي أجلت الدراسة لأربعة أشهر حتى تعد العدة وتؤمن اللقاحات الخاصة بمكافحة الوباء . * مع موسم رمضان وقرب موسم الحج أدعو الله تعالى ألا تحدث لدينا كارثة وجائحة ،فنحن سنكون مهوى للأفئدة من كل قطر وناحية ، والوقاية لدينا والاحتياطات معدومة فاللهم سلم سلم .
__________________
لاتنسني من دعوة صالحة |
الإشارات المرجعية |
|
|