[ادونيس]

بسم الله الرحمن الرحيم:
"من رسم الخط"

في أدبيات التقييم -التي نصبت في المجتمع بشكل مبرمج وفق الأيديولوجيا السائدة التي لاتنفك عن التحزيب للنفس والتضخيم للتوافه- برزت جمل كثيرة طالما علك من خلالها قوم أبرياء، ومن هذه المصطلحات الشائعة القالة الشهيرة التي تخلع على من خالف السائد بقولهم : (طلع عن الخط) ومن المؤسف أن يأخذ صاحب هذه الإقدامات الجريئة في التصنيف العشوائي طابع الحارس للدين من زيف الغالين وانتحال المبطلين ، وسؤالي المحدد هو (من رسم الخط) المنعوت في الجملة السائدة ، لاريب أن لتضخم الإضافات المتواصلة على الشريعة الدور الأبرز في توجيه هذه الخط "المزعوم" .. وفي الأغلب أن هذا الخط يختلف من ذات الى أخرى حتى ولو اتفقوا في التركيب المؤدلج والثقافة التقليدية ، وهذه من علامات التذبذب في رسم الخط "الخطير" .




حتى في الدول الاسلامية الواحدة تجد رغم انبثاقها من أصل واحد وهو الوحي العظيم (الكتاب-وصحيح السنة) الا أن الحد المزعوم يختلف باختلاف الثقافات التقليدية السائدة ، فما هو في ثقافتنا (خارج الحد) ففي ثقافتهم من الأمور المعتادة .. والعكس.




المشكل فينا الابصار من عين عمشاء للتوجهات العامة ، والرغبة في تصيد المثالب والتجديد للولاء الآبائي والضعف في الجراة على نقد التقاليد الموروثة والتي أقصى ماتكون من الإضافات على الشريعة ، ولست بصدد التعداد لكثير من تلك التقاليد المتكلسة..

لاريب أن الخط الذي يجمعنا هو الاتجاه العقدي العام والوحي النبوي .. فهو الخط المجمع على قداسته أما الخط الذي تتذبذب الأمة في ترسيمه فليس بحد مقدس.



إن الحراسة للدين الاسلامي من أنبل مايمكن إسداؤه ، والحراسة للعقائد والشريعة من أهم مايمكن تفعيله ، الا أن الضربات الاستباقية أو تحميل الكلام بغية الحراسة المزعومة فتضخم هذا المفهوم وعرج الى ماليس من حراسة الدين ، فأصبحنا نجدهدما للدين باسم الحراسة ..


ومن المؤسف أن الحراسة للدين أصبحت على حساب التنمية كما هو الحال في المرأة .. حيث انشغلنا نحن والبيئات والأمة قاطبة بحمايتها عن تنميتها فأصبحت النساء بقايا من عجائز أو شابات تهتم بالموضات والتوافه من الاهتمامات ، وتنصرف عن الحياة العامة وتفعيل دورها الثقافي والتقني ، وراج سوق التعظيم للشيوخ الذين روجوا لهذا المفهوم الهدمي على المجتمع والأمة ... باسم (الذاب) عن الشريعة...

إن للمرأة دورا يناط بها ، تقبل به على مجتمعها لتكون الجديرة ، برعاية التنمية وكم في السبل الحضارية والتنموية ما لايقدر عليه سوى المرأة.