[وجة الخير]

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :

( قبل ساعتين تقريبا نزل خبرا مفاده تأجيل الدراسة )

كنت مترددا في كتابة موضوعي هذا قبيل شهر رمضان , ولكنني فضلت عدم كتابة ذلك لعدة أسباب أهمها :
لن يكون هناك أي اهتمام من وزارة التربية والتعليم بالتحديد و وزارة الصحة .. وخاصة أن الأولى أكبر ظالمة على مرّ تاريخ الدولة السعودية لعدم إنصاف المعلمين والمعلمات وإعطائهم ولو بعض من حقوقهم المسلوبة - هنا لا أريد أن أخرج عن موضوعي هذا - وأرجع لموضوعي الأساسي ..

كنت أتابع الأخبار عن كُثب منذ فترة بسبب ( إنفلونزا الخنازير ) ولو أنني أعتقد أن ورائها أيدٍ خفية لأهداف معينة , وكنت أحتفظ ببعض الأخبار والوثائق ..

وما أثار غيضي اجتماعات المسؤلين من تلك الوزارتين وخروجهما بالنفي لتأجيل الدراسة , نحن لا نريد تقليد الدول المجاورة في التأجيل , ولكن هناك بديهيات تُجبْر وزارة التربية والتعليم على تأجيل الدراسة , ولأضرب مثال هو :

" الإنفلونزا الموسمية " هي عبارة عن مرض فيروسي , والفيروسات كما هي معلوم تُغيّر من تركيبها الخارجي حيث تتكون من ( الحمض النووي dna أو rna ) بشكل غريب عجيب , وهي ما جعل أن العلماء والشركات التي تنتج الأدوية لم يستطيعوا حتى الآن أن يكتشفوا دواء للإنفلونزا , باختصار : لا يوجد هناك دواء فعال للإنفلونزا الموسمية وأقصد بالموسمية (الزكام) العادي ..

وكل ما في الأمر أن الطبيب يعطيك أدوية لتخفيف المرض فقط لا أقل ولا أكثر .. ولو لاحظنا أنه أحيانا نصاب بعدة مرات في الموسم الواحد بالزكام , والسبب هو تغيّر الفيروس من شكل لآخر بسبب تغير الحمض النووي ومن ثم يسبب لنا زكام آخر غير الأول لأنه الجسم اكتسب مناعة من الفيروس السابق .. وهكذا دواليك !!

والعجيب في الأمر أن عدد الوفيات للإنفلونزا الموسمية في العالم أكثر من 500000 شخص سنويا .. وتصل أحيانا نسبة الإصابة 20 % من عدد السكان <<< وهذه ليست بالهيّنة إطلاقا , فما بالك ( بفيروس إنفلونزا الخنازير ) .. نسأل الله السلامة ..

فما بالك في مرض فيروسي غريب وجديد على الساحة العالمية ومن البديهيات أن هذه الفيروسات تنتعش بشكل مخيف في مواسم الشتاء واللذين نحن مقبلون عليها في الشهور القادمة ولم يُعرف ويكتشف تركيبها الجيني (الحمض النووي) بالضبط وإلا فلن يكتشفوا الدواء ..

في بداية الأمر عند إعلان وزارة الصحة توفير 4 ملايين لقاح للمملكة ضحكة إعلامية حيث عدد السكان ما يقارب 25 مليون حسب ما أذكر !

وهذه النسبة بسيطة جدا , ولكن الآن سيتم توفير بإذن الله 6 ملايين لقاح لفيروس (إنفلونزا الخنازير) وهي نسبة قليلة أيضا في وجهة نظري .. وأتمنى أن لا ينتشر السوق السوداء هنا في البلد ولا أستبعد هذا الأمر ..

وأرجو عدم الإغفال لكم :أن 2,5 مليون لقاح مخصص فقط لمكة المكرمة (الحجاج والمعتمرين) , والباقي 3,5 مليون لقاح لبقية الشعب السعودي المعطاء !! عجبي !

والأهم من ذلك :أن وزارة الصحة العالمية أعلنت أنه سيتم توفير تلك الأدوية في شهر أكتوبر القادم وأن الدول الأوروبية حجزت نصيب الأسد منها , أما نحن فالله المستعان !!
وأن تلك الأدوية تلك - أربعة أنواع - وهذا الفيروس لم يتعرّف إلا على نوعين فقط , وتبقى اثنين لعل الله أن يحدث أمرا كان مفعولا ..

أمنية من خفقات قلبي :تمنيت أن تؤجل الدراسة أكثر من ذلك , فأطفالنا أكبادنا ونخاف عليهم أكثر من روحنا , نحن الكبار لا نخاف وعلينا الإتكال على الله سبحانه ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) , ولكن الله سبحانه قال : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) حتى ولو خفضت عدد الأسابيع الدراسية في كل (فصل دراسي) ثلاثة أسابيع بمعدل شهر ونصف في العام الدراسي , بمعنى تكون الدراسة بعد الحج وبعدما تهدأ الأمور , لأن وزارة الصحة بما فيهم الوزير سيكون متابعا أحداث الحجيج لحظة بلحظة ..

كما لا ننسى الفشل الذريع لوزارة الصحة - ممثلة بالمستشفيات - في عدم إمكانية إستقبال المرضى من خارج منطقة الرياض وعدم وجود أسرّة في مستشفيات الرياض لإستقبال الحالات الخطيرة , فما بالك بهذه الإنفلونزا التي تسبب ضيقا شديدا وحادا في الجهاز التنفسي للمريض , وتوفير العناية المركزة لمن لديه أمراض سابقة , ويكفينا مثال : الممرض العتيبي رحمه الله والذي توفي مستشفى الرس بسبب (إنفلونزا الخنازير) وعدم مبالاة ذلك الطبيب بممرّضه فحسبي الله عليه .. رحمه الله رحمة واسعة ..

بل أن حتى مستشفياتنا لم تستطع أن تقضي على مرض ( جدري الماء ) أو ما يسمى بـ ( العنقز أو العكنكش ) , وهو ملاحظ بين الطلاب والطالبات خصوصا في نهاية العام الدراسي , وانتقاله في المدارس ومن ثم للأهل والأقارب والجيران !!!!!!
وهذا المرض أبسط بكثير من مرض (انفلونزا الخنازير) لأنه ينتقل غالبا عن طريق الملامسة , أما (إنفلونزا الخنازير) فينتقل عن طريق الرذاذ - (الجهاز التنفسي) << "يعني واحد بجنبك بيعدمك ! "

ختاما :سنسمع أبواق الناعقين الحاقدين على المعلمين والمعلمات , وأنهم مستفيدون من تأجيل الدراسة ويكفيهم النوم (والتبطّح) , وليعلم الجميع - والله أعلم - أنه لا تأجيل لهم إنما هو تأجيل لإخواننا وأخواتنا وأطفالنا الطلاب والطالبات , واتركوا الحسد يا من تدعون المثالية !!!

من هنا : نشكر والدنا خادم الحرمين الشريفين من أعماق قلوبنا , ونسأل الله سبحانه أن يرزقه الجنة , وأن يتقبل منه الصيام والقيام , وأن يرزقه البطانة الناصحة لا البطانة الحاسدة ..

كتبه الفقير إلى ربه :
وجه الخير
26/9/1430هـ