|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-09-2009, 02:23 AM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
[ دُمُوعٌ مُخْتَلِطة دَخِلَ أسْوارِ البَقِيع ]
بسم الله الرحمن الرحيم ::: توطئة ::: نادى المنادي بعد صلاة الفجر من مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الصلاة على الأموات يرحمكم الله ) تمت الصلاة على من حال الأجل بينهم و بين عيدهم الذي رُبما ستعدوا له ، و أعدوا ثيابهم وهم لا يعلمون أن أكفانهم كانت تنسج في تلك اللحظات . ::: قبل الدخول ::: توافد الناس على مقبرة البقيع ، ذهبت للمرة الأولى إلى ذلك المكان في معية أصحابي ، و قبل الدخول شد لحظي فتية يحملون معهم كُتبًا غريبة ، و يُيممون وجوههم تلقاء بعض القبور ليدعوا أهلها أو يتوسلوا بهم ، هنا انقبضت نفسي على هذا المشهد البشع الذي لا تدري باسم ماذا تذرف دمعتك فيه .. أبِسم الشفقة و الرأفة بهؤلاء الذين حادوا عن الحقيقة و زين لهم الشيطان أعمالهم ..! أم أنك أن تذرف دمعةً محترقة على التوحيد الذي ضُيعت معالمه ، و قُوضت أُسسه و مبانيه ..! يالها من فتنة و غُربة ، حينما ترى تلك الوجوه الخاشعة العاملة الناصبة .. لكن يُخشى عليها من النار الحامية ؛ لأنهم يتقربون إلى الله بزعمهم وهم يُمارسون أبغض الأعمالِ إلى الله .. حرمانٌ و خسرانٌ و خذلان مُبين والله وحده المستعان . ::: طائف الذكريات ::: وقفتُ بباب البقيع داخلاً ، فباغتني طائف الذكريات في حنين ، داهمتني ذكرى زيارة الحبيب - صلى الله عليه و سلم - إلى البقيع ا قُبيل وفاته، يوم أن سلّم النبيّ الوفي الأبيُّ على أهل البقِيع ومعه ثلّة من أصحابه ثم قال: «وَدِدتُ أنّي قد رأيتُ إخواننا» قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال «بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعدُ وأنا فَرَطُهم على الحَوض» .! وقفت لأرى تلك القبور التي ضمت هداة البشر ، و قادة العالم ، و أزكى الناس .. سلامٌ على تلك الأرواح التي فاضت وهي سامية الهدف ، ثابتةُ القدم ، راسخة الخُطى . سلامٌ على أرواحٍ سطرت العز و أسست المجد . سلامٌ على أرواح عانت من أجلنا و ماتت من أجلنا لنأتي بعدهم سائرين على خُطاهم . سلام على تلك الأجساد الزكية بدماء الشهادة .. سلام على تلك الأرواح النقية بتهذيب الرسالة .. سلام على أرواح أضاءت على الكون أنوار الهداية .. [poem="font="simplified arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أسيرُ خلفَ رِكَابِ النُجْبِ ذا عرجٍ = مُؤمِّلا كَشْفَ ما لا قيتُ من عِوَجٍ فإن لحِقْتُ بهم من بعد ما سبقوا = فكم لرب الورى في ذاك من فرجِ و إن بقيت بظهر الأرض مُنقَطِعًا = فما على عَرجٍ في ذاك من حرجِ [/poem] ذكرتُ لمن معي قصة الشيخ إحسان إلهي ظهير - رحمه الله - الذي كان في باكستان يسأل الله تعالى أن يرزقه الله الشهادة في سبيله ليُدفن في بلد رسوله ، فلما انفجرت به تلك القنبلة في باكستان نُقل إلى المدينة و مات فيها و دُفن في البقيع ، و رزقه الله ما كان يتمناهـ ..! في داخل الأسوار العجب العجاب ، فهاهي الدعوات تُصرف إلى غير الله تعالى و يُستوسلُ إلى عبادٍ مرتهنون بأعمالهم لا يملكون نفعًا ولا ضراً ، هكذا يُسبل الضُلالُ الدموع السواكب على باطل قد خُدعوا به ، أطفالهم نساؤهم شيبهم شبابهم وقعوا في فخ الشرك المُردي ، فالتبس عليهم الحق الناصع بالباطل الضائع ، فتاهت بهم الدروب ، و اضطربت عندهم الموازين التي أسسها الله تعالى و فطر الناس عليها . في ذلك المكان تجلت حقيقة وظهرت ، وهي أن أهل التوحيد في غُربة ، و أن التصوف يسيرون على قدمٍ و ساق لينسفوا الدعوة السليمة ، و تلفّق بعد ذلك التُهم و الأكاذيب على أهل السنة و الجماعة ، ممن ساروا على منهج السلف الصالح ، حتى أطلقت عليهم أوصاف تنفيرية كالتشدد و الوهابية ..! تبّا لأولئك اللئام الذين زرعوا في قلوب أتباعهم تقديسهم ، و أجبروهم على السير وراء ركابهم و المُضي معهم في خزعبلاتهم العمياء ، وهم أولئك القبوريون أربابُ التصوف المنحرف الذي أدى إلى إلحاد كثير منهم ، و جعل الإسلام أضحوكة سخيفة بدلاً من أن يكون دينًا ظاهراً على الدين كله ، حتى رُصدت مبالغ من قوى الصليب لدعم هذا الإسلام الهُلامي الذي يُشكله أعداؤه كقطعة الصلصال ، و أبناؤه في سكرتهم و غمرتهم يعمهون .. [poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]التمسوا الحاجاتِ من موتاهم = واتخـذوا إلههـم هـواهـم قد صادهم إبليس في فخاخـه = بل بعضهم قد صار من أفراخه يدعوا إلـى عبـادة الأوثـان = بالمـال والنفـس وباللسـان فليت شعري من أبـاح ذلـك = وأورط الأمة فـي المهالـك فيا شديـد الطـول والإنعـام = إليك نشكو محنـة الأسـلام [/poem] ::: و بعد الخروج ::: و نحن عائدون إلى السكن كُنا نُقابل المُعممين الآخرين من الروافض الذين خالفوا أهل السنة في ميعاد صلاة الفجر حتى أصبح عند الإشراق ، مساكين يستحقون من يُشفق عليهم ، يقول تعالى : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} سورة الكهف ، هم كذلك بأطفالهم و رجالهم و نسائهم و شبابهم .. بلوى أصابت الإسلام ، و فرقة حدثت بسبب الابتعاد عن المصدر الأصيل ، فاللهم أحينا على الهدى ، و توفنا عليه ، و اجعلنا ممن اتبع و لم يبتدع ..
::: مواضيع ذات صلة ::: ...::[ تجديد المعتقد و العقيدة ]::... ..::[ هشاشة المعتقد أولى بالاهتمام من هشاشة العظام ]::.. تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال .. أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل بدر بن عبدالله; بتاريخ 27-09-2009 الساعة 08:44 PM. السبب: تعديل الخطأ في الآية. |
الإشارات المرجعية |
|
|