|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-09-2009, 12:32 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
جامعة الملك عبد الله حتى لا تشوه الحسناء))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد (( يتزامن مع اليوم الوطني افتتاحُ جامعةِ الملكِ عبد الله للعلوم والتقنية, والجامعةُ صرحٌ علمي شامخ, ولبنةٌ من لبنات المنجز الوطني, وهديةٌ يتجاوز بها خادمُ الحرمين أبناءَ المملكة إلى أبناء العالم كلِّه, وكم نحن بحاجة إلى العناية بالبحوث العلمية والتقنية, وعسى أن تكون الجامعةُ في مستقبل الأيام مستودعاً لعلوم العالم النافعة, وعسي أن تكون مستقراً للبعثات الوطنية المتفرقة هنا وهناك, بل يمتد الرجاءُ إلى أن تكون هذه الجامعةُ مركزاً علمياً يستقطب العقولَ العربية والإسلامية المهاجرة, والأمل يحدونا أن تكون هذه الجامعةُ نافذةً للحضارة الإسلامية منها تشرق شمسُها على عالمٍ يجهل هذه الحضارة, وربما شكك في مخرجاتها... والفأل يدعونا إلى القول أن الجامعةَ يمكن أن تُؤسس لتواصل حضاري, تعبر به الحضارةُ الإسلامية القارات إلى فضاءٍ واسع تحمل معه مضامين الإسلام وقيمَ وأخلاق الإسلام – إذ ليس بين العلم والدين – في حضارتنا تعارض أو تصادم ! إن فرحتَنا وفرحةَ أبناءِ العالمِ الإسلامي لا ينبغي أن تُعكر بخروق تؤثر على إبحارِ هذه السفينة. وحيث تزامن افتتاحُها مع اليوم الوطني فكذلك ينبغي أن تكون الجامعةُ في مسارِ اليوم الوطني الصحيح, فلا تُشرَّع للجامعة أنظمةٌ تخالف أنظمةَ البلد, ولا تكون الجامعةُ استثناءً من مسيرتنا ولحمتنا الوطنية فنحن على قناعةٍ بأنظمتنا, ونحن على يقين بعمق منجزاتنا الوطنية الحضارية.. وأنى كانت الجهةُ المشرفةُ على هذه الجامعة فهي في منظومة الوطن تتنفس هواءَه, وتتصبح وتتمسى بالعزفِ على جمال مدخلاته ومخرجاته.. فلا معنى للاستثناء, ولا مبرر للخروج عن الإطار, وفي الماضي والحاضر أثبتت حضارتُنا قدرتَها على الفاعلية والتميز بمواصفاتها لا بمقاييس غيرها, ومع الشكر لخادم الحرمين على هذه الهدية رجاءٌ وطلب أن تهيمن أنظمةُ البلدِ ولوائحُ التعليم العالي على هذه الجامعة حتى نؤكد على عمقِ تجاربنا, وصلاحِ أنظمتِنا, وسعة لبوسنا الوطني بحيث يستوعب كلَّ منجزاتنا ( المحلية والعالمية ). ولقد كان التعليمُ غيرِ المختلط في بلادِنا تجربةً رائدةً شرُفنا بتقديمها للعالم فترةً من الزمن, ثم عاد العالمُ – حتى ممن لا يدين ديننا – يؤكد قيمة هذه التجربة, ويدعو إلى إعادة النظرِ في التعليم المختلط. هذا نموذج من الاختراقات التي نخشى أن تُعكر صفوَّ هذه الجامعة, لا سيما والدراساتُ العلمية المعاصرة تؤكد تأثيرَ التعليمِ المختلط على المخرج العلمي, فضلاً عن الأثر القيمي؟ في بلادنا – بحمد الله – جامعاتٌ تُعنى بالعلوم التطبيقية والتقنية, ولها تجاربُها المميزةُ في هذا الميدان كجامعةِ الملك سعود, وجامعةِ الملك فهد للبترول والمعادن, أفلا تُؤهل هذه الجامعاتُ وأمثالُها للإشراف على مسيرة هذه الجامعة الناشئة, ليكون التعليمُ العالي وحدةً متكاملة؟ الجامعةُ الناشئة يُراد لها أن تكون داراً للحكمة ومن الحكمة أن نحاورَ الآخرين ونُسمعَهم كما نسمع منهم, ومن الحكمة أن ندعو إلى سبيلِ ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة, ومن وصايا الحكماء "يا بنيَّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" "يا بنيَّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور". ومن الحكمة ألا تتعارض قراراتُنا السياسية مع فتاوى لجاننا الشرعية, وقد سبق للجنة الدائمة أن أفتت بمنع اختلاط الرجال بالنساء في التعليم وأن ذلك حرام ومنكر كما في فتوى اللجنة الدائمة ذات الرقم (6758). يا خادمَ الحرمين هديتك لهذه الجامعة هديةً مقبولة وهي ليست بأول هداياك للوطن وأبنائه, ولكن لا نريد أن يستوحش الناسُ منها من أولى خطواتها, ومن ذا الذي يريد أن يُشوِّه حسناء خادم الحرمين باختلاط منكر – لا يزيد من قيمة العلم ولا يميز المتعلمين – في هذه الجامعة, ومَن هؤلاء الذين يريدون لهذه الجامعة الشامخة أن تكون غريبةً على أنظمتنا, وغربيةً في مشرقنا, ونشازاً في يومِنا وقيمنا الوطنية؟ وحين يكون الحديثُ عن الاختلاط وآثاره والتحرر من القيود المشروعة ونتائجه, فلابد أن نستحضر كلمةً رائعة لمؤسس هذا الكيان الذي نشيد بتجربته, ويُعلن في كل مناسبة تََرسمُ خطاه, حيث يقول الملكُ عبد العزيز رحمه الله ( وأقبح من ذلك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمرِ اختلاطِ النساء بدعوى تهذيبهن وترقيتهن, وفتحِ المجال لهن في أعمالٍ لم يُخلقن لها حتى نبذن وظائفهن الأساسية من تدبير المنزل وتربية الأطفال... إلى أن يقول: وادعاء ذلك أنه من التقدم والتمدن فلا والله ليس هذا التمدنَ في شرعنا وعاداتنا, وإذا تم ذلك فنخشى أن يعمنا اللهُ بعذاب وأن يرفع عنا نِعمَه ). يا خادمَ الحرمين هديتُك مقبولة لكن لا تتحْ لأحدٍ أن يجعل من هذه الجامعة ميداناً لاختراق ثقافتنا وقيمنا – وأنت من أحرص الناس على الأصالة تُشيد بالقيم وتؤكد على الأصالة – بل بلادنا مؤهلة لاختراق الثقافات الأخرى وللاستفادة من نافعها وتصحيح المسار عن مضارها.. وفي بلادنا رجال مخلصون ومتخصصون في العلوم والتقنية قادرون على قيادة هذه الجامعة...زادك الله من فضله, ووفقك للعمل النافع الرشيد, أ.د سليمان بن حمد العودة الأستاذ بجامعة القصيم
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
الإشارات المرجعية |
|
|