جميل أن يـُـسخـّـر كل منـّـا حياته أو بعضاً من حياته للدعوة ، لا أقول أن تصعد المنابر وتتصدر المجالس وإن كنت أغبط صاحب هذه الصفة ومن إتخذ النصح والوعظ بهذه الطريقة ، إلا أني أريد أن أو صل رسالة لي ولك بأنك وعند رؤيتك لأي منكر أيـّـاً كان ومن أي أخ لك فلا أقل من إعطائه كلمة نصح عابرة علـّـها تـُـجد نفعاً فيـُـفكر بها في ساعة مراجعة للنفس فيعود لرشده .
بالأمس دخل إليّ في عملي أحد الإخوة من الجنسية السورية فقال : [ أبشرك بأني تركت الدخان والسبب نصيحتك لي ] أعلم من نفسي أني لستُ صاحب نصح إلا أني وكما قلت في عنوان الموضوع : [ أجدع الكلمة ] فإن نفعت فالحمد لله وإن لم تنفع فالمقصود حصل بالإنكار والثواب .
قد تكون كلمتي لصاحبنا السوري أحد الأسباب في تركه للدخان عندما وجهه أحد الإخوة ونصحه الثاني وأعطيته ما عندي ، ومن هنا وهناك وبتوفيق من الله ترك شربه للدخان ، وكنت دائماً مع زملائي المدخنين إذا رأيته يدخن أقول له : [ الله يعصمك ] أو [ خسارة صحة وخسارة مال ] أو عند رؤيتي لسامع الأغاني : [ الله يفتح على قلبك ] ، أو شريط بصمت مطبق وإبتسامة مرفقة .
الدعوة إلى الله برفق وبكلام ليـّـن وبكلام مختصر ــ في بعض الأحايين ــ قد يكون أدعى للقبول في قلب العاصي وأجدى نفعاً ، وإن لم يحصل مرادك فقد حصلت على المراد الأكبر وهو رضى الله سبحانه ، والثواب الجزيل منه .
بورك في وقتكم لقراءة ما خططت .