بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مارقة هذا العصر أم مرتزقة الصحافة ‍‍‍؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 13-12-2003, 01:29 AM   #1
الإمبراطور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
المشاركات: 650
مارقة هذا العصر أم مرتزقة الصحافة ‍‍‍؟

ليسمح لنا الرأي أن نعبر كما لو كنا على منصات الصحافة
ما يؤرق كل غيور تلك اللقاءات الغير معلنة أو المعلن عنها على استحياء
يطلقون عليها رؤى جديدة في عالم الفكر والكتابة
ولم أسمع قطُ عن رؤى قديمة اللهم إلاّ في أحلك الظروف
ففي زمن المتغيرات تكثر الرؤى حتى تسد الخافقين كثرة وهي وإن تعددت
إلاّ أنها تعود إلى مفهوم واحد هو تمييع قضايا الدين
في نحو سنية صلاة الجماعة وجواز كشف الوجه
والتفريق بين السماع والاستماع في مسألة هي عندهم معلومة والقول فيها فصلٌ
وأن الإجتهاد حق لكل أحد مادام القرآن نزل بلسان عربي مبين ورسول الله بعث بمثله
دونما حاجة إلى معرفة قواعد الشريعة والتي عليها مدار فهم النصوص
إباحة أو حرمة
وأخذوا يصطادون في الماء العكر عبر إثارة غير بريئة في مسألتين أو ثلاث
نذكرها في مقالة قادمة إن أراد الله لنا بقاء
إن إطلاق الأحكام على وجه النظر لمقتضى الحال من غير ما نص شرعي
تبرر ما عليه تلك الحال لعمري أنه الجهل في فهم مانزل من السماء
واقرأ إن شئت " مافرطنا في الكتاب من شيء "
و لإن كان العالم موقع عن الله في حكمه كما نص على ذلك ابن القيم في
( أعلام الموقعين)
فهذا يعني مخافة الزلل في أن يقال على الله غير الحق فكان أن على من أفتى بغير علم
إثم من أفتاه كما صح الخبر ( ومن أفتي بغير علم فإنما إثمه على من أفتاه )
لقد أدرك الرعيل الأمثل ما عليه آجل أمرهم فكانوا على ماكان عليه
صلوات الله وسلامه عليه وتدافعهم الفتيا بيّنة لاتدفع بيمين
ولقد فقه إمام دار الهجرة ما كان عليه سلفه حتى ذاع ذكره وتناقل خلفه قوله
" إن هذا العلم دين وعنه ستسأل فانظر عمن تأخذه " حين أدرك أنه لايأتي زمان إلا
والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
لقد بلغ إمام دار الهجرة من الإمامة ذروة سنامها حين أخفى جملة من مسائله لئلا
يُفتتن الناس بها
وطار أقوام بمسائل الخوض فيها قلة ورع والفتنة فيها متعينة وتتأكد عند تغير
الزمان في مثل هذا اليوم
ولربما أخذوا يرددون كما تردد الببغاوات
أن الصحوة الإسلامية كانت ولاتزال عبء في شتى ميادينها وحتى الحوار لم
تستوعب الصحوة ضرورته لكنني أثق أن دعاة هذا الفكر
استطاعوا ببساطتهم أن يستوعبوا أن الجهاد تنصل من الواقع
و متنفس لحديثي العهد من من فقدوا هويتهم جراء ما ارتكبوه من جرائم بشعة
في حق الإنسانية - كما نقرأ عبر صحافتهم -
وأن الجهاد يحتاج إلى مزيد تقعيد ربما تفوّهوا بها على استحياء
خافضاً أحدهم بها صوته ساعة كان يشاهد عبر قناته
تلك المجازر التي راح ضحيتها الالآف أو مرأى الفتاة يغتصبها علج قذر
وهي تستنجد ولا منجد
و ما نشاهده من تنازلات في عقيدة الولاء والبراء
و تهافتهم جملة واحدة في الشاذ من الأقوال بحثاً عن الرخص
أن هذه نابته لم تكن عند من اصطفاهم الله لصحبة نبيه
صلى الله عليه وسلم ولا عمن جاء بعدهم ولا تناقله الخلف عن السلف
وحتى الساعة هذه يعيشون فوضى الثقافة ويبحثون عن متنفس عما هم فيه
صدقوني أنهم أقوام نسوا الله فنسيهم
أسئلة قلقة تداعت منطقياً لاأجدُ لها جواباً
إلاّ أن أصحاب هذه الرؤى أكثر الناس جرأة على الله ورسوله
هم سودوا الورق وجففوا المحابر لا في الدفاع عن حقوق مغصوبة
ولا في مشهد أولى القبلتين خوفاً من أن يُستبدل مستوطنة
ولا ليقولوا أن إمام السنة أحمد إنما جاء بما عند " ورسول يأتي من بعد اسمه أحمد "
وإنما ليحظوا بالجماهيرية عبر صور التقطوها لأعلام عاهدوا الله
على أن لايسألوا الناس شيئا
صيّروا منها ( مأساة عابد ) في تحقيق نشر عبر الصحافة
ربما انحرقت عدسة المصور جراء ما لاقت من تلك الصور البشعة
كما يزعمون ...
فلماذا أصبح طالبو الآخرة والمنقطعون عن لذائذها ومطامعها متشددون متزمتون
حتى أحلوهم بديلاً عن الرسوم الكاركاتيرية
وسكتوا عن بؤر الفساد في الحانات والأندية
أظن أن الحق أبلج والناس تعرف من أين تأكل الكتف
ولإن طاروا في شواهد لاتحمل صيغ الأداء الصريحة
مع حسم الخلاف إلاّ أن السنة جاءت صريحة في نصوص صحيحة لاتحتمل
معان كما الحال في مجموع شواهدهم
أفيعقل أن تجمع الأمة على أداء سنة مؤكدة خمسٌ في اليوم والليلة
ولاتجمع فيما دونه من مما يماثله حكماً كصلاة الوتر مثلاً
إن مما لايخفى على ذي لب أن الله تبارك وتعالى أرحم بنا منا وما حديث المرأة التي ألقمت وليدها ثديها إلاّ أمارة حق تضيء لنا أن الله أرحم بعباده من عباده
" أترون هذا طارحة ولدها في النار
فقالوا : لا وهي قادرة على أن لاتطرحه
فقال صلى الله عليه وسلم " فا لله أرحم بكم من هذا بولدها "
ففي قوله تعالى : " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورآئكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذو حذرهم وأسلحتهم "
ومع ذا فإن الله أمر بإقامة صلاة الجماعة مع أنهم في حال حرب وخوف ولو كانت الجماعة
سنة لكان أولى من تسقط عنهم من هم أحوج إلى رخص الشارع لكنه لما أمر بها في مثل هذه الحال سمح بأن يترك لها أكثر واجبات الصلاة دل ذلك على أن وجوبها في حال
الأمن أولى وإلاّ لو صلوا فرادى لم يكونوا بحاجة إلى ترك بعض ما استوجبه
مما تبطل الصلاة بإهماله مما هو من واجباته
ثم تأمل في الآية نفسها تجد أن في الآية ما يدل على أن صلاة الجماعة على التعيين
لا على الكفاية وإلاّ لسقطت عن الطائفة الثانية بفعل الطائفة الأولى
وقل مثل ذلك في جواز الجمع بين الصلاتين للمطر وتقديم الصلاة الثانية عن وقتها
ولو كان فعلها في البيت جائزاً لما جاز الجمع
مع أن الغالب أن البيوت لاتخلو من زوج أو ولد ولو جاز فعلها في البيت جماعة
لما شرع الجمع بين الصلاتين جماعة في المسجد مما يدل دلالة واضحة
على أن المقصود أداءها جماعة في المساجد إلاّ بعارض يجوز معه ترك الجماعة
كما في ( مجموع الفتاوى )
وأخرج الشيخان من حديث أبي هرير ة رضي الله تعالى عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أثقل الصلاة على المنافقين
صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا
ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس
ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لايشهدون الصلاة
فأحرق عليهم بيوتهم بالنار "
ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم همّ بتحريق بيوتهم
مع أن الظاهر أنهم يصلون في بيوتهم لقوله ( لايشهدون الصلاة )
وفي رواية : ( فأحرق على من لايخرج إلى الصلاة بعدُ ) والمعنى والله أعلم
أي بعد النداء أو بعد بلوغه التهديد
وعند مسلم أن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : من سره أن يلقى الله غداً مسلماً
فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم
سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته
لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور
ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلاّ كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها
درجة ويحط بها عنه سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلاّ منافق معلوم النفاق
ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف )
فلا أدري أعجبي من تركهم الشعيرة التي هي الطريقة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم
أم من إجماع الصحابة رضي الله عنهم من أن ترك الجماعة علامة يعرف بها المنافق إذ ذاك
مع أن من المعلوم أن تارك السنة لايفسق ولايبدع فضلاً عن أن يوصف بمثل ماجاء في
معرض حديث ابن مسعود
وفي الأثر ما يدل على فرضيتها إذ كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين
يمسكاه بعضديه حتى يقام في الصف مما يدل على تحمل المشقة في حضورها
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص لعبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه
رغم وجود أعذار ستة دلت عليها النصوص أفيرخص لمن دونه
فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه
وسلم رجل أعمى فقال : يارسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته
فرخص له فلما ولى دعاه
فقال : ( هل تسمع النداء بالصلاة ) فقال نعم فقال أجب
وأخرج أبو داود أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يارسول الله إني رجل ضرير البصر
شاسع الدار ولي قائد لايلاومني ( لايلايمني ) فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟
قال : هل تسمع النداء
قال : نعم
قال : (لاأجد لك رخصة )
وأخرج أحمد وابن خزيمة والحاكم وصحح إسناده وأقره الذهبي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة
فقال : ( إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدرعلى إنسان يتخلف عن الصلاة
في بيته إلاّ أحرقته عليه )
فقال ابن إم مكتوم رضي الله عنه : يارسول الله إن بيني وبين المسجد نخلاً وشجراً ولاأقدر على قائد كل ساعة ، أيسعني أن أصلي في بيتي ؟
قال : ( أتسمع الإقامة ) قال : نعم قال ( فأتها )
وأخرج أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي
أن ابن إم مكتوم رضي الله عنه
قال : يارسول الله إن المدينة
كثيرة الهوام والسباع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسمع حي على الصلاة حي على
الفلاح . فحيّ هلا ) أي أقبل وأجب
وأخرج الطبراني في الكبير وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
ما ورد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : أقبل ابن أم مكتوم رضي الله عنه وهو أعمى ـ
وهو الذي نزل فيه ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ) وكان رجلاً من قريش ـ إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله بأبي أنت وأمي أنا كما تراني قد دبرت سني ، ورق
عظمي ، وذهب بصري . ولي قائد لايلايمني قيادتي إياي
فهل تجد لي من رخصة أصلي في بيتي الصلوات
قال: هل تسمع المؤذن من البيت الذي أنت فيه
قال : نعم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أجد لك من رخصة . ولو يعلم هذا المتخلف عن
الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي
إليها لأتاها ولو حبواً على يديه ورجليه )
أفلا يكفي هذا حجة على أنه لارخصة في التخلف عنها إلاّ من عذر
ولو كان التخلف سائغاً أو أن حضورها على الندب
لكان أولى من يسعه التخلف عنها أهل الضرر والضعف ومن كان في مثل حال ابن أم مكتوم
ومما يدل على أن الجماعة لاتدرك إلاّ في المساجد أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم
إذا طمعوا في إدراك جماعة لم يكونوا
يصلونها في سكناهم وعند البخاري في صحيحه : ( وكان الأسود إذا فاتته الجماعة
ذهب إلى مسجد آخر )
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة قال : ( كان حذيفة رضي الله عنه
إذا فاتته الصلاة في مسجد قومه يعلق نعليه
ويتبع المساجد حتى يصليها في جماعة )
وهكذا فعله سعيد بن جبير رحمه الله كما في مصنف عبدالرزاق
وليس هذا موطن بسط الأقوال والرد على المخالفين
ولكن هم كتبوا ونحن نكتب لأن القلم أمانة والله أقسم بالقلم
فكان على حملة الأقلام أن يقوموا بواجب البيان إذا ما نطقت الرويبضة
وعلا المنصات حدثاء السن وغدا التافه يتكلم في أمر العامة
عندها لايجوز تأخير البيان عن وقت حاجته لئلا يلتبس على الناس أمرهم
فالأدب والفكر لايناقضان وحيٌ نزل به الروح الأمين بل هما مستمدان من الوحيين
فكتاب الله فيه الهدى والنور ورسول الله جعلنا على بيضاء نقية
لو كان موسى صلى الله عليه وسلم حيا ما وسعه إلاّ أن يتبعه
وللمقالة بقية عسى أن أدرك قلمي قبل أن يدركني الأجل
والله يتوفانا على الإسلام والسنة غير مبدلين ولامحرفين خزايا ولامفتونين


أخوكم
الإمبراطور

آخر من قام بالتعديل الإمبراطور; بتاريخ 13-12-2003 الساعة 02:34 AM.
الإمبراطور غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)