بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » معاناة سائح حتى هذه اللحظة فمن يهتم له !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-10-2009, 10:35 PM   #1
أبو ربى
عـضـو
 
صورة أبو ربى الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 172
معاناة سائح حتى هذه اللحظة فمن يهتم له !!

[FRAME="14 70"]
كتب بتاريخ : 13 / 10 شوال / 1430هـ
مع التحية للمواصلات
وصورة للهيئة العليا للسياحة
وصورة للهئية العامة للموانئ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأسعد الله مساءكم بكل خير ، وجعل رحلاتكم سعيدة في ربوع بلادي !!
عندما كنت صغيرا كنت أسمع الناس يتحدثون عن جزيرة اسمها ( فرسان ) في جنوب المملكة ، وبعضهم يحكي مغامراته فيها !! ، وكبرت كما يكبر الناس ، وطالت خطاي ، وتجاوزت بلدي الذي ولدت فيه !!، وكما هي عادة الناس ، يتناقلون الأخبار ، من أماكن السياحة ، والرحلات ، والشواطئ الآسرة ، والمنتجعات الجميلة ، وسمعتُ عن هذه الجزيرة ؛ وأنك إذا أردتها فلا بد لك من سفينة أو ( عبارة ) تنقلك في لجة البحر ، ويحكي الناس أساطير لا يحسن ذكرها ، وفعلاً ذهبتُ قبل سنوات لأمتع ناظري بمشاهد رائعة ، خاصة مع وجود محمية الغزلان ، ولكن باءت تلك المحاولات بالفشل ، حجزتُ فيها قبل يومين وأتيت قبل الموعد بساعتين ولكن العبارة ذهبتْ دون أن نركب !! ولماذا ، قالوا زحمة ، مع أن التذاكر صادرة عن المواصلات الذين يعرفون كم تحمل العبارة ، وكم عدد من يركب فيها !! ؛ رجعتُ منهم وقلت أبها خيرٌ منها وأبهى ، وتكررت المحاولة مرة ومرتين وثلاثاً وأربعاً و السالفة هي السالفة ....
وفي هذه السنة بعد العيد وكان حلماً يراودني من أول السنة ، ويسر الله لي رفقة من خيرة الزملاء؛ ذهبنا وتجولنا في ربوع البلاد ، وتمتعنا بهواء نقيٍ، ومناظر جميلة؛ وإن كانت الرفقة هي ما يجمل الرحلات؛ هذا في قناعتي الشخصية ، وسبقنا بعض الإخوة من أجل ترتيب الحجز لجزيرة فرسان ، وفعلاً أتينا في الموعد المحدد ، وانطلقنا في انتظار مميت وقاتل لمدة ساعتين !! ثم انطلقنا إلى صالة الانتظار من خلال باص أظن أن أبرهة قد ركب فيه !! ، وانتظرنا هناك نصف ساعة ، ثم تفضلوا علينا بالإذن فركبنا العبارة الجميلة، وانتظرنا نصف ساعة أخرى ، ثم انطلقت الرحلة وكان الركاب قليل بالنسبة لسعة العبارة فهي كبيرة وجميلة ، وفيها من وسائل الراحة ما يرضي ، وسارت بنا مبحرة في عرض البحر ، وكنت أتابع سير الرحلة بالقارمن فسرعتها لا تزيد عن 52 كلم في الساعة ، ثم أرست السفينة على شاطئ فرسان ، ومن حظي أني اطلعت على صور كثيرة لها قبل قدومي ، فعلمت أنها ليست كتلك الجزر التي في المحيط الهادي ، أو كجزر القمر ، وإنما الفضول يزجي بنا أكثر من روعة المكان ، كانت سيارتنا معنا وإلا لكانت مشقة لا توصف؛ فالبلد ليس فيه تأجير للسيارات حتى في الموسم ، عدا ما يقوم به أهل البلد من خدمتك بأجور سمعنا أنها كبيرة ، تجولنا قبل الغروب على شاطئ ( جنابة ) الكورنيش !! كان ترابا بريئاً مع بعض حاويات للنظافة ، وكثير من إزعاج الشباب بالأغاني ، مع شيء من الرطوبة ، وسكون للرياح، وله من اسمه نصيب !! ... إلخ ..
رجعنا إلى فرسان كي نستأجر بيتا؛ وجدنا سكنا متواضعا، وبمبلغ معقول نوعا ما لا يهم هذا وغيره ، فالبلد بالجملة لا تفرق بينه وبين غيره وربما يتميز بسوق السمك الجميل والرائع وأولئك الباعة الذين لا تفارقهم البسمة ، ويسعون في خدمتك ، هذا ما رأيته وربما رأى غيري غير هذا ...
قيل لنا لا بد أن تحجزوا للعودة فور وصولكم ، وفعلاً قبل أن نستأجر الدار عرجنا على مكان الحجز وبمجرد دخولنا يوم الثلاثاء عصر لنحجز على رحلة الأربعاء فقال موظف الحجز : أقرب حجز لكم يوم الخميس العصر !!! ولم يدع لنا لسوء خلقه مجالا للكلام، وقلنا طيب وفي أنفسنا حماس كي نرى هذه الجزيرة التي سارت بأخبارها الركبان !! وفوضنا أمرنا إلى الله ونعم بالله ...
لا تستحق البلد أن توصف فليس فيها شيء ، ونصيحة لمن أراد الذهاب ألا يكلف نفسه وعائلته المشقة، ثم لا يتحقق له شيء من معاني الرحلة والسياحة : الجمال ، والطبيعة ، والمتعة وشيء من الترف ، فكلها لا تجد نزرا منها في ذلك المنفى الكبير !! ، سوى طيبة الناس ، وحسن استقبالهم ، والوداعة التي نراها على وجوههم ، وهذا حق نشهد به لمن رأينا منهم .
ومضى يوم الثلاثاء ، وتلاه الأربعاء بقضه وقضيضه ، وأسفر يوم الخميس ، ونحن نعقد العزم أن نكفر عن هذه الرحلة بأيام في رأس أبها ( السودة ) وبعدها لكل حادثة حديث !! ولكن أنت تريد ، وأنا أريد ، والله يحكم ما يريد ، تهيأنا للسفر ظهر يوم الخميس الساعة الواحدة أي قبل مغادرة العبارة بثلاث ساعات ، وانطلقنا والأمل يحدونا ، والرجاء بفك الأسر يملأ قلوبنا ، وشفاهنا باسمة ، وأقلبنا على بوابة الميناء ، فإذا العدد لا بأس به من المغادرين ، ورصفنا سيارتنا مع من رصف ، وتحدثنا بكل شيء ، وعن أي شيء ، بل إن بعضنا نطق وليته ما نطق فالبلاء موكل بالمنطق كما قيل !!، ثم مضى الوقت، وتكاثر الناس ، وازداد المغادرون ، وقرب الموعد: الساعة الثانية والنصف هو موعد ركوب السيارات ، ولم يركب أحد !! ، ويمضي الوقت- تحت لهيب الشمس ، وعوادم السيارات- كئيباً ، فلا صالة انتظار ، ولا ما يظل من الشمس ، ولا تعرف من تخاطب ، ولا من يخفف عن كاهلك لوعة الانتظار القاتل ، وبلغت الساعة الثالثة وعشرٌ ونحن نرتقب ، ونتثاءب ، ونقلب أبصارنا بين طبائع الناس ، وحيلهم ، وسوء أخلاقهم ، ثم فُرجتْ فيما نظن ونبصر ، وفتحوا لمن يحمل تذكرة ومن لا يحملها لم يأتي من البداية !! ، وقد تجمع ما يزيد عن مائة سيارة !! مع أن العبارة لا يمكن أن تحمل أكثر من ستين !! فمن المسئول عن هذا !! ثم توقفوا فجاءة ، وكثر الخصام بين الناس وبين حرس الحدود أو خفر السواحل ، ثم سمح للسيارات التي لم تتجاوز الأربعين أن تدخل وكنا من بينها ، واستبشرنا ، فأسرعنا ، ورأينا بعضهم يتجاوز بسيارته غيره في وقاحة ظاهرة ، وصفاقة وجهٍ ، وسوء تربية ، مع أنَّ ظاهرهم يدل على خلاف ما رأيناه منهم !! لكن السفر يسفر عن وجوه الرجال كما قيل !!
ثم وصلنا قرب العبارة ، والناس وقوف !! نزلنا لنستيقن الخبر ، فقالوا العبارة ممتلئة !! هكذا وبدون مقدمات !! وقالوا أنها لا تتسع إلا لأربعٍ وثلاثين سيارة ، وأن العبارة الأصلية متعطلة ، وهكذا بإشارة من سبابة أحدهم ، أخرجوهم !! أما أن تجد أحداً تخاطبه ، وتتحدث معه ، وتبثه شكواك فتلك أحلام ليلٍ طويلٍ من ليالي الشتاء !!
رجعنا والأمل تنكسر مجاديفه على أخلاق الرجال !! ، وتكاثرت الآراء ، حتى استقر الرأي أن ننقسم فريقين ، فريق يبقى مع السيارة يأتي بها عندما تسنح الفرصة !! ، وكنت مع من ذهب وكنا ثلاثة، رجعنا إلى العبارة فأغلقوا دوننا الباب ، فأنكسر مركب الأمل تحت أقدامهم !! قالوا هناك من يخرجكم؛ ولكن تلك مغامرة ، قلنا كيف : قالوا بالفلوكة !! قلنا وما الفلوكة !! قالوا : سفينة صغيرة عندما تكون في لجة البحر يلعب بها الموج كما يعبث الأطفال بلعبهم !! تجربة لم نعرفها ، لكن غدا الجمعة ، ولا بد لي من الرحيل ، فكانت النفس فيها من اليأس ما يشجعها ، فتوكلنا على ربنا، وانطلقنا مع ذلك القائد البشوش ، والرفقة الطيبة ، وكانت سرعة المركب كسرعة العبارة 52 كلم في الساعة ، وانطلقنا بعدها بربع ساعة ، ووصلنا معهم أو بعدهم بقليل ، ولم نر فيها إلا عظمة ما خلق الله العظيم ، ولطف الله بعبده فوق ما يظن ...
وصلنا وانطلقنا بعيدا بعيداً علنا نسْلَى، ولم نقف إلا في ربوع أبها البهية ، بلدة طيبة ، ورب غفور ...
اتصلنا برفقتنا فإذاهم في لجة اليأس ، وتعكر المزاج ، ذهبوا لمكان الحجز ، فلم يجدوا إلا من ينفث الدخان في وجوههم؛ ويقول لهم: اصطفوا !! فاصطفوا طائعين ، وبلغ عددهم أكثر من مائة !! كثير منهم عوائل ، وكان صاحينا يحمل الرقم 49 فلما وصله الدور؛ نفث أحدهم ما تبقى من سيجارته وقال له : انتهى الدوام غدا تعال !! هكذا يقولها وبكل رعونة ، وصفاقة وجه ، وفوضوا أمرهم إلى الله ، وجاؤوا صباح اليوم الجمعة فإذاهم يبشرونهم بأن أقرب موعد لهم هو يوم الأحد وهو غير مؤكد ، وربما يكون يوم الاثنين !! أو الثلاثاء ، هكذا يتحدث أحدهم وكأنه يقرأ الفاتحة !! ولا زالوا عالقين هناك ، وأعدادٌ كثيرة من ( السياح !! ) كذلك !! ، والسؤال الكبير هنا ؟؟!! هل يعلم أحد بمعاناة هؤلاء البشر ؟ وهل سمع شكواهم شهمٌ من الرجال ؟ فالرحلات لم تزد ، والمعاناة باقية ، موظفون محبسون بلا جناية !! وآخرون لديهم مواعيد مهمة لوظائف كما قيل لنا ، وقائمة لا تنتهي ، لا نعرف مبرراً لتلك التصرفات ، وكأن هؤلاء الناس من طبقة الكادحين أيام الشيوعية !! لا حول لهم ولا قوة ، إنما يسمعون ويطيعون ...
وقد اتصلتُ بهم قبل قليل الساعة 10 مساءاً : وقد أخذوا زاد ثلاثة أيام بلياليها لكي يعتكفوا على بوابة الميناء !! كان الله في عونهم ، وعون من ينتظرهم .
هذه شكوى جردتها من مرارتها، لأكون واقعياً لا يهول الأمور ، ومنصفاً لا تأسره اللحظات الغاضبة ، ومستنجداً لمن بقي هناك، ولا يعلم متى تنتهي معاناته؛ حتى يعاهد الله عَهْدَ صدقٍ لا يحنث فيه أنه لا يعود !!كتبه أخوكم : أبو ربى - بريدة [/FRAME]
أبو ربى غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)