[فتى المدينة]

إعانة للعاطلين
.
الأحد, 4 أكتوبر 2009
فيصل سعيد العروي - المدينة المنورة



لست أدري ! لماذا تم منع دراسة اعانة العاطلين ؟
ولم تم حرمانهم من العطاء ؟ نعم هم بشر ، يعيشون بينكم ، يتألمون مثلما نتألم – لديهم أحاسيس وطموح ، هم زهرة الحياة ، وعمارة الأرض ، حقاً نحن أبناء الوطن المعطاء ، أقفلت أبواب المستقبل الضائعة أمام أعيننا ، ماذا نفعل ؟ طريق مغلق !
ولا جديد تحت الشمس – مكاتب التوظيف لا زالت أبوابها مشرعة من حديد ، والغوص في العمل الحر يحتاج الى دعم ومساندة في ظل غياب رأس المال . المال خير معين للبحث عن وظيفة ما في أرجاء المعمورة ، لم لا يتم صرف اعانة رمزية للعاطلين حتى يتسنى لهم البحث عن فرص وظيفية شاغرة ، فكثير من الشباب غير قادرين على خوض معركة المطاردة الوظيفية ، لأن كثيرا من فرص العمل تتطلب منك بأن تسافر مراراً وتكرراً ، إما بدفع رسوم السفر – أو تكاليف الوظيفة مثلاً ، جانب آخر تم منع الدراسة التي تنص على «اعانة العاطلين» بحجة تمادي الشباب وتخاذلهم في البحث عن عمل ، فالمسألة هنا تختلف !
من المستحيل أن يتوقف طموح الشاب عند هذه الإعانة الرمزية ، بل أجزم بأن هذه المبادرة سوف تجني ثمارها مستقبلاً ، لأنها هي المعين الحقيقي للشباب تجاه محاولتهم في البحث عن فرص العمل المتاحة .
ايضاً كثير من العاطلين ينتمون الى أسر محدودة الدخل تعيش على مساهمات الضمان الاجتماعي – والجمعيات الخيرية ، فالشاب بهذه الحالة بحاجة ماسة الى تلك المساهمات ، كالإعانة مثلاً ، والتي بدورها تزيد من فرصة الشاب في البحث والتحري لوظيفة ما ، لا نعلم إذاً لماذا تنفق ملايين الريالات بما لا ينفع في ظل التجاهل الملموس تجاه خلق فرص وظيفية للشباب ، فالأيــام دول ، وما أسرع تلك الأيام والشهور ، فالزمن يمضى إلى الوراء... إنه أمر أكبر من قدرتنا على التحكم في لعبة الزمان.. هذه اللعبة التي لا مجال للتدخل في مجرياتها ، فهي تحدث بمعزل عن إرادتنا ، عن ذكائنا ، وحتى عن خيالنا . هكذا هي تحدث، وليس أمامنا سوى الغموض العظيم ، الذي يمكن تخيله على شاكلة نفق لا نهاية له .
علينا إيجاد بعض التدابير المخففة لوطأة الزمان ، فمن تلك التدابير محاولاتنا التي أصبحت جزءا من السراب الذي لا يروي عطش تلك المطالب المتكررة ، وكأنك تنادي في زمن شحيح ، تبدلت فيه موازين الحكمة والقرار الصائب ، الذي بدوره يرسم بهجة الدنيا على محيا العاطلين عن العمل . والله المستعان ،،

نشر اليوم بجريدة المــــــــــــــدينة
http://www.al-madina.com/node/184127#comment-177508