[أبو ريّـان]

.
بسم الله الرحمن الرحيم

أما أنه قد حصل ماحصل , ومضى مامضى , ولانريد العزف على أوتار الحزن وما قد خلا, والحمد لله أولاً وآخرا .
علم الجميع عن تلك الحملة الكتابية المنظمة على فضيلة شيخنا / سعد الشثري وقد دب إليّ إرتياح واستبشار وطمائنينة , منذ أن أوقدت نار تلك الحملة السقيمة
وإن كان ظاهرها الشر والتربص , إلا أن من يتأمل هذه الآية يستيقن يقينًا أن الأمر وخفايا الأمور وعواقبهُ بيد الله عزوجل قال تعالى
(لا تَحْسَبُوهُ شَرَّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)

ومن هذه يتبن أن العبرة في الأمور عواقبها ونهايتها , وأن الإنسان قد يرى شيئًا قد يظنه خير فيأتيه الشر من حيث يظنه خير, وقد يرى الشيء فيظنه شر فيأتيه الخير من حيث يظنه شرا
( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )
وكم من أمور نظر الإنسان إليها في بدايتها على أنها بلاء ؛ ولكن الله تبارك وتعالى جعل له حسن العاقبة والمآل فيها , ولايمكن لأحد من البشر أي يحكم على حادثة معينة في الدنيا بأنها شر محض , ولاخير محض , بل ذاك علمه عند الله , والخير المحض لايكون إلا بالجنة , والشر المحض لايكون إلا بالنار , ولما تأملت ماحصل من هذه الزوبعة الصحفية على شيخنا , علمت أن هناك أمور خيرية ستحصل وستتمخض ولو بعد حين ..
ولكن لمَّا ننظر بالمنظار التفاؤلي /وهي:
* إنتشَار ذِكر الشَيخ عَلى الألسُنِ ومعرفة الصغار له قبل الكبار , أعلم أن الشيخ معروف وله شهرته , لكن بهذه الحادثة زاد وارتفع , وعلى ماذا ؟ على أمر خير وإنكار منكر . وذاك من فضل الله على الشيخ
وتلك عاجل بشرى المؤمن كما قال رسولنا .
*إعفَاء الشَيخ من مَنصِبهِ وإن كان يحزن القلوب إلا أن إعفائه سيعينه على التفرغ الدعوي , وزيادة نسبة دروس الشيخ / فهنيئًا لطلابه . !
* بَانتْ وتَجَلتْ لَنَا مُخطَطاتُ أهل العلمنة والفساد , فقد خرجوا من جحورهم , وأشهروا سنان أقلامهم في دس السم بالعسل .. ولن تفلح تلك المخططات
وسيدحرها الله بقوته وعزته .
*سَمت الشَيَخ وطِيبةُ أخلاقِهِ , فمنذ أن بدأت الحملة فلما نرى من الشيخ أي رد على تلك الأقلام السوداءولسان حال الشيخ يقول /

إِذا نطقَ السفيهُ فلا تجبْهُ . . . فخيرٌ من إِجابتِه السكوتُ
سكتُ عن السفيهِ فظنَّ أني . . عييت الجوابِ وما عييتُ
فإِن كَلَّمْتهُ فَرَّجْـتَ عنه . . وإِن خليتـه كمداً يموتُ
وحتى كلام الشيخ على تلك القضية أراه في قمة الاخلاق والأدب ,, إلا أن ماحصل قدر من الله .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .

*صِدقُ العُلمَاء مَعَ العِبَاد وأمَنَ هَذهِ البِلاد .. وعدم تهاونهم في أداء النصيحة , وذلك واجبهم .

وإنَا نُعَزي المَنَاصِبَ بِفَقدَكَ يَاسَعدنَا .. ولسَنَا نُعزِيكَ بِفَقدَهَا .. !

ونشهد الله على محبتك , ونفع الدين ليسَ مُتَوقِفُ على هيئة كبار العلماء , وذاك خير لك من أن يجدعليك السفهاء َمدخلاً ويلصقوا بك تهمةً .. والحمد على كل حال .

ومن كان مشاركًا هُنا فإما بدعوة لشيخنا وللبلاد .. أو أن يدلي بنظرة تفائلية
تبعث على الإرتياح والاغتباط
فلباس التشاؤم لايجدي لك نفعا .. بل يضرك ويثبطك تثبيطا .
ولايعني أن يتغافل المرء عن مخططات أهل الزيغ بل
يستبشر ويظن بالله خيرا .

عبدالرحمن :

.

.