[دعبل نجد]

ومع كل حدث كبير تتجاذبنا قوتان ذات اليمين وذات الشمال , عقلٌ وعاطفة , وتخرج ردود فعلنا ومواقفنا نتيجة آرئنا وطرق تفكيرنا , تخرج متباينة حسب الرؤية والروية فمنها المحمود ومنها غير ذلك ..

حينما يدهمنا الحدث يخلط أوراقنا ويشتت أذهاننا فمنا من يعاود ترتيب فكره , ومنا من يسحبه تيار العاطفة ليتخذ موقفا يؤنب فيه نفسه عندما تهدأ ثورته ويعود اليه عقله . .

إن طريقتنا في ردود الفعل السريعة هي التي جعلت منا أضحوكة لكل من يخالفنا وجعلت منا مشمتة لكل شامت وشانيء , إذا أننا نفرغ حماسنا في أشياء فرعية يقودنا إليها خصومنا ليرتاحوا منا حال انشغالهم في الأصول , ويسيرون في طرقٍ مستقيمة ونحن مازلنا نتشاجر أي طريقٍ أخصر بل ويصلون إلى مرادهم ونحن لم نبدأ بعد !!

وهذا ديدنهم وديدننا أيضا فلم نتعلم وللأسف مع كثرة التجارب والمواجهات ومازلنا نعيد نفس السيناريوهات التي نكررها في كل حدث مع يقيننا بعدم جديتها ونجاعتها !!
إن المواقف المبنية على العواطف وحدها دائما ماتخرج هشة وضعيفة ومادامت خرجت من العاطفة فقط فإنها آيلة للسقوط ولا ريب لأنها لم تقم على أصل قويم يمنحها القوة ويزودها بالثبات . .

كم من المواقف التي مرت بنا واجهناها بعواطفنا ودفعنا من أجل ذلك الغالي والنفيس وضحينا بأوقاتنا وطاقتنا , ثم ما إن انجلت الغمة حتى عدنا نؤنب أنفسنا ونشعر بالخجل كلما تذكرناها !!
أحبتي لو لم تأتنا الأحداث إلا بالخبرات لكفانا ولو تعلمنا من الأحداث التي مرت لنلنا بذلك مراتب عالية في العلم والخبرة .

إن صانع الحدث قد لا يستفيد منه كما يستفيد منه مستغله لأن صانعه سيتحمل كلفته ولا يضمن نتيجته أما مستغله فيقطف منه الثمرة بلا تعب وهذا ما يفعله المخالفون سواء كانوا من بني علمان أو غيرهم والواقع اكبر شاهد . .
وماعليك أيها الحبيب إلا أن تقوم بزيارة لعدة منتديات لتعلم مدى صحة ما أقول ولتعرف ما منه أشكوا , قم بزيارة الى الصفحات الإخبارية والمنتديات الكبيرة وانظر التعاليق ستجدها تصب في قضية فرعية نتجت عن قضية كبيرة كان من الواجب عليهم أن يولوها اهتمامهم ويبدوا عليها نكيرهم ويظهروا للعالم اشمئزازهم منها وانكارهم لما يحدث فيها . .

فالدين لن يهزم بتنحية فلان ولكنه سيضعف بإخراجنا من أرض المعركة وانشغالنا فيما بيننا . .

المراد يا أحبتي في الله أن نقف مع كل حدث أيا كان هذا الحدث ولنفكر فيه بعقولنا لا عواطفنا حتى نرى النتائج مرضية ونرى أننا نسير بخطوات ثابتة قوية , ولنلتزم بمواقف العلماء الصادقين الراسخين فإن كل من رزق العلم ومن رسخ فيه رُزق الحكمة وبعد النظر . .

أعاننا الله ويسر لنا ما تعسر . .