[الـصـمـصـام]

والله يا أبو أيوب إن هذه المواضيع و القصص من أشدها ألمًا و وقعًا على نفوس الآباء و المُربين ، و نتائجها نتائج إجرامية على البيئة المحيطة بذلك الشاب ، و هؤلاء اللصوص يُمارسون عمليات اغتيالٍ للشرف و المشاعر و الكرامة ، و كم من شاب انتشله أهل السوء من زاوية المسجد الذي يحفظ فيه كتاب الله تعالى ..

انتشللوه ليُقعوه في مشاهد الخزي اللئيمة ، و يُردوه في مواقف الفحش الوخيمة ، ليجد نفسه في طريق شديدة الوعورة في أولها و في آخرها ، فزين له الشيطان المُكث في إجرامه ، حتى يكبر على هذه الحال ليُصبع وصمة عار على أهله و بلده و أمته ، و قبل ذلك على نفسه ..!

أبو أيوب هذا الذي تتحدث عنه جرح غائر ، و بركان ثائر ، إنها رُوحٌ بريئة تُزهق مع أول عملية إزهاق للشرف ، طائف من الذكريات يسرح بالإنسان بعيداً وهو يتذكر تلك البراءة و الطهارة و النقاء في بعض الأشخاص و الشباب ، كُلها تُمحى و تتلاشى في غيابة الإجرام السحيقة ، و قاتل الله هؤلاء اللصوص الذين أوجبوا على أنفسهم النكوص ..


هُنا في هذا المنتدى تقدم إلي أحد الضحايا يحكي لي قصته وهو يتحسر و يتألم لأعيش معه معاناة كدت أن أنفجر منها ، و والله لم ألحظ الشيب في رأسي إلا بعد انهماكي في فصول تلك الحادثة و العيش معها عن قُرب ، و لم أكن أتوقع أن يأتيني من يُصرّح لي بهذا الأمر ، و لكن الجحيم الذي يُعانيه ذلك الشاب قاده إلى البوح إلى الشخص الذي لم يكن يعرفه ..!

لم أغفل عن محاولات إنقاذه التي تبوء بالفشل بين كل حين و حين ، حتى هيأ الله الفرج بعد قرابة العامين وهو يعيش في عمق المعاناة الأليمة ، في ظل عزيمة من هذا الشاب (الضحية ) ، و مع كل يوم تتجدد المأساة و يُقتل هذا المسكين أكثر من مرة على يد الغادر الجبان ، و لكن الله سلم و عصم ، حتى أخرج هذا الشاب نفسه من هذا الكنيف القذر ..!

أنصح بقراءة [ وقــح ..! ] وهي قصة كتبها الأستاذ كرمع بعدما أخبرته بقصة هذا الشاب ، فكان هو جزء من الحل ، و الحمد لله رب العالمين .

شكر الله لك يا أبا أيوب .