-- الخفاش في قبضة المخابرات --

44الخفاش الأسود44 · 05-01-2004, 11:34 PM

وجاءت العطلة والصيف القائظ

اقترحت الزوجة الفاضلة أن نقضي إجازة الصيف هذا العام خارج المملكة العربية السعودية ؛ حرسها الله بالإيمان

ومع ضعف إمكانياتي المادية حاولت مناقشة هذا الأمر مع زوجة ( الخفاش ) الحرم المصون . وأوضحت لها خطورة السفر خارج المملكة؛ لا سيما أنه لم يسبق لي أن سافرت خارج هذه البلاد.

إلا أنها أبت واستكبرت وأعرضت وهددت بافتعال المشاكل

حاولت أن أثنيها عن غيها ؛ أصرت

ضربت على الوتر الحساس ؛ أنا إنسان إمكانياتي المادية ضعيفة للغاية

لأنني أعمل موظف في بلدية (منفوحة) أفتش عن الخضراوات الفاسدة من باذنجان وخس وكراث وبصل إلخ.......

والراتب على قد الحال ولله الحمد 1500زائد (الرشاوي) ....... عاد لا تصدقون ؛ لم تقبل أو تتزحزح عن موقفها المتعصب ؛ تذكرت في معمعة نقاشي معها ( جولدا مائير) وصلابة رأيها

المهم كان هذا الاقتراح الجريء من قبل حرمي المصون غير قابل للنقاش

فكرت في الخلاص

لكن لا فائدة

اقترحت ( البحرين ) أخف الضررين

لكن الزوجة المصون قالت لا بد من الخروج إلى أي دولة أخرى لا تمت بأي صلةٍ إلى قارة آسيا

بعد المداولات والاقتراحات وقع الاختيار على (أم الدنيا) مصر ؛ ومما شجعني على ذلك جاري الكريم ( بيومي ) الذي تكفل جزاه الله خيراً بالبحث عن سكنٍ يتناسب وإمكانياتي المتواضعة

عقدنا العزم على السفر إلى أرض الكنانة ؛ وتوجهت إلى البطحاء ؛ شركة (أبو دعيبس) للنقليات عبر البر قلت لنفسي والله (لأنتقمن) منك يا زوجة (الخفاش) شر انتقام

دخلت مكتب أبو (دعيبس) في البطحاء ورأيته جالساً على كرسيٍ حديدي أسود منزوع الجلد والإسفنج ؛ خيل إلي أن هذا الكرسي قد سرق من إحدى متاحف ( لينينجراد )

أبو دعيبس وراء مكتبه ملا حظة (الطاولة مسروقة من إحدى المدارس) يبتسم في خبث ؛ تشاءمت من منظره الكريه ( خيل إلى أني أتحدث مع سعادة العقيد معمر القذافي ) قال لي أبو دعيبس : إسمع يا خفاش بيه ؛ شعارنا (الوصول إلي الهدف تحت أي ظرفٍ من الظروف) القاهرة

سواءً كانت جويةً أو بحرية أو سياسية ؛ لا بد من الوصول مهما كانت الأسباب

لفت نظري صورةً فوق رأسه للحافلة التي سوف تقلنا إلى (أرض الكنانة )

الحافلة الضخمة كانت في الأصل شاحنةً روسية مود يل 67 تحولت بقدرة قادر إلى حافلةٍ لنقل الركاب

طلبت خمسة تذاكر لي ولزوجتي وثلاثة من أطفالي

قلت لأبي دعيبس ألا تحتاج (جواز السفر) ؟

قال : نحن على استعداد لاستخراج جواز سفر ٍ لك

قلت شكراً ( مستر أبو دعيبس)

في يوم السفر ؛ توجهنا إلى البطحاء الساعة الثامنة صباحا ؛ ركبنا الحافلة ومعنا مجموعة من الإخوة الكرام المصريين (أغلبهم من الصعيد)

زوجتي في المقدمة مع الأطفال

وأنا على إحدى الكراسي

ركب بجانبي أخ كريم (من الصعيد) إسمه هريدي ؛ ألقى السلام وأخرج علبة السجائر الأمريكية تناول واحدة تفضل (يابيه) قلت شكراً لا أدخن

قال (والنبي) لازم تأخذ ( قصة حقيقية حصلت لي)

قلت يا أخي اتق الله لا تشرك بالله وأنا لا أدخن

قال : أنت حر ؛ ثم أردف سائلاً البيه شغال فين ؟

قلت في بلدية منفوحة

قال : دول ولاد كلب

قلت : أفا ليش ؟

قال : مسكو علي قضية (لحم فاسد)

قلت : من كان المسؤول ؟

قال : واحد ابن كلب اسمه (الخفاش الأسود) ؛ والنبي لو أشوفه لا شرب من دمه

بلعت ريقي بصعوبة وقلت : الله ياخذه عديم التربية صحيح اسم على مسمى (خفاش واسود) أعوذ بالله من الظلم ؛ وين الرحمة؟

قال : امال الأستاذ يبقى مين ؟

قلت : معاك (النحاس باشا)

اهلا وسهلا قالها هريدي بصوته المرعب

ثم أردف مش انتى بتاع الوفد ؟ (رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق)

قلت له : نعم

قال : الله يخرب بيتك ولسه عايش؟

قلت حكمة رب العالمين

انطلق الباص على بركة الله ؛ وهو يخرج أصواتاً مرعبة من صفير ونفير وأصوات الحديد الصدئ وهي تتلامس

قال لي هريدي بخبث :

05-01-2004, 11:34 PM	#1
44الخفاش الأسود44 Guest تاريخ التسجيل: Jan 2004 البلد: بأرض الله الواسعة المشاركات: 74	-- الخفاش في قبضة المخابرات -- وجاءت العطلة والصيف القائظ اقترحت الزوجة الفاضلة أن نقضي إجازة الصيف هذا العام خارج المملكة العربية السعودية ؛ حرسها الله بالإيمان ومع ضعف إمكانياتي المادية حاولت مناقشة هذا الأمر مع زوجة ( الخفاش ) الحرم المصون . وأوضحت لها خطورة السفر خارج المملكة؛ لا سيما أنه لم يسبق لي أن سافرت خارج هذه البلاد. إلا أنها أبت واستكبرت وأعرضت وهددت بافتعال المشاكل حاولت أن أثنيها عن غيها ؛ أصرت ضربت على الوتر الحساس ؛ أنا إنسان إمكانياتي المادية ضعيفة للغاية لأنني أعمل موظف في بلدية (منفوحة) أفتش عن الخضراوات الفاسدة من باذنجان وخس وكراث وبصل إلخ....... والراتب على قد الحال ولله الحمد 1500زائد (الرشاوي) ....... عاد لا تصدقون ؛ لم تقبل أو تتزحزح عن موقفها المتعصب ؛ تذكرت في معمعة نقاشي معها ( جولدا مائير) وصلابة رأيها المهم كان هذا الاقتراح الجريء من قبل حرمي المصون غير قابل للنقاش فكرت في الخلاص لكن لا فائدة اقترحت ( البحرين ) أخف الضررين لكن الزوجة المصون قالت لا بد من الخروج إلى أي دولة أخرى لا تمت بأي صلةٍ إلى قارة آسيا بعد المداولات والاقتراحات وقع الاختيار على (أم الدنيا) مصر ؛ ومما شجعني على ذلك جاري الكريم ( بيومي ) الذي تكفل جزاه الله خيراً بالبحث عن سكنٍ يتناسب وإمكانياتي المتواضعة عقدنا العزم على السفر إلى أرض الكنانة ؛ وتوجهت إلى البطحاء ؛ شركة (أبو دعيبس) للنقليات عبر البر قلت لنفسي والله (لأنتقمن) منك يا زوجة (الخفاش) شر انتقام دخلت مكتب أبو (دعيبس) في البطحاء ورأيته جالساً على كرسيٍ حديدي أسود منزوع الجلد والإسفنج ؛ خيل إلي أن هذا الكرسي قد سرق من إحدى متاحف ( لينينجراد ) أبو دعيبس وراء مكتبه ملا حظة (الطاولة مسروقة من إحدى المدارس) يبتسم في خبث ؛ تشاءمت من منظره الكريه ( خيل إلى أني أتحدث مع سعادة العقيد معمر القذافي ) قال لي أبو دعيبس : إسمع يا خفاش بيه ؛ شعارنا (الوصول إلي الهدف تحت أي ظرفٍ من الظروف) القاهرة سواءً كانت جويةً أو بحرية أو سياسية ؛ لا بد من الوصول مهما كانت الأسباب لفت نظري صورةً فوق رأسه للحافلة التي سوف تقلنا إلى (أرض الكنانة ) الحافلة الضخمة كانت في الأصل شاحنةً روسية مود يل 67 تحولت بقدرة قادر إلى حافلةٍ لنقل الركاب طلبت خمسة تذاكر لي ولزوجتي وثلاثة من أطفالي قلت لأبي دعيبس ألا تحتاج (جواز السفر) ؟ قال : نحن على استعداد لاستخراج جواز سفر ٍ لك قلت شكراً ( مستر أبو دعيبس) في يوم السفر ؛ توجهنا إلى البطحاء الساعة الثامنة صباحا ؛ ركبنا الحافلة ومعنا مجموعة من الإخوة الكرام المصريين (أغلبهم من الصعيد) زوجتي في المقدمة مع الأطفال وأنا على إحدى الكراسي ركب بجانبي أخ كريم (من الصعيد) إسمه هريدي ؛ ألقى السلام وأخرج علبة السجائر الأمريكية تناول واحدة تفضل (يابيه) قلت شكراً لا أدخن قال (والنبي) لازم تأخذ ( قصة حقيقية حصلت لي) قلت يا أخي اتق الله لا تشرك بالله وأنا لا أدخن قال : أنت حر ؛ ثم أردف سائلاً البيه شغال فين ؟ قلت في بلدية منفوحة قال : دول ولاد كلب قلت : أفا ليش ؟ قال : مسكو علي قضية (لحم فاسد) قلت : من كان المسؤول ؟ قال : واحد ابن كلب اسمه (الخفاش الأسود) ؛ والنبي لو أشوفه لا شرب من دمه بلعت ريقي بصعوبة وقلت : الله ياخذه عديم التربية صحيح اسم على مسمى (خفاش واسود) أعوذ بالله من الظلم ؛ وين الرحمة؟ قال : امال الأستاذ يبقى مين ؟ قلت : معاك (النحاس باشا) اهلا وسهلا قالها هريدي بصوته المرعب ثم أردف مش انتى بتاع الوفد ؟ (رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق) قلت له : نعم قال : الله يخرب بيتك ولسه عايش؟ قلت حكمة رب العالمين انطلق الباص على بركة الله ؛ وهو يخرج أصواتاً مرعبة من صفير ونفير وأصوات الحديد الصدئ وهي تتلامس قال لي هريدي بخبث :