[تغاريد نجد]

ابني العزيز أرحم شيخوختي

في يوم من الأيام ستراني شيخاً كبيراً وغير منطقي في تصرفاتي ، عندها من فضلك أعطني بعض الوقت لتفهم ما يدور حولي .. عندما ترتعش يداي فلا احتمل النهوض من مكاني ولا أقوى على لبس ثيابي .. إنني اليوم لم أعد أنيقاً كما كان فلا تلُمْني .. تذكّر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم .. إذا أخرجت كلمات مكررة وأعدت عليك ذكرياتي فلا تغضب .. فكم كررتُ من أجلك حكايات وحركات فقط لأنها كانت تفرحك وتسرك .... واذكر في صغرك محاولاتي لأجعلك أنيقاً جميل وطيب الرائحة .. لا تضحك مني إذا لم أفهم أمور جيلكم هذا ، أنا من أدبتك ، أنا من علمتك كيف تواجه الحياة ، فكيف تعلمني اليوم ما يجب وما لا يجب ، فما زلت أعرف ما أريد .. لا تمل من ضعف ذاكرتي وبطء كلماتي .. فسعادتي الآن هي فقط أن أكون معك .. ما زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني فلا تحرمني منها .. ساعدني لقضاء فقط ما أحتاج إليه ، ارحم شيخوختي وضعفي.. خذ بيدي فغداً تبحث عمن يأخذ بيدك .. فكن معي ولا تكن عليَ .. كنت معك حين وُلدت.. فكن معي حين أموت..

(اعجبني هذا المقال للكاتب علي بن عبد الرحمن الفائز .. في صحيفة القصيم نيوز وكثير من جيلنا مقصر بحق الوالدين الله يرحمنا ويقر اعينا والدينا بنا أاسال الله ان يجزاه خير وينفع به)