وُجُوهـٌ عَاريَة .. تَنْخَرُ بِجَسَدِ الأمَّة !!
.
.
وُجُوهـٌ عَاريَة .. تَنْخَرُ بِجَسَدِ الأمَّة !!
أوَّاهـُ مِنْ نَارٍ أُحِسُّ بِحَرِّهَا *** لَمَّا يُهَاجَمُ عَالِمٌ وَبِعِرْضِهِ يُستَمْتَعُ
دَأَبَتِ أقْلاَمَاً تَكْتُبُ عَلى جَبينِ دَوْلَةٍ شَريفَةٍ يُعَطِّرُهَا جِلْبَابُ فَضِيلَةٍ تَرتَديه ، لِتُنَافِحَ عَنْ الرَّذيلَة ، وَتَمَسَّ طُهرَ عَالِمٍ جَليلٍ غَيورٍ سَلَّ سَيْفَ الحَق أَمَامَ البَاطِلِ ، لِيَأخُذَ حَيَاتَنَا بِكَرَامَتِهَا وَعفَافِهَا وَطُهْرِهَا مِنْ أنْيَابِ جِيَفٍ مَيِّتَةٍ وَأقلامَاً ضَايَقَتْنَا بِرَائِحَتِهَا النَّتِنَةُ ، تِلْكَ التيْ يَقِفُ خَلْفَهَا وَيُنُثُرُ سُمَّهُ فيْ انْبوبِ حِبرِهَا وُجوهـٌ عَاريَةٌ مِنْ الحَيَاءِ والغيرَةِ والفَضيلَةِ ، يَنشُدونَ بِأقلامِهم سُُقوطَ الدَّولَةِ ، وَيَحْفِرُونَ لِلِجَبَالِ الرَّاسيَاتُ مِنْ أهلِ العِلمِ لِيُسْقِطُوهَا ، وَلِكنْ حَاشَا للجَبلَ أنْ تَهُزهـُ هُبوبَ الرِّيَاحْ .
وَمَا أَنْ أصْبَحتْ شَخصيَّةُ العَالمِِ تَحْتَ مَصيَدَةِ هَؤلاءِ ، وَكَأنَّ الكَلبَ الجَائِعَ يَنتَظِرُ يَومَاً وَليمَةً طَيِّبَةً كَريمَة ، إذْ أنَّهُ اعْتَادَ عَلى أكلِ العَفنِ مِنْ جِوار القُمَامَاتْ ، فَأنهلَّتْ جُموعٌ لِتضْفَرَ بِذَلِكَ ، فَلْم يُبقوا شَيئَاً إلا وَنَهشَوهُ لَيْسَ جوعَاً إنَّمَا ثَأرَاً وَحسَدَاً يَملئُ قُلوبَهُم ، وَخَدَمَهُم بِذَلِكَ قَرَاراتٍ تَصبُّ في مَصَالِحِهمْ ، وَكَأنَّ الدَّولَةَ تَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِم التيْ يُغطُّونَهَا تَحْتَ مُسَّمَى الوَطَنيَّةِ !!
شَيءٌ مَا يَجْعلُ العَالِمَ حَائِرَ .. أورَاقٌ جُمِعَتْ بِطَرْفَةِ عَيْنٍ لِتفيقَ الأمَّةَ عَلى بَترِ أحَدِ أعْضَائِهَا ، وَكَأنَّ مَا قَالَهُ العَالِمُ يُدينُ بِهِ لَغَيْرِ اللهِ وَحَاشَاهـُ ذَلِكَ ، وَيُصْبِحُ المُجْتَمَعُ عَاضَّاً على الصَّمتِ بِنوَاجِذِهـِ لأنَّهُ بَيْنَ أنيَابِ حَرْبَاً عَشَوائيَّةٍ بَيْنَ أروقَةٍ مَجْهولَةْ ، لِينصَدِمَ يَومَاً بِأنَّ مَنْ يَبولُ الغَرْبُ في عَقْلِهِ وَيَعيشُ مِنْ أجلِ بَطْنِهِ وَشَهْوَتِهِ والذيْ لَيْسَ إلا كَكَلْبٍ إنْ تَحْمِلْ عَليْهِ يَلْهَثُ أو تَتْركهُ يَلْهَثْ اْستَطَاعَ أنْ يَجْعَلَ أهلُ العِلْمِ والإيمَانْ ، وَالكَرَامَةِ والعِفَّةِ والطَّهَارَةِ ، أُولئِكَ الأخيَارُ الأطهَار كَمُجْرمِينَ يُنتَصَرُ مِنْهُم .!!!
أيُّ عَلِمٍ هَذا الذيْ لا يُقَامُ إلا بِإختِلاطْ ، وَأيُّ انْجَازٍ هَذا الذيْ سَيوصِمُ العَارَ عَلى جَبينِ الدَّولَةِ السُّعوديَّةِ التيْ تُحَكِّمُ شَرْعَ اللهِ سُبحَانهَ وَسُنَّةَ نَبيَّهِ وَتُعَارِضُه !!
مُحْزِنٌ أنْ تَكونَ ثَقَافَةُ هؤلاء بِأنَّ التَّقدُّمَ في العُلومِ لا يَأتي إلا باِلاخْتِلاطِ وَنَشْرِ الفَسَادْ ، وَتَحْطِيمِ قَواعِدَ الفَضِيلَةِ .!!
أَسَتَكونَ هَذهـِ ضَريبَةُ قَوْلِ الحَقِّ مِنْ العُلمَاءِ ، لِيُجْبَرَ العاَلِمَ أنْ يَسوقَ الحَقُّ على مَا يَشْتَهيهِ أهلُ البَاطِلِ مِنْ أهلِ العَلْمَنَةِ والنِّفَاقِ والنَّعَاقْ ..!
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفهَاءُ مِنَّا ، كُلنَا أمَلٌ بِعُلمَائِنَا وحُكَّامِنَا ، أُمورٌ للهَاويَةِ تَقودُنَا
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَاَنَ مِنْ خَطأ فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَانْ
عُذرَاً.. فَعُذرَاً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتم بِحفْظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|