|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-11-2009, 08:50 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 402
|
الإصلاح ..والمدّ التغريبي .
.
.. ... لايزالُ المدُّ التغريبي يحاول الانتشارفي أرجاء العالم الإسلامي والعربي أكثر وأكثر حتى يبتلع هوية الآخرين وثقافاتهم وأديانهم وعاداتهم وتقاليدهم , هذا المد الذي بدأ منذ سقوط الدولة العثمانيّة وبعد أن تورطت تركيا مع ألمانيا في حربٍ لا طائل منها وكانت النهاية سقوط الدولة العثمانيّة وخراب ألمانيا وموت الزعيم المجنون النازي هتلر بالانتحار بعد أن شُنق الرفيق الآخرالدكتاتور السفّاح الإيطالي موسوليني أحد مؤسسي الحزب الفاشي . سقطت الدولة الكبرى , وهُدّمت بعض دول الغرب على يدي الغرب , مفارقةٌ ليست عجيبة حين يعرف القاريء للتأريخ أن النزعة الاستعماريّة لدى الغرب الليبرالي تقوم على نظريّة لازالت حتى اليوم تدفع بها للأمام وهي البقاء للأقوى أو الصراع من أجل البقاء أو النشوء والإرتقاء أوالانتخاب الطبيعي وهي النظريّة التي أسست للإلحاد على يد الملحد تشارلز روبرت داروين بل قطعت جذور الإيمان بأصل الإنسان والخلق الإلهي , وجعلت إله الإنسان الطبيعة فتطوره في الطبيعة مرّ بأطوارٍ وصراعٍ يموت الضعيف ويبقى القوي حتى وصل تطوره إلى ماهو عليه الآن في شكله وهيئته ,هذه الهرطقة الإلحاديّة غذت النزعة الاستعماريّة فما دام أن القوي يبقى ويموت الضعيف فعليه لابد من أن الصراع حتميّ فما أن يموت ضعيف حتى يُخلق ضعيف ليُقضى عليه , في نفس السياق ضُربت عقيدة الخطيئة النصرانيّة من جذورها فليس هناك آدم فعل الخطيئة وليس هناك يسوع جاء ليخلص من الخطيئة النتيجة لايوجد رُسل كدانيال وداود وغيرهم ولاكتاب مقدّس وبالتالي لايوجد خالق ولا إله يخلق , فالطبيعة خلقتْ وهي لاترحم أحداً . كي يفترس القوي الضعيف عليه أن يستخدم كل الطرق المسموحة والممنوعة للوصول للهدف لأن القوي تحكمه نزعة الافتراس الحيواني فهذا الإنسان لديهم حيوان اجتماعي وبعضهم يراه حيوان سياسي ! طريقته في العيش كماهي طريقة الحيوان افتراس ونظام لايحكمه سوى سياسة الغابة لأن الغابة هي من صنع الطبيعة والطبيعة هي الخالق فقانون الغابة هو نفسه قانون المجتمع الإنساني ولو تمظهروا لنا بأن الإنسان أرقى من الحيوان , لكن عند التطبيق السياسي لاعبرة لآدميته فهو رقم أو قطعة لحمٍ مشويّة في عيون القوي , متى ماطمِع به وجاع أكله بلا رحمة أما إن كان القوي إمتلأ شِبعاً فسيأكله برحمةٍ قليلاً قليلاً كي لايتعب نفسه ولاتتعرض يداه لمكروهٍ جراء مقاومة الضعيف , هذه الطرق اللئيمة بعد أن أزيح الدين بالإلحاد قام الملحد نيقولا ميكافيللي باختراع نزع الأخلاق من السياسة فالغاية تبرر الوسيلة , فلادين ولا اخلاق ولامروءة ولاقانون إلا بأن يكون بين قويّ وقوي كمجلس الأمن الذي لابد أن يضاف عليه زيادة جملةٍ حتى يتسق مع قانونه وتعلق على جدرانه ألا وهي( مجلس الأمن للأقوياء ويمنع رحمة الضعفاء أو الشفقة عليهم) . هذا القوي الذي لايحكمه دين ولاخلق ولاشرف يحاول أن يبتلع فريسته بأنواع مختلفةٍ تارة بالفتك المباشر بالسلاح ممنوعا أم مسموحاً لاضير فهو فوق القانون الذي صنعه بيده , وتارة عبر الهجرة والتجارة وتعبيد الآخرين والوصاية عليهم , وتارة بالغزو الفكري والثقافة خصوصاً حين يولع الضعيف بتقليد القوي , أو أن يتصوّر الضعيف أن الوصول لقوة القوى تمرّ عبر نفس الأفكار التي يؤمن بها القوي ويستخدمها , فلابدحينئذٍ من السير حذو القذة بالقذة بنبذ الدين ونشر الإلحاد وعزل الأخلاق عن السياسة والاقتصاد , فلاتطور حتى يذوب الضعيف في ثقافة القوي وأفكاره دون أن يستوعب الضعيف اختلاف المكان والزمان والخصوصيّة والأفكار الفلسفية التي آمن بها القوي وسعى عبر قرون مظلمة ليرفع رأساً بحضارته العوراء العرجاء التي تقوم على نفي الآخر وقتله واستباحة دمه وعرضه وبلده بقوة الصاروخ والطائرة وبثقافة ليبرالية متوحشة يأكل بعضها بعضاً . الشيء الذي يلفت الانتباه أن الضعيف حاول تقليد القوي كثيراً في تركيا وتونس والمغرب والجزائر التي سعت لتطبيق العلمانية فما زادها إلا خسارا , وهاهي الموجة تشرّع أبوابها لتقنع الضعفاء أن الإصلاح _ المطلوب شرعاً وعقلاً _ لايمرّ أولن ينجح إلا عبر مايؤمن به القوي الذي يريد إذابته في ثقافة القوي وهي توديع الخرافة ( الدين ) وإطلاق العقل من سلطة النص , والانعتاق من قيود الإله لينطلقَ في حريةٍ فرديةٍ لايقيدها شيء _ وماهي سوى خرافة و ارتكاس في عبودية العقل والشهوة والمادة _ فسيظل يعيش الضعيف وهم الإصلاح طالما أن القوي سيطر على كل مراكز التفكير وسلب عقله ولبه فماعاد يرى الإصلاح إلا الانعتاق من المقدّس . سأعود في مقالٍ آخر للحديث عن المشاريع الإصلاحيّة في البلدان الإسلاميّة . كل الودّ والمحبةِ لكم آخر من قام بالتعديل النفس المتحررة; بتاريخ 02-11-2009 الساعة 09:02 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|