[قاهر الروس]

.
.

ذَات مَرَّةٍ زُرْتُ مُسْتَشْفى أَجْنَبي في إحْدَى الدُّولِ التيْ يُقَالُ عَنْهَا " مُتَقَدِّمَة " فَوَجَدْتُ وُجوهَاً كَثيرَهـ إنْ لَمْ تَكُنْ عَربيَّةً بِمَلامِحِهَا فَأُصلوُهَا كَذَلِكْ ، فَتَبَادَرَتْ أسْئِلَةٌ كَثيرَة في نَفْسيْ حَيَّرَتني ..!!
بَعْدَ سَنَةٍ تَقريبَاً حَضَرتُ حَفْلَ تَخْريجٍ لأحَدِ الأخْوَةِ مِن الجَاليَة العَربيَّة ، فَلمَّا هَنَّأتُه وَهُو صَديقٌ قَريبٌ لي كَقُرْب رُوحيْ مِنْ قَلبيْ وَفَارِق العُمرِ بَيْني وَ بَيْنَهُ سَنَوات عَديدَةْ قَالَ ليْ سَأسْتَشِيرُكْ :
أعْطَونيْ حَقَّ الإقَامَةِ الدَّائِمَةِ والتَّجنيسِ وو مَا رَأيُكْ ؟!!

حَقيقَةً كُنتُ أَقول هَلْ هَذهـِ الدُّول لا تَمْلِكُ عُقولاً كَعُقولِ أبْنَائِنَا رُغْمَ تَقَدُّمِهَا عَنَّا ؟!!
وَلِمَاذا عُقول أَبْنَائِنَا في بِلادِهَا سَاذِجة أَو مُتَخَلِّفة أو غَبيَّة أو مِنْ هَذا الكلام القَبيحِ الذيْ يُحمَّلونَ إيَّاهـ ؟!

اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى لَمَّا خَلََق ابن آدَمَ لَم يُمَيِّزَ هَذا عَنْ ذَاكَ بِعَقْلِهِ ، لَكِنَّ البيئَة - وَليْسَ المُجْتَمَعُ - هُو مَنْ يَصْنَعُ عَقْلَ ابنِهِ وَمَنْ يَعيشُ بِأحْضَانِهِ ، فَمَنْ يَدْفَعُ بِمَالِهِ مَثَلاً لَنْ يَجْنيَ إلا الخَسَارَة ، وَمَنْ يَصْنَع بِفِكْرِهِـ وَعَقلِهِ هُوَ مَنْ يَرْبَحُ مُسْتَقْبَلَه .

لا يَنْقُصنَا عُقولاً وَأجْسَاداً تَعْمَلْ ، لِكِنَّنَا بِحَاجَةٍ لِمَنْ يَبْنيْ بِنَايَةً بِحِكْمَةٍ وَإتْقَانْ وَقَلْبٍ يَرْعَى بِثَقَةٍ وَإتِّكَالْ بَعدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالى .

عُذْرَاً عَلى الإطَالَة والكَلامُ يَطول
الحَمْدُ للهِ عَلى كُلِّ حَال

شُكْرَاً لَكَ أخيْ الكَريم

.
.