[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

لندلف إلى موضوعنا مباشرة من غير مقدمات ، لنتحدث عن هذه المواضيع التي أضحت ظاهرة مؤسفة لا يُجنى من ورائها إلا كل خيبة أمل على مايقع فيها من حوارات عقيمة لا تهدف إلى شيء إلا الإثارة ، كما هو حال تلك المواضيع .

تصور حينما يأتي كاتب مكث على موضوعه وقتًا طويلاً ، و كلف نفسه عناء البحث و الجهد ، من أجل إخراجه بالشكل الرائع المثري الذي يرتقي بقارئه ، و يوسع مدارك المطلع عليه ، فلا تجد على صفحة ذلك الموضوع البديع إلا الغبرة ، و لا تكاد تسمع إلا طنين الذباب يهشها صاحب ذلك الموضوع عنها .


ثم يأتي آخر و يكتب في سطرين أو ثلاثة - هذا إذا جاب طلبونه كله - استفتاءً سخيفًا سامجًا عن موضوع أسخف ، فتجد الأعضاء عليه يتواردون زرافاتٍ ووحدانًا ، و الموضوع بلا ثمرة لأنه إما عن مسائل شخصية أو قضايا ذوقية لا محل فيها للنقاش نظراً لما زرعه الله في النفوس البشرية من تفاوت بينهم في قبوله أو رفضه أو شكله .

نحن أيها الكرام نمثل واجهة لمدينة أو قل لمنطقة ، أو قل للمملكة ، فلا يليق أن تتدنى عقولنا و جهودنا إلى هذا المستوى ، و لنكن أقويا بما نقدمه من علم مفيد ، أو تجربة ناجحة ، أو فائدة ناجعة ، أو خاطرة راقية ، أو بحث مُحقق ، أو خِطاب منمق ، و نلبتعد عن هذه الاستفتاءات السخيفة التي تزعجني كثيراً ، و تزعج غيري كما سمعته منهم تصريحًا ، و تجعل بيننا و بين المنتدى مفازة قد لا ترضى النفس الجادة إلا بالمزيد من البعد عنها .

إلى متى خواء العقول ، و إلى متى نظل نفرغ عقولنا على هذه الترهات ، إن عقولنا بحاجة ، و الناس بحاجة ، و نحن حينما نصد عن هذه الحاجات ، فإننا نُهدر طاقاتنا ، و نهدر أوقاتنا . و أنا و الله لا أقصد أحداً بعينه ، و لكن أدعو الجميع إلى الكف عن هذه الأساليب في تأسيسها ، و كذلك الكف عن الرد عليها ، و الحرص على الجدية بعض الشيء و السعي إلى الإفادة و الاستفادة فمواضيعك و ردودك تعكس لدى الآخرين سورة نمطية عن شخصك ، و إلم يروك أو يعرفوك .

أخوكم / عبدالله