[44الخفاش الأسود44]

تلفحني الشمس بأشعتها الحارقة ، فيعترني عطش قاتل مرهق ، يتسرب العطش إلى قرارة نفسي . أريد القضاء على هذا العطش وخنق أنفاس هذه الحرارة اللاهبة بأية طريقةٍ ممكنة
بلا تردد أيمم وجهي إلى أقرب محل تموين ، أقلب الطرف بين أرفف الثلاجة ، يستقر بصري على زجاجة (الكوكا كولا) ذات الشكل المتميز ويبدأ الصراع النفسي ، هل أشتريها وأقضي على عطشي ؟

لماذا لا أقاطع هذه السلعة الأمريكية ؟

طيب ما ضرني لو اشتريت هذه الزجاجة ؟

ريال واحد ما هو الفارق يعني ؟

أقطع خيط ترددي وأشتري هذه الزجاجة مع الأسف الشديد ، أفتحها ثم أكرعها دفعةً واحدة دون أن أسمي الله

في الليل تكركر بطني من شدة الجوع ، أركب سيارتي الأمريكية من نوع ( لومينا ) وأنطلق في شوارع مدينة الرياض ، أقلب الطرف بين محلات الوجبات السريعة ، يسيل لعابي من شدة الجوع وأنا أرى وجبات ( الماكدونالد ) ( والميجر كنتاكي )

أما ( البيتزا هت ) فالحديث عنها ذو شجون

أقطع ترددي وقد نسيت المقاطعة وصورة محمد الدرة رحمه الله ، أنحرف بسيارتي إلى محل (الميجر كنتاكي ) أدخل وأطلب وجبة ( دينر ) ما ألذ وجبة ( الميجر كينتاكي ) المليئة بالدهون والشحوم والزيوت المهدرجة ، ناهيك عن رائحتها السيئة إذا اقتربت بأنفك إلى داخل أعماق اللحم ، والذي نجحت خلطة الميجر السرية في القضاء على تلك الرائحة العفنة

حتى خلطة ( الميجر السرية ) لا أعلم محتواها ، لكنني أغلب جانب حسن الظن ( إن بعض الظن إثم )

أخرج من محل الميجر كنتاكي . وقد امتلأت بطني بلحم الدجاج المختلط بمشروب البيبسى كولا من الحجم الكبير ، أركب سيارتي الأمريكية مرةً أخرى أريد أن أحلي بالحلوى ، ولا أجد غضاضة في الوقوف بجانب ( بيت الدونات الأمريكية ) إياكم والدونات الوطنية من هرفي فطعمها سيء للغاية .

أطلب نوعين اثنين الأول مغطى بالشيكولا والثاني ببودرة السكر الأبيض الناعم ، طبعا لا بد من هضم هذه الدونات .......... ولاشك أن أفضل وسيلةٍ للهضم هي ( الكوكا كولا )

انطلقت بسيارتي إلى المنزل ، في الطريق تعلق بصري بلوحة آيس كريم ( باسكن روبنز ) وهل هناك أجمل وأفضل من تناول قطعةٍ من الآيس كريم الأمريكي بعد هذا العشاء الثقيل ؟

أعود إلى المنزل وقد امتلأت البطن بالوجبات الأمريكية السريعة ، أصعد إلى غرفتي استلقي على فراشي وهو من نوع خشب السنديان أمريكي الصنع طبعا ، أتناول هاتفي الجوال من نوع موترولا ( أمريكي ) ............. أخاطب صديقي

أقوم إلى مكتبي .......... طبعا صناعة أمريكية ، تتلاعب أصابعي بجهاز الحاسب الآلي وهو من نوع ( كومباك ) معالجه ( أنتل بينتيوم ولوحة التحكم أيضا أنتل بينتيوم ) ، أشغل المودم الأمريكي ( يو إس روبوتكس ) خارجي أمريكي ، وكله أمريكي في أمريكي

أتصفح الإنترنت موقعي ( يا هو وأمازون ) مواقع أمريكية ، طبعا نظام التشغيل ( ويندوز من شركة ميكروسفت ) الأمريكية

أكتب هذه المقالة بواسطة ( الوورد ) وهو من مجموعة ( الأوفس إنتاج ميكروسفت الأمريكية)

أستخدم الماسينجر من ميكروسفت الأمريكية

فكرت في الماكنتوش ......... أمريكي

الدواء الذي أتناوله أمريكي ولا يباع في الأسواق لخطورته ............ طبعاً لا أستطيع الاستغناء عنه ولا يصنع عربيا

أمريكا من جميع الجهات

الطائرات

شبكة الهاتف

الإنترنت

أمريكا ................................. إيه يا أمريكا

حتى فحولتنا الجنسية تدخلت أمريكا فيها عبر ( الفياجرا ) وعواجيزنا يحبون أمريكا فهي التي أعادت الأمل إلى ............................. ولا ما يحتاج

أمريكا لا تخاف من شخصي إذا سولت لي نفسي أن أقاطع بضائعها .......... بكسر الطاء

لكنني أخاف كثيراً وأضع يدي على قلبي خوفاً من أن أقاطع .......... بفتح الطاء ( من أمريكا )

عندها سوف أموت

لا غرو أننا لا نستطيع أن نبتعد عن أمريكا في الوقت الحاضر

إيقاع العصر سريع للغاية ، كسرعة وجبات ( المايجر كنتاكي والبيتزا هت والماكدونالد والكوكا كولا والهمبرغر والدونات )

عقولنا فارغة في الوقت الحاضر ، أشد فراغاً من زجاجات الكوكا كولا الفارغة ، وحدقتا أعيننا مفتوحة مثل فتحات فطائر الدونات ، وعقولنا هلامية مثل آيس كريم باسكن روبنز

وإلى أن يتغير وضعنا إلى الأحسن ، تبقى وجبات ( العم سام ...... للغاية ) من تراثنا الشعبي الأصيل

ملاحظة تمت إضافة هذه الصورة ( شعاري الخاص ) عبر برنامج ( الفرونت بيج ) طبعاً (القناصة هذه أمريكية ) حصلت عليها من موقع ( ياهووووووووووووووووو)

قاتل الله أمريكا ................ قاتل الله إسرائيل ................... قاتل الله الجهل والتخلف وقاتل الله من ساهم في جهلنا وتخلفنا ............. قاتل الله الخونة من أبناء جلدتنا .