[بندر 1430]

رأيت في أعالي الجبال حيث الثلج يغطي نصف الأجساد وتحت كتلة ثلجية زهرة ترقد بسلام تنتظر حلول الربيع الدافئ لتغذّي الكائنات من رحيقها حتى تكتمل دائرة الحياة كما خلقها الله تعالى ولتعطي المكان أشكالاً وألواناً بديعة تسرّ الناظرين.

الزهرة بطبيعتها رقيقة لكنها قويّة التحمّل لتقلّبات الأجواء..حتى أن علماء الآثار وجدوا بقايا زهور من أزمنة ماضية جداً..إلا أن نتائج الدراسات على تلك الزهور أوضحت بأنها كانت نقيّة وخالية من تدخلات الإنسان.

إن وضع الإنسان يديه على بعض المخلوقات بكل الوسائل الحيوية و غير الحيوية لكي يعدّل من سلوكها وصفاتها قد يكون مفيداً في بعض الأحيان..إلا أن الزيادة في التدخّل ينتج عنه آثاراً وخيمة..ولأن الزهور كائنات رقيقة تستحق معاملتها كما خلقها الله عز وجل..لذلك قد نخسر يوماً وجودها ككائنات جمّلت الأرض بأشكالها وألوانها ورائحتها الجميلة إن نحن قتلنا ما بها من صفات مميّزة.

المرأة..بصفتها الرقيقة كالزهرة..كما وصفها الكثير من الأدباء والمفكّرون..لا تستطيع تحمّل ما قد يحصل ضدها من تدخّلات في شؤونها الخاصة..فكثير من الناس..وبالأخص نحن معشر الرجال..نمارس ضدّها الكثير من سياسات الضغط لدرجة الإنهاك مما قد يجعلها تفقد مع تلك الضغوط خصائصها الجميلة كأنثى!

المرأة حين تمنح حقها الكامل في الحياة والتمتّع بما أحلّه الله لها بدون تعقيد أو تشويش من ناقصي الفكر والثقافة بحقوقها فإنها ستبقى أنثى كما تريد هي وكما نريدها نحن! وإن لم يتحقق لها ما يكمّل أنوثتها فإن مصيرها سيكون كمصير تلك الزهور التي نعاملها كباقة تجمّل المكان ليوم أو يومين ثم تموت.

وللجميع منّي باقة من الأمنيات!