[الــنــهــيــم]

من أقبح الأمور التي تمر علي ، هي تلك التي تأتي من بعض أصحاب القلوب الطيبة ولكنها تحتاج إلى كثير من الوعي والتنوير ، ذلك بعض أهل القلوب الطيبة لا يؤمنون بشيء يدعى اختلاف الآراء ، ولا تعدد المفاهيم ، ولا تباين التحليلات العقلية بين البشر ، فإذا ما أتى عالمٌ ما وأصدر فتاوى يدين الله بها ولكن صاحبنا طيب القلب لا يؤمن بها ولم يقتنع بتفاصليها ، وأشعرهُ إبليس الخبيث أن الشيخ أراد به الباطل ، تجده لا يفتر يشتم هذا العالم ، ويدعو عليه وينعته بأقبح الألفاظ وأشنع العبارات ، لماذا ؟ لأنه يظن أن هذا العالم ضال مضل ، بل وباب فساد كبير للأمة ، ولا يعلم هذا الرجل الطيب هداه الله أن باب العلم واسع ، وأن الاختلاف بين العقول كبير ، وهل شققت عن قلب الشيخ حينما تنتعه وتدعو عليه بأشنع الأدعية ؟ هل شققت عن قلبه ووجدت فيه خبثا وشرا يريد من ورائه هدم أركان الأمة ؟! أسألك بالله هل شققت عن قلبه ؟ لا والذي خلق الأنام لا يعرف ما فيه قلبه إلا الله ، ولن يحاسبه إلا الله ، ولو سألت هذا الرجل الطيب الذي يشتم ويسب المشايخ الذين أفنوا حياتهم عاكفين ركبهم عند العلماء وبين دفات الكتب ، قل له عُد لي خمساً من أركان الإيمان ما عد والله لك واحدة ، والله المستعان .

حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنك والله ارتقيت مرتقا صعباً ، ودع الناس لخالقهم ، ووالله لن يضيع حرف واحد كتبته في عرض هؤلاء العلماء ، والسلام .

وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) .

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .