زَوْبَعَةُ الأيَّامُ في صِنَاعَةِ الأقْلامْ |!!
.
.
زَوْبَعَةُ الأيَّامُ في صِنَاعَةِ الأقْلامْ
!| تَمْتَمَاتُ تَائِبٌ !|
قَدْ تَضِيعُ أَرْوَاحٌ بَيْنَ زَوْبَعَةِ الأيَّامْ ، وَتَفيضُ أَقْلامٌ وَتَتَفَجَّرُ في المَيْدَانْ ، وَتَكُونُ كَمدَافِعٍ أُطْلِقَتْ عَشْوَائِيَّةٍ دُونَ تَرْكيِزٍ وَاهْتمَامْ ، فَقَطْ مُجَرَّدُ تَنْفِيِسُ هَمٍّ وَتَفْرِيغٌ للحُروفِ في حِيِن أنَّ المَرءَ يَكْتُبَ وَهُو لَمْ يَزَلْ عَلى قَاعِدَةٍ تَهُزُّهَا رِيَاحُ العَواصِفِ مِنْ حَوْلِهِ ، فَيَتَخَبَّطُ بِهِ قَلَمُهُ دُونَ شُعورٍ وَارْتِكَازْ .!!
كُلُّ كَاتِبٍ وَ مُفَكِّرٍ وَعَاميٌّ تَتَلاقَفَهُ أمْوَاجُ الفِتَنِ يَمْنَةً وَيَسْرَة ، وَقَدْ تَضِيِعُ بِهِم الاتِّجَاهَاتُ وَمَعَالِمِ الحَيَاة ، شَمَّروا عَنْ سَوَاعِدِهم فِيْ مَيْدَانِ جِهَادِ الحُروفِ دَافِعينَ بِذَلِكَ الشَّرْ عَنْ دِينِهم وَأوطَانِهمْ ، وَ كُلٌّ مِنْهم عَلى ثَغْرٍ فَكَمْ مِنْ أقلامٍ تَدْفَعُ بِحُروفِهَا الشَّوَائِبُ وَأُخرَى تَحْصِدُ الخَيْرَ وَتُفْسِدْ في سِبيلِ الدِّفَاعِ عَنْهِم مِنْ حَيْثُ لا تَدْري ولا تَشْعُرْ ..!!
إِنَّ الأقْلامَ بِحَاجَةٍ لِثَوابِتٍ مِنْ عِلْمٍ وَأخْلاقٍ وَتَربيَةٍ وَمُروءَةٍ لِتَدْفَع بِذَلِكَ الجَهْلَ عَنْ النَّاس بِمَا يُحَطِّمُ حَواجِزَ الوَهْمِ وَالهَوى وَظلالِ الطَّريق ، فِي ظِلِّ التَّنبُّهِ لأنَّ قَومٌ دُخَلاءِ يُدْخِلُونَ أنْفُسَهم تَحْتَ الجَهْلِ بِأُمورِ الدِّينِ لِيُثيروا الشُّبهَاتَ وَيُزَعْزِعوا المَبَادِئَ وَهؤلاءَ مَنْ لا تَطْلُبُهم رَحَمةٌ ولا رَأفَة في الرَّد عَليْهِم .
حَتَّى الطِّفْلَ الصَّغير مَا أنْ تَضَعَ عِنْدَهـُ قَلمَاً سُرعَانَ مَا يُمْسِكُ بِهِ حَتى وَلوْ عَلى جِدَارٍ بِجَانِبِهِ يَكْتِبُ عَليْهِ ، و لَيْسَتِ العِبْرَةُ بِالكِتَابَةِ إنَّمَا بِثَمنِهَا وَثَمَنْ مَا بِهَا ، وَالسَّعيدُ مَنْ رَأى حُروفَهُ تُحَاجُّ عَنْهُ يَومَ القِيَامَة ..!
وَلَمْ يَكُنْ الدِّفَاعُ بِالأقْلامِ أَقَلُّ جَهْدَاً مِنْ الدِّفَاعِ بِالمَالِ والنَّفْس ، لأنَّ الحَرْبَ إعْلامِيَّةٌ فِكْريَةٌ بَعْدَمَا كَاَنْت حَْربَاً عَلى أَرْضِ الوَاقِعْ ..!!
رَعْدٌ يَهُزُّ الجِبَالْ ، وَبَرْقٌ يَخْطفُ الأبْصَارْ ، وَأُمورٌ تَتَخَطَّى الحُلْمُ والخَيَالْ ، إِنْ لَمْ يَغْزوا دِيَارَنَا فَقَدْ غَزَا عُقولَنَا الإحْتِلالْ !!
فلسْطِينُ شَرَّدَهَا تَفْجيرٌ وَدِمَاءٌ وَنَهْشُ ذِئَابٍ جَائِعَة ، تَمُدُّ يَدَهَا الجَريحَة لِتَبْحَثَ عَمَّا يَسْتُرُ عَوْرَتَهَا ، وَجِلْبَابٌ تَحْفَظُ بِهَا كَرَامَةَ وَجْهٍ عَبَثَ بِهِ أَعْدَائُهَا مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ تَاهَتْ صَرَخَاتُهَا ..!
وَفِيْ الأفْغَانِ قَدْ هَبَّ إِلَيْهَا أَهلُهَا مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَذُودونَ عَنْهَا ، شَمْسٌ تُوَاريْ عَنْهُم ضِيَائُهَا ، وَلَيْلٌ طَويلٌ يُخْفيَ شَيءٌ تَحْتَ سِتَارِ ظَلامِهِ ، وَقَمَرٌ قَدْ تَوَارَى خَلْفَ سُحِبٍ مُتَرَاكِمَةٍ كَأنَّ حَالَنَا قَدْ أَخْجَلَهُ وَآلَمَهُ عَوِيلُ نِسَاءٍ وَصَرَخَاتٌ أَطْفَالٍ وَرِجَالٌ تَرَكوا أثْمَنَ مَا يَمْلِكُوهـُ لِيَرْفَعُوا أَرْكَانَ دِينِهم وَأرْضِهم عَلى رُؤسِهم ..!!
وَمَا أنْ تَنَامُ العُيونُ وَتُلَمْلِمُ أرَاضيْ المُسْلِمينَ شَتَاتُهَا حَتَّى دَوَّى صُرَاخٌ شَقَّ بِقُوَّتِهِ لَيلٌ سَاكِنٌ أَخْمَدَ بِظَلامِهِ الأرْجَاءَ ..!!
شِيشَانُ يَا صَاحِبيْ أتَعَلْمُ مَا بِهَا ؟!!
لا نَدْريْ وَكَأنَّ العَقْلَ فيِنَا قدْ غَفى ..!!
بَرْكَةٌ مِنْ دِمَاءٍ .. وَتَاريخُ أُمَّةٍ يُنْتَهَكُ بِجَبَروتٍ واسْتِعْلاءْ ..!!
صَمْتٌ وَجُبْنٌ وَعُيونٍ شَاخِصَةٌ مُتَابِعةٌ بِلا إِحْسَاسٍ ولا عِزَّ قَوْمٍ يُرَى !!
إنَّا إلىَ اللهِ رَاجِعُونَ وَإِلَيْهِ المُشْتَكَى ..!!
** ** **
كُنتُ أحْمِلُ إليْهَا كُلُّ حَرفٍ أكْتبهُ وَأجُمِّعهُ ، وَ رَسْمَةٍ عَلى صَفَحَاتِ دَفتَريْ أعبَثُ بِهَا فَتبْتَسِمُ وَتُقَبِّلُ خَديْ وَكأنَّهَا تَضَعُ بَينَ يَديْهَا قَلبيْ..!
لَمْ تَغْفُ يَومَاً عَيْنُهَاَ عَنيْ ، صَدَى صَوتُهَا يُنَاديِنيْ كَهَمْسٍ خَافِتٍ في أُذنيْ ، كَأنَّ حَيَاتيْ رُسِمَتْ دَاخِلَ فَضَاءِ قَلبِهَا ، بِأرْحَامِ جَنَّتِّهَا حَضَنَتْ حَيَاةً أَعيشُ بِهَا .. دَاخِلَهُ كَنْزٌ مِنْ حُبٍّ وَتَرْبِيَة ، وَسَمْتَاً حَسَنَاً يُزَيِّنُ حَيَاتَهَا .!!
اعْتَدْتُ عَلى جَمْعِ بَعْثَرَاتٍ مِنْ حُروفيْ وَ عَلى جِدَارِ غُرْفَتيْ أُعَلِّقُهَا ، فَدَخَلتْ ذَاتَ مَرَّةٍ تَتَمَعَّنُ بِكُلَّ مَا كَتَبْتُهُ وَمَتَّعَتْ بِهِ نَاظِريْهَا ثُمَّ قَالت :
حُروفُكَ مَرْكَبٌ لَكَ لا تَضَعْهَا سِوى بِشَاطِئٍ تَأْمَنُ بِهِ نَفْسَكَ ، وَ حَلِّقْ بَعيدَاً إِنْ تَاهَتْ بِكَ خُطْوَتُك ، وَقُلْ حِينَمَا تَرْفَعُ بَصَرَكَ إلى السَّمَاءِ لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنْيْ كُنتُ مِنْ الظَّالِمين ..!!
الحُبُّ في حَيَاتيَ حِذَاءٌ انْتَعَلْتُهُ وَتَمَزَّقْ
والحَرْفُ في قَلْبيْ هَذيَانُ رُوحٍ لِمَنْ أُحِبُّ
وَكلُمَّا لَمْحتُ عَيْنَاكَ قُلَتَ لِقَلْبيْ تَرَفَّقْ
يَا رَقيقَ القَلْبِ حُبٌُّكَ طَيِّبٌ سَائِغُ المَشْرَبْ
وَعِطْرٌ فَائِحٌ إيهـٍ قَلْبيْ مِنْهُ يَخْفَقْ ...!!
؛| سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ |؛
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ
كَانَ هُنَا
أَبو سُلَيْمَان
العَ ـْين 2/ 10
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 19-11-2009 الساعة 03:43 AM.
|