[شهآمة خطاب]

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل المستشار الإجتماعي / عبدالعزيز بن علي السويد

الـــســـؤال

تعرضت لموقف مع موظف (سكرتير مدير إدارة)، وأنا رئيس قسم، حيث إن هذا السكرتير قام بسبي وشتمي بألفاظ سيئة جدًّا في العمل، وأمام مجموعة من الموظفين، وأنا أمر بجواره كانت ردة فعلي أني دفعت يده التي تؤشر علي، ولم أرد عليه ومشيت، وأخذ هو برفع الصوت وزيادة السب، فهذا الموقف أثر فيّ جدا، وذهبت إلى المدير لأشكو هذا الموظف، ولكن المدير حاول أن يصلح الوضع دون أن يتخذ حياله موقفاً حازماً.. أنا الآن دائما أفكر في هذا الموقف، وألاحظ أي موظف ينظر لي يتذكر ذلك الموقف وأشعر بالضعف، على العموم هذا الشخص يوميا أوقع لديه الحضور والانصراف؛ لأن لديه دفتر التوقيع، ويوميا أقابله، فما الحل؟ وكيف أصلح نظرة الزملاء عني وأقويها؟ وكيف أصلح الموقف مع المدير الذي اشتكيت لديه؟

الــجـــواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

إن كان الأمر كما ذكرت في رسالتك، فأنا أولاً أهنئك على قلبك الطيب وأبشرك؛ فإنك تملك أخلاقا رائعة لا تحب إلا الخير وتبتعد عن المشكلات والإساءة إلى الآخرين، وتأمل قول الله عز وجل: "وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عِظِيمٍ" وقوله: "وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ". وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسن الناس خلقاً"، متفقٌ عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً...".

دعني أعود إلى سؤالك، عندما ذكرت شتم الموظف لك، لم تذكر السبب الذي دفعه لذلك، هل سألت نفسك ما الدافع الذي يجعل زميلي في العمل أن يتهيج بهذا الشكل، ثم يقوم بشتمي بألفاظ سيئة؟! أنا متأكد تماما أنك تعلم أن كل ردة فعل لها فعل أو سبب، عموماً لا ينبغي أبداً إذا أردت أن تحل أي مشكلة شخصية أن تحللها تحليلاً كاملا كما تفعل في المشكلات الأخرى، لأن المشكلات الشخصية بين الأفراد أو الزوجين، ينبغي أن يقدم فيها مبدأ التغافل والتجاهل، والتناسي لكل مسببات المشكلة؛ حتى لا يضطر الفرد للاعتذار عن كل نقطة، وبالتالي لن تصل إلى نقطة الاتفاق أبداً، لذلك أنصحك أن تنتهج طريقة تعامل مختلفة مع ذلك الموظف والزملاء الآخرين وفق التالي: ابتسم دائماً، وتذكر أن (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، فزملاؤك سيقدِّرون الابتسامة الصادقة، وراقب شعورك عندما ترى الشخص المبتسم، وما يزرعه في نفسك من شعور رائع بالسعادة والارتياح.

الهدية مهما كانت قيمتها، لها وقع جميل في إذابة ما في النفوس من غل وكراهية. تعرف على اهتمامات الآخرين، وحاول أن تنشئ حديثك معهم من خلال تلك الاهتمامات، فحتما ستساهم في التفاعل الإيجابي بينك وبينهم.


حاول أن تكون قدوة في أدائك في العمل.

عوِّد نفسك على أن تتريث في ردة فعلك، لأن (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

لا تدع شعورك الداخلي يسيطر على تصرفاتك، فقد ذكرت أنك تشعر بالضعف لإحساسك بنظر الآخرين لك بشكل يسيء إليك، وأنا أكاد أجزم أن الزملاء أو جلهم نسو أو تناسوا الموقف، ولكن شعورك هو الذي بقي!!.

ختاما.. "وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ".

لاتنسوني من دعواتكم
أخوكم ( أســــد الأمـــــة )