[بندر 1430]

لست أدري .. بأي كلمة أبدأ .. في مثل هذه الأيام الكل يصافح بتهنئة .. لكني أجد نفسي مضطراً لأن أصافح بكلمات لم أستطع إبقائها أسيرة في داخلي من شدة الضيق والألم ..

في ليلة العيد .. تتجدّد مآسي وتتعاظم ذكريات حزينة لفراق أحبة .. لن تكون تلك الليلة ليلة فرح وبهجة كما هو معتاد عند أغلب الناس .. في تلك الليلة تنزف جروح غائرة .. في تلك الليلة تغمض عيون .. وتذرف دموع .. في تلك الليلة تطغى أحزان على أفراح ..

في تلك الليلة تبتسم السماء .. النجوم .. الغيوم .. الأنهار .. البحار .. الأشجار .. الأزهار وكل شيء يبتسم بهجة وسرورا .. إلا بعض القلوب ..

تتجدّد ذكرى حزينة في تلك الليلة في أناس شاء الله ألا يكونوا معنا .. وشاء الله أن يكون هنالك أناس محرومون من السعادة .. حتى وإن تظاهروا بها ..

ومن تلك الليلة ومن شعور يخالجني أتعلّم أشياء كثيرة .. أتعلّم ألا أفرط في الفرح مادام الناس يتقاسمون معي مساحة من هذا الكون .. أتعلّم أن أفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم ..أتعلّم بأني لا أملك نبض قلبي .. وأتعلّم بأن إحساسي ليس ملك لي .. بل للناس .. لهم ومعهم ..

في تلك الليلة أدرك بأن أنفاس الطفل اليتيم ما هي إلا زفرات تلهب جوارحه .. وفي تلك الليلة أوقن بأن ثوب العيد لذلك الطفل ماهو إلا غطاء يستر به جسده الهزيل الحزين لكي لا يفسد على بعض القاسية قلوبهم عيدهم ..

أخيراً .. في تلك الليلة أتعلّم بأن إبتسامة اليتيم هي عيد بحد ذاتها ..

لكم مودتي..