بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » يامن تتعاطفون مع الطاغية صدام إقرأو كيف تعذب النساء في عصره

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 08-02-2004, 02:59 PM   #1
ابن عساكر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
يامن تتعاطفون مع الطاغية صدام إقرأو كيف تعذب النساء في عصره

السبت 16 ذو الحجة 1424هـ الموافق 7 فبراير 2004 العدد (1226) السنة الرابعة
(جريدة الوطن)
معاناة النساء تحت نظام صدام

روبرت فيسك
وجوه النساء كلها مغطاة بالحجاب الإسلامي. وجميعهن تقريباً شابات. وجميعهن من الشيعة العراقيين. مصيرهن الفظيع ـ التعذيب الوحشي الذي تعرضن له وطريقة الإعدام الفظيعة المتعمدة ـ يجب أن يوضع على لائحة الأعمال البربرية التي قد يحاكم من أجلها صدام حسين، مع أنهن جميعهن تقريباً تعرضن للقتل عندما كانت الولايات المتحدة تدعم نظام صدام، والآن فقط قام مركز التوثيق للشهيدات في الحركة الإسلامية بتقديم تاريخ موثق لمعاناة هؤلاء النساء بعد أن تم تشكيله حديثاً.
كانت النساء يجبرن على مشاهدة أزواجهن يشنقون قبل أن يوضعن في الكرسي الكهربائي، وكن يتعرضن للحرق بالأسيد، ويربطن عاريات بالمراوح السقفية، ويتعرضن للاعتداء الجنسي. وفي عدد من الحالات كانت النساء يتعرضن للتسمم أو يستخدمن مثل فئران التجارب لاختبار مواد كيماوية في مصنع قرب سامراء يعتقد أنه كان يصنع أسلحة كيماوية.
أسماؤهن ـ وأسماء جلاديهن ومعذبيهن ـ معروفة الآن أخيراً.
أحد الرجال ـ واسمه أبو وداد ـ كان يفاخر في وقت ما بأنه شنق 70 سجينة في ليلة واحدة في سجن أبو غريب خارج بغداد. وفي كثير من الحالات، كانت جريمة المرأة الوحيدة التي توصلها إلى حبل المشنقة أنها شقيقة أو زوجة أو ابنة لأحد المطلوبين الذين كان معظمهم من حزب الدعوة المحظور الذي كان أعضاؤه يتعرضون للتعذيب والقتل بشكل روتيني من قبل الحكومة البعثية. الباب أو المدخل النموذجي في تقرير "ذكريات سجينة : صفحات حمراء من تاريخ منسي" ـ الذي جمعه علي العراقي في مدينة قم الإيرانية ـ مكتوب فيه ما يلي:" سميرة عوضة المنصوري (أم إيمان) ، تاريخ الميلاد 1951، البصرة، مدرسة في مدرسة حارثة المتوسطة... زوجة الشهيد عبدالأمير، أحد كوادر الجناح العسكري في الحركة الإسلامية... عضوة في حزب الدعوة... الذين قاموا بتعذيبها: الرائد مهدي الدليمي الذي كان يمارس التعذيب وهو سكران، الملازم حسين التكريتي، الذي كان مختصاً بكسر أضلاع القفص الصدري لضحاياه بأن يدوس عليها... الملازم إبراهيم اللامي الذي كان يضرب ضحاياه على أقدامهم... أم إيمان تعرضت للضرب... وعلقت من شعرها في مروحة سقفية وتعرضت للتعذيب بالكهرباء... بعد أن أمضت شهرين في زنزانة في أحد سجون البصرة دون أن تعترف، اقترح الدليمي إعدامها بتهمة حيازة سلاح بدون ترخيص والانتساب إلى حزب الدعوة".
في الحقيقة، تم تحويل أم إيمان إلى فرع الأمن العام في بغداد، حيث تعرضت للتعذيب أكثر لمدة 11 شهراً. وفي النهاية تمت محاكمتها أمام محكمة الأمن العسكري الثورية التي حكمت عليها بالإعدام شنقاً. وقضت ستة أشهر في سجن الرشيد غرب بغداد إلى أن تم نقلها إلى سجن أبو غريب وأعدمت على يد أبو وداد.
هناك روايات كثيرة عن نساء وأطفال تعرضوا للتعذيب أمام الأزواج والآباء. في عام 1982 مثلاً أحضر ملازم اسمه كريم في البصرة زوجة أحد رجال المعارضة إلى السجن وجردها من ثيابها وعذبها أمام زوجها ثم هدد بقتل الابن الرضيع. وعندما رفض الأب والأم الاعتراف قام رجل الأمن "بإلقاء الطفل على الحائط وقتله".
أحلام العياشي اعتقلت عام 1982 وكانت في العشرين من عمرها لأنها كانت متزوجة من عماد الكيراوي، أحد أعضاء حزب الدعوة البارزين. وعندما رفض إعطاء معلومات للمخابرات، قام اثنان مختصان في التعذيب هما فاضل حميد الزركاني وفيصل الهلالي بمهاجمة أحلام أمام زوجها السجين وطفلتها، وقاما بتعذيبها حتى الموت. وتم دفن جثتها في الصحراء خارج البصرة ولا يعرف أين بالضبط. وأعدم ثلاثة من إخوان أحلام مع زوجها، كما قتل أحد إخوتها في الانتفاضة التي تلت حرب تحرير الكويت عام 1991. لكن ابنتها عُلا التي شهدت تعذيب والدتها، تم نقلها إلى إيران حيث تزوجت وتستعد الآن لدخول الجامعة.
معظم القصص مأساوية إلى حد بعيد. عواطف نور الحمداني التي كانت تبلغ 21 سنة من العمر مثلاً خانها زوجها الذي اعترف تحت التعذيب أن زوجته وزملاء آخرين كانوا يهربون السلاح. كانت عواطف حاملاً لكن الرائد عامر الذي قام بتعذيبها ضربها بكرسي معدني وبعد ذلك اعتدى عليها جنسياً. وخلال محاكمتها اقترح القاضي مسلم الجبوري " أن يتم إيجاد مشنقة صغيرة لابنتها الرضيعة لأنها رضعت من حليب أمها المليء بالكراهية".
واقتيدت عواطف ليتم إعدامها أول مرة مع امرأتين أخريين وأجبرن على مشاهدة إعدام 150 رجلاً، وكان أحدهم زوجها، وبعد ذلك تمت إعادتها إلى زنزانتها وتم إعدامها فيما بعد على كرسي كهربائي. وأعدم الكثيرون من السجناء أيضاً على نفس الكرسي في أبو غريب، بما في ذلك امرأتان هما فضيلة الحداد في 1982 ورضا العويناتي 1983.
كانت ميسون الأسدي في الثامنة عشرة من عمرها وطالبة في الجامعة عندما تم توقيفها بتهمة الانتماء إلى منظمة إسلامية. خلال التحقيق معها، علقت من شعرها وضربت على قدميها ثم حكم عليها بالإعدام شنقاً على يد القاضي عوض محمد أمين البندر. وكانت أمنيتها الأخيرة أن تودع خطيبها، وتمت تلبية تلك الرغبة وتزوج الاثنان في السجن. ولكن عندما كانت تودع زميلاتها في السجن ألقت كلمة هاجمت فيها القيادة العراقية فقرر حاكم السجن أن يقتلها ببطء. وبالفعل تم تقييدها إلى كرسي السجن الكهربائي واستمرت عملية إعدامها ساعتين حتى ماتت.
سلوى البحريني ـ وهي أم لطفل صغير ـ قبض عليها وهي توزع السلاح على المقاتلين الإسلاميين عام 1980. وقدم إليها لبن مسموم خلال التحقيق على يد الدكتور فهد الدنوك الذي كان يجري تجارب على السموم التي يمكن استخدامها ضد الجيش الإيراني. وقد استخدم مئات من المقاتلين في الحركة الإسلامية العراقية كفئران تجارب في تجارب على مواد كيماوية سامة في سلمان باك جنوب بغداد. وماتت سلوى في منزلها بعد 45 يوماً من إجبارها على تناول اللبن المسموم.
فاطمة الحسيني، ذات العشرين عاماً اتهمت بإخفاء أسلحة لحزب الدعوة وأوقفت في بغداد عام 1982 وضربت بأسلاك بلاستيكية غليظة وعلقت من يديها في السقف بعد ربطها خلف ظهرها وعذبت بالكهرباء والأسيد، وعندما رفضت الإدلاء بمعلومات تم إعدامها شنقاً في أبو غريب في 1982 ودفنتها أسرتها في النجف.
التقرير الذي يقع في 550 صفحة ليس عملاً أدبياً، ولكنه يروي معاناة أعداد كبيرة من النساء في ظل نظام صدام. ويكرر التقرير في عدد من الأماكن أن المواد الكيماوية المستخدمة ضد السجينات تم شراؤها من دول غربية. والكتاب يحوي تفاصيل دامغة. أسماء 50 امرأة على الأقل مع أسماء الذين قاموا بتعذيبهن، ونشاطات "وحش أبو غريب" أبو وداد التي أكدها عدد من السجناء الذين بقوا على قيد الحياة. كان ينفذ أحكام الإعدام بين الساعة الثامنة مساء والرابعة صباحاً، وكان يضرب المحكوم عليهم بالإعدام بفأس صغيرة على أقفية رؤوسهم إذا امتدحوا أحد الأئمة قبل إعدامهم. وفي النهاية، قبض على أبو وداد ـ الذي يبلغ 41 عاماً ـ بعد أن قبض رشوة ليقوم بإعدام رجل عفي عنه بدلاً عن رجل محكوم بالإعدام. أعدم أبو وداد على مشنقته نفسها عام 1985.

* كاتب بريطاني
خدمة الإندبندنت (خاص"الوطن")
ابن عساكر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)