|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-12-2009, 05:06 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ،
المشاركات: 4,970
|
سهرة مع القمر .. في منتصف الشهر ! [ سهرة مدعومة بالصور ] !
[ سهرة مع القمر .. في منتصف الشهر ] !
منذ وأن صلينا المغرب والعشاء جمعاً مقدما، كـانت في انتظارنا وجبه الغداء المجموعة جمعاً مؤخراً مع وجبة العشاء، وكما هي العادة في الرحلات البرية، حيث لا تتكرر وجبتين دسمتين في اليوم الواحد، بل في الغالب وجبة دسمة واحدة فقط، إضافة إلى وجبة الفطور التي لا تلبث إلا أن تحرقها المعدة بعد نهار مليء بالحركة والاحتطاب والتنقل من مكان إلى آخر .. الحمد لله .. جعلها الله نعمة دائمة، أكرمكم الله يا شباب .. ! هكذا قام الأول من العشاء، وتبعه البعض إلى النار العامرة التي أشعلت من حطب الغضا [ الطازج ] !، أما البعض الآخر جعل يبحث عن فصاً للثوم قد دفنه الطباخ في الرز، وحفزهم بأن أكثركم يأكل، سيعثر عليه، حيث أن الغالب في هذه الصحبة يعشقون شيئاً يدعى [ ثوم ]، أما أنا فأكون الضحية جراء هذه الروائح المزعجة التي تخرج مع أنفاسهم وحكاويهم ! استدرنا على تلك النار، التي تلوّح بلهبها يميناً وشمالاً، وكأنها لسان ثعبان حامية لصغارها، تهدد من يقترب إليها بلسانها الذي يرعب الجميع، تماماً هي نارنا تلك التي أشعلناها وسط ذاك البرد القارص في ذاك اليوم السابق لدخول مربعانية الشتاء بيومين ! لم تكُن جعبات أصحابنا خالية من الحكاوي والطرافة، لكنها لا يوجد طاقة تحركها لتخرج من أفواههم وتملأ الجلسة ابتسامة ومرح، فالطاقة كل الطاقة قد تبخرت في هذا اليوم المليء باللعب والضحك والسخرية والعمل، والتنقل من مكان لآخر! تصبحون على خير .. قالها الأول وتبعه الآخر .. ثم فترة يسيرة وقام الثالث، حتى قال سادسهم تصبح على خير يا أبو فارس ! فما كان مني إلا أن قلت تصبحين على خير يا أيها النار ! قمت إلى فراشي، بعدما بدأت أصوات الشخير تملأ أرجاء المكان، استلقيت .. قرأت أذكاري، فكرت، جائتني فكرة مشاريع، فقمت للتخطيط لها، ثم إنشائها، ثم بدء العمل بها، حتى تقاعد العاملون فيها.. والنوم حتى الآن بعيداً عني ! فكرت ملياً.. حتى جاء وحي من داخلي يقطع هذا التفكير، بأن فرّغ الذهن للنوم!، غيرت وضعيتي من جانب لآخر، ولكن هيهات، فقد أخذت غفوة بعد الظهر ولم يستطع الصحب إيقاظي إلا قرابة المغرب !، يآآآه .. تباً لثقل النوم والعجلة ! قمت من فراشي، ولكن إلى أين ؟!فأمامي وقت طوييييل جداً، حيث كانت الساعة حينها في تمام التاسعة مساءً ! جعلت أنظر إلى الجمر وأتأمل .. يا الله ! هذه النار جزء من سبعين جزء من حرارة نار جهنّم! - وقاني الله وإياكم النار ووالدينا – اقتربت بيدي منها فكادت أن تذوب من حرارة الجمر ... قطع تفكيري نورٌ يضيء على ضلع نفودٍ أمامي، فتعجبت من الذي أتى إلى هذه المنطقة التي في وسط [ النفود الكبير ]، وفي هذه الليلة الساكنة ! تحرك النور، فاقترب مني قليلاً.. ! اقترب أكثر.. فالتفت إلى الخلف أنظر من الذي أتى فلم يكن لمصدر الضوء أي أثر ولا أي صوت، فالسكون يملاً المكان، إلا أن صوت الشخير والتمتمات التي تأتي من وقت لآخر قد غطت السكون نسبياً، ولكنها لا تغطي صوت المحركات والسيارات، ولكن لا صوت يسمع ! التفت أرتقب النور فإذا هو قد أضاء مكاننا وما حولنا مظلم، رفعت رأسي فإذا هو القمر المكتمل في منتصف هذا الشهر، قد انسدل من بين السحاب التي غطّت الشمس طيلة هذا اليوم، وكأنه يقول لي أهلاً بك، ويستأذنني بأن يكون ضيف عندي هذه الليلة ! بك حيهلاً أيها القمر، فلا أنيس لي في هذا الظلام الحالك، والبرد القارص، والصمت الذي يملأ الأرجاء، والليل الطويل الممل .. غيرك أيها الجميل ! قليلاً من الوقت.. وتفترق السحب، ويضيء القمر كل المكان ! يا لَطيبكَ ووفائك أيها القمر ! وبعد ! أحبتي,, أنتم القمر في هذه الليلة، وأنتم أفضل جلسائي، فمن الموافقات الجميلة في هذه الليلة، أنني قد اصطحبت معي جهازي المحمول، فسأهذي بالكلام إليكم ولن أقف إلا حين يتبين لي الخط الأبيض من الخط الأسود من الفجر، حينها يستيقظ المشاخرون، وتوشكون على الغروب، ليملأ المكان شعاع الشمس الذي يطغى على ضوئكم الهادئ الجميل ! تابعوني .. فسأحكي كل حكاية برد، وجميع هذه الحكاوي والمقدمة، قد كتبتها في تلك الليلة، واستمتعت بكم كثيراً مع أنّكم جعلتموني أتكلم لوحدي، لكن عوضوا صمتكم بمشاركاتكم والردود ! * طبعاً الصور جميعها تم التقاطها عبر الجوال، فلا يؤاخذني المصورون على ردائتها ! متابعة طيّبة أتمناها لكم .. عمر بن حمد ..
__________________
من التقاطاتي التي أفتخر بها لمدينة بريدة .. |
الإشارات المرجعية |
|
|