|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-12-2009, 12:48 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
ما جاءَ (جوجل) إلا بعد انفجار الأسوار !
بسم الله الرحمن الرحيم قال كاتِبٌ مخاطبًا دُنيا الكتَّاب ساعةَ نشوة: «الآن محرك البحث قوقل يحمل كماً هائلا من البيانات أتخافون أن تزيدوا من بياناته لينفجر !! دعوه ينفجر من الإبداع والرقي والتميز دعوا من يتصفح يستمتع بالتنقل بين الأقلام وكأنه نحلة بين الزهور !»اهـ. وأقول: لم يكن ليحمل «جوجل» ما حمَل إلا بعد الانفجار الهائل الذي ذهبَ بسُورٍ عظيم كان مانعا للكثير من الناس عن مقاعد الصدارة ومنابر التصدير. وقد هُدِمَتْ قبلَ هذا السور -وزمن الإنترنت- أسوار...! قال الشاعر عبد الرحمن يوسف -في لقاءٍ قريب معه في أحد القنوات- عن ساسَةَ أحزابٍ فشلوا في استغلال أزمةٍ حصلت قريبا: «لقد دخل هؤلاء من الأبواب الواسعة للسياسة!»اهـ. فليسوا -كما أومأ القائلُ- بأهلٍ لخوضِ ما خاضَه الدهاقنة! وما صدَقَ -هنا- على طلاب الانتخاباتِ يصدُق على غيرِهم من طلاب الصدارة في الفنِّ، أو الفكر، أو العلوم، أو التأثير. فقد اتَّسَعَتْ مجالات التدوين ومنابر النشر، وفشَتْ الكتابةُ فشوا لم يُعهد من قبل. وكان الحري باجتماع الكتَّاب في ساحة القلم أن تتسع الإجادةُ ويكثرَ الورود على منابع المعرفة وتربية العقل وتقويم اللسان واليد... [poem="font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]إنَّ السماء إذا لم تَبْكِ مقلتُها = لم تَضحَكِ الأرضُ عن شيءٍ من الخُضُرِ والزَّهْرُ لا تنجلِي أحدَاقُه أبدًا = إلا إذا مَرِضَتْ من كثْرَةِ المطَرِ[/poem] [ديوان البحتري: 1/ 491، ط: دار الكتاب العربي] لكنَّ الرأيَ الذي عمَّ جمهرَةَ الساحاتِ سمحٌ، ونحن في عصرِ السرعة «فأسرعن علينا يا ضيفَ ساحتِنا بتُحَفِك، ولا تخجَل، ولا توجَل.. فلن تكون بضاعتُك أزجى مما فشَى وانتشَرْ»(!). وأنتَ حينَ تطالع المنتديات تجد من المخدوعين عن حقيقة أنفسِهم من يُخاطِبَ غيرَه -من الكتَبَة- مخاطبة الكبير للصغير، لحسنِ ظنه بأداتِه «الكتابيَّة»، ولن تجده مقيما الحدَّ الأدنى من شرائط الكتابة الصحفية؛ فضلا عن الأدبيَّة! فاللحن في نثرِه كلثغة الألثغ في كلامه لا ينفك عنه، والخطأ الإملائي سمتٌ حاضرٌ في معظم سطورِ رسمه، وحظُّه من البلاغة كحظِّ الطفل القابض طبقا يجول به في فناء البيت: من قيادة السيارة! غيرَ أنه يُسْرِفُ في الكلام، وقد يخترع ما شدَّ الجاهلَ وإن سمُج، أو يكرر ما نطق به العارفون وإن استُهلِكَ وشاعَ في عامة الألسن. ويطيلُ مزاحمة الكتّاب، ومجاراتهم، ولقد قيل في الطفيلي: «... ثم إذا طال المدَى تكرَّرت الألحاظ عليه فعُرِف، وأَنِسَت النفوسُ به فأُلِف؛ ونال من المَحَالِّ المُجتَمَعِ عليها منالَ مَنْ حُشِمَ وسُئِلَ الذهابَ إليها» [المختار من صبح الأعشى: 1/ 459، وانظر ص/ 460].قلتُ: وكذا الطفيلي من الكتَّاب يزاحم الكتبَةَ حتى يؤلَف، كما يألف العمِيُّ عماه! وقد يصل (اجتماعيا!) إلى طبقة علية فيهابه من هم دونها (وليسوا دونَه)...! وليس غرضي من هذا الوصف أن أصعد على أكتاف من أصف؛ بل أنا أرصد ظاهرة عجيبة، فقد نُعِتَ من كتاب المنتديات -وكذا الصحف- بأوصاف كبيرة لا يستحقها بعض الأكابر! ولستُ أشترط العسيرَ في خوض الكتابة؛ بل حسب الكاتب أن يكتب ما يحسن، وأن يُقيمَ لغتَه على القواعد الضرورية في الإعراب، والإملاء. فقد بلغ بنا الأمر إلى أن فشَى تشكيلٌ ظريف بغيض في الحروف، فتجد كلمة «أحمد» -مثلا- هكذا: (أٌحِمًدٍ). هذا لعب شاع، وشيوعُه فيمن درسوا شيئا يسمى (النحو) نقيصة فينا ولون من ألوان التخلف. فكيف إن قيل في حق صفحة كاملة شوهها كاتبُها بهذا العبث: «إبداع ليس له مثيل!»، وقد تُنقَل إلى منتدياتٍ أُخَر، أو تُسرَق! عيبٌ والله يا شباب أن تجعلوا الركاكةَ مثلا يحتذى! فإنَّ اختيارَ المرء قطعة من عقله. قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «أفليس عجيبا أن نكون أيام حكم الفرنسيين أقوى في العربية مما عليه الطلاب الآن وقد زال حكم الأجنبي (أعني الحكمَ المباشر) عن بلادنا؟ بل إنَّ منها ما لم يحكمْه أجنبي قط وتحقق فيه مع ذلك (من ضعفِ الدين والعربيَّة) ما يتمناه المستعمر»اهـ[ذكريات علي الطنطاوي: 2/ 21]. ولا أريد أن أستطرد لكني فتحت بابَ مأساة حاضرة، لكل منا له منها نصيب قلَّ أو كثُر إلا من منَّ الله عليه بالريِّ من لغة الكتاب العزيز، والله المستعان! وإن مما رَصدتُ في هذه الأكتوبة (وهي في شئون وشجون متفرِّقة) ما خفَّ ضرره، ومنه ما جرُمَ خطرُه. (يتبع...)
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 08-12-2009 الساعة 12:55 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|