أماه .. رفقاً بي

مثلث برمودا · 24-02-2004, 07:58 AM

خرجت يوما ما من المنزل وعندما جاء وقت وجبة العشاء رن هاتفي الجوال والمتصل أمي فأعتذرت عن المجيء حيث لم ينتهي شغلي بعد ، أخبرتني أمي أنها قد وضعت لي عشائي في الثلاجة .. ولم أحضر إلا في ساعة متأخرة من الليل وبطني يقرقر من الجوع ـ الله المستعان لم أقل كما قال الفاروق : قرقر أو لا تقرقر لن تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين ـ اتجهت مباشرة نحو المطبخ فإذا بي أجد القهوة مع التمر مع قليل من الحلوى فوق طاولة المطبخ ، فتحت الثلاجة فإذا بها "ساندوتش" جاهز للأكل تحتاج فقط لتسخين بجهاز " المايكرويف " ..
عندها حيث كنت جالساً لوحدي جلست أتفكر قليلاً .. أتفكر بما أنعم الله علينا بما تقوم به الأم من عمل جليل لا نقدره و لا نلقي له بالاً ..

نعم أمي .. هي من يقوم بإيقاظي للصلاة و للذهاب إلى الجامعة أو العمل هي من تقوم بإيقاظي أي وقت أطلب منها كمنبه الساعة ـ بل أفضل حيث إذا أتتك في الموعد المحدد وتريد أن تقوم بإيقاظك بعد نصف ساعة أو 10 دقائق أو ... هي بأتم استعداد ـ هي من يعد فطور الصباح والغداء بعد الظهر ـ وأسال العزاب عن معاناتهم في إعداد وجبة الغداء ! ـ والعشاء حسب رغبتك و طوع أمرك .. هي من يغسل ملابسك و ينظف غرفتك .. هي من يقوم بإعلان حالة الطوارئ عندما تطلب منها حاجة لا يستطيع القيام بها غيرها حيث تقوم بالاتصالات هنا و هناك بكافة الوسائل و الطرق لتلبية ما تحتاجه ..

وجلست أفكر .. و أفكر .. و أفكر ...

كل هذا يحدث بعد ما كنت شاباً .. فكيف وأنا في بطنها.. وكيف و أنا في مرحلة الطفولة و الصبا .. يكفي لذلك أن أشاهدها الآن و هي تحمل وليداً في بطنها .. و بالوقت ذاته ما تقوم به من إطعام وتنظيف لأخي الأصغر ..

آآآآ ه ه ه ه ه ه ..

تذكرت .. معاملة بعضنا نحن الشباب ـ لا أقصد شباب العالم الإسلامي أو شباب المملكة أقصد أنا و أنت ـ لأمهاتنا .. متجاهلين ما تبذله الأم من جهد يستنزف نشاطها و قوتها من أغلى سنوات عمرها ..
نقدم طلبات الزملاء و الأصدقاء على طلباتها .. لا نشعرها بأهميتها و لا نراعي مشاعرها و إحساسها .. قليلاً ما نمازحها و نلاطفها وندخل السرور على قلبها ..
أماه ... هل تتوقعين غداً بعد ما أتزوج بامرأة أنني سألهو معها .. وأنساك و أزداد إعراضاً عنك .. ـ سؤال مع التحية لكل متزوج ـ

ولن أذكرتصرفات يقوم به البعض الآخر منا .. ترويها لنا أمهاتنا و أخواتنا عن آهات و زفرات تطلقها الأمهات جرا معاملة أبنائهن لهن ..

ومع كل ما يفعله الأبن مع أمه فقلبها كبير لا حدود له فهي رغم ذلك تعامله أحسن معاملة كما لو كان أبر ابن بأمه..

أماه .. رفقاً بي ...

أماه ... شكراً لك على كل جهد تبذلينه ...
أماه ... أسأل الله أن يسعدك دنيا وأخرى ...

قبل الختام ..

لكل من فقد أمه ..
ليكن قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم
.. ولا تنسى أمك من صالح دعائك ..
.. وأرضى بقضاء الله وقدره ..
.. واحتسب الأجر و المثوبة من الله ..

ودوماً على دروب الخير و العلم والنور نلتقي .،

كتب : قبيل الفجر .. يوم الثلاثاء 4/1/1425هـ ..

24-02-2004, 07:58 AM	#1
مثلث برمودا عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2002 البلد: Saudi Arabia المشاركات: 225	أماه .. رفقاً بي خرجت يوما ما من المنزل وعندما جاء وقت وجبة العشاء رن هاتفي الجوال والمتصل أمي فأعتذرت عن المجيء حيث لم ينتهي شغلي بعد ، أخبرتني أمي أنها قد وضعت لي عشائي في الثلاجة .. ولم أحضر إلا في ساعة متأخرة من الليل وبطني يقرقر من الجوع ـ الله المستعان لم أقل كما قال الفاروق : قرقر أو لا تقرقر لن تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين ـ اتجهت مباشرة نحو المطبخ فإذا بي أجد القهوة مع التمر مع قليل من الحلوى فوق طاولة المطبخ ، فتحت الثلاجة فإذا بها "ساندوتش" جاهز للأكل تحتاج فقط لتسخين بجهاز " المايكرويف " .. عندها حيث كنت جالساً لوحدي جلست أتفكر قليلاً .. أتفكر بما أنعم الله علينا بما تقوم به الأم من عمل جليل لا نقدره و لا نلقي له بالاً .. نعم أمي .. هي من يقوم بإيقاظي للصلاة و للذهاب إلى الجامعة أو العمل هي من تقوم بإيقاظي أي وقت أطلب منها كمنبه الساعة ـ بل أفضل حيث إذا أتتك في الموعد المحدد وتريد أن تقوم بإيقاظك بعد نصف ساعة أو 10 دقائق أو ... هي بأتم استعداد ـ هي من يعد فطور الصباح والغداء بعد الظهر ـ وأسال العزاب عن معاناتهم في إعداد وجبة الغداء ! ـ والعشاء حسب رغبتك و طوع أمرك .. هي من يغسل ملابسك و ينظف غرفتك .. هي من يقوم بإعلان حالة الطوارئ عندما تطلب منها حاجة لا يستطيع القيام بها غيرها حيث تقوم بالاتصالات هنا و هناك بكافة الوسائل و الطرق لتلبية ما تحتاجه .. وجلست أفكر .. و أفكر .. و أفكر ... كل هذا يحدث بعد ما كنت شاباً .. فكيف وأنا في بطنها.. وكيف و أنا في مرحلة الطفولة و الصبا .. يكفي لذلك أن أشاهدها الآن و هي تحمل وليداً في بطنها .. و بالوقت ذاته ما تقوم به من إطعام وتنظيف لأخي الأصغر .. آآآآ ه ه ه ه ه ه .. تذكرت .. معاملة بعضنا نحن الشباب ـ لا أقصد شباب العالم الإسلامي أو شباب المملكة أقصد أنا و أنت ـ لأمهاتنا .. متجاهلين ما تبذله الأم من جهد يستنزف نشاطها و قوتها من أغلى سنوات عمرها .. نقدم طلبات الزملاء و الأصدقاء على طلباتها .. لا نشعرها بأهميتها و لا نراعي مشاعرها و إحساسها .. قليلاً ما نمازحها و نلاطفها وندخل السرور على قلبها .. أماه ... هل تتوقعين غداً بعد ما أتزوج بامرأة أنني سألهو معها .. وأنساك و أزداد إعراضاً عنك .. ـ سؤال مع التحية لكل متزوج ـ ولن أذكرتصرفات يقوم به البعض الآخر منا .. ترويها لنا أمهاتنا و أخواتنا عن آهات و زفرات تطلقها الأمهات جرا معاملة أبنائهن لهن .. ومع كل ما يفعله الأبن مع أمه فقلبها كبير لا حدود له فهي رغم ذلك تعامله أحسن معاملة كما لو كان أبر ابن بأمه.. أماه .. رفقاً بي ... أماه ... شكراً لك على كل جهد تبذلينه ... أماه ... أسأل الله أن يسعدك دنيا وأخرى ... قبل الختام .. لكل من فقد أمه .. ليكن قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا تنسى أمك من صالح دعائك .. .. وأرضى بقضاء الله وقدره .. .. واحتسب الأجر و المثوبة من الله .. ودوماً على دروب الخير و العلم والنور نلتقي .، كتب : قبيل الفجر .. يوم الثلاثاء 4/1/1425هـ .. __________________ من مواضيع العضو : مثلث برمودا المال قوة !! زمن البقالة !! ::صدام حسين:: لن ننسى جرائمه .. كما لن ننسى مواقفه !! مافيا العلاقات !!